عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-21-2014, 08:05 PM
معاذ
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي ذكر الموت خيره وشره

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية كل نفس ذائقة الموت وهذه حقيقة يجب ان يعلمها كل انسان فليس احد بناج من الموت طال عمره او قصر صحيحا كان او مريض غني كان او فقير.

قال تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون ) العنكبوت : 57
قال تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون ) الانبياء : 35

ومهما بذل الانسان من اسباب الصحة والنشاط فهو ميت واينما كان فالموت يدركه وحيثما فر من الموت فانه سيجده مقابل وجهه .
قال تعالى : ( قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) الجمعة : 8
نتامل قوله تعالى (فانه ملاقيكم ) فهو لم يقل فانه يدرككم وما ظنك بشئ تفر منه وهو يلاقيك ان فرارك منه يعني دنوك منه في الواقع فلو كنت فارا من شئ وهو يقابلك فكلما اسرعت في الجري اسرعت في ملاقاته ولهذا قال فهو ملاقيكم .

ففي الاية التحذير من التهاون في الاعمال الصالحة والتكاسل عن التوبة وان الانسان يجب ان يبادر لانه لا يدري متى ياتيه الموت .

النبي صلى الله عليه وسلم اوصانا بالاكثار من ذكر الموت ففيه خيرا عظيما لمن فعل ذلك حتى يكون مستعدا للقاء ربه ويكثر من الاعمال الصالحة قبل ان يفاجئه الموت .
فنسيان الموت والغفلة عنه تؤدي الى التعلق بالدنيا وتسويف التوبة والتكاسل عن الطاعات .
عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اكثروا من ذكر هادم اللذات _ يعني الموت ) رواه الترمذي والنسائي .

والمراد بذكر الموت هنا هو الذكر القاطع عن الانهماك في ملذات الدنيا وشواغلها والحامل على الاستعداد للموت والقبر .
وليس المراد بالذكر هنا الذكر السلبي الذي يوشك ان يقطع الانسان عن مصالحه في معاشه ويصيبه بالاحباط .

فمن اكثر ذكر الموت اكرمه الله بثلاث تعجيل التوبة وقناعة القلب ونشاط العبادة ومن نسي ذكره ابتلي بثلاث تسويف التوبة وترك الرضا والتكاسل في العبادة .

فينبغي ان يكون ذكر الموت سببا للقيام بالطاعات ومحفزا على سرعة التوبة فلا يجب ان نجعل خوفنا من الموت يسبب لنا قلقا ووساوس ويقعدنا عن العمل والطاعات والا كان هنا التذكر علينا لا لنا .
ولا ننسى مع ذكرنا للموت بل اكثارنا منه ان نحسن الظن بربنا تعالى وانه لا يظلم الناس شيئا وانه تعالى يضاعف الحسنات ويعفو ويصفح ويقبل من عباده المسيئين توبتهم وانابتهم .

فالحذر من القنوط من رحمة الله فيجب على المؤمن ان يجمع في قلبه بين الخوف من الله وبين رجائه فالخوف والرجاء كما يقال للمؤمن كالجناحين للطائر فلا يغني احدهما عن الاخر وهذا هو حال الانبياء والصالحين .
قال تعالى : ( انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) الانبياء : 90
فلا تسال نفسك متى تموت لان هذا لا يحتاج الى سؤال
ولكن السؤال الذي يجب ان يرد على النفس والذي يجب ان يكون لديك جواب عليه هو على اي حال تموت فاذا كنت تسال نفسك هذا السؤال فلا بد ان تستعد لانك لا تدري متى يفاجئك الموت .

فنحن المرضى نتوب لنشفى ونصلي لنشفى ونعبد الله لنشفى فاقصى غايتنا هي الشفاء حتى نستمتع بالحياة بدون منغصات فتوبتنا في هذه الحالة جاءت طلبا لمصلحة دنيوية وهي الشفاء وبالتالي النية في العبادة غير سليمة وغير صحيحة ففي النهاية الاعمال بالنيات والنية اساس العبادة .

قال تعالى : ( قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا ( 103 ) الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انه يحسنون صنعا ) الكهف : 103_104

ومن الغريب ما يحدث مع طلبة سنوات التخرج فهم يتوبون ويصلون ويدعون الله ليل نهار بالنجاح لكن عند نجاحهم والتحاقهم بالجامعة مثلا يرجعون اسوا مما كانوا عليه ويحدث ذلك دون سابق تخطيط منهم ولكن هنا زال السبب الذي من اجله تابوا ومن اجله عبدوا الله فيصيبهم الفتور فجاة فتوبتهم من البداية كانت غير صحيحة وهم لا يشعرون .

ولهذا من المفروض ان نعبد الله عبادة خالصة لوجهه الكريم وذلك استعدادا للقائه مهما كانت حالتنا الصحية .
ثم بعد ذلك يحدث ان نسال الله من فضله ورحمته بل يجب ان نجعل علاجنا في خدمة اخرتنا بان نحتسب اجره لله تعالى .

قال تعالى : ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ( 162) لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين ) الانعام : 162 _163

ادعوا الله ان يعينني على عبادته كما يحبه ويرضاه ولجميع المسلمين .






التعديل الأخير تم بواسطة معاذ ; 10-21-2014 الساعة 08:08 PM
رد مع اقتباس