عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 11-27-2014, 10:49 PM
صبح
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله .

( مقال منقول ..)


الإعجاز الهندسي و الطبي في المعوذتين

مقدمة :

عندما أنزل الله عز و جل سورة الفلق و الناس على حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم كان قوله عليه السلام فيهما التالي: ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط ( قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ) (صحيح مسلم)، حيث إذا تفكرنا في قول حبيبنا محمد نجد بأن هناك أهمية خاصة للآيات في سورتي الفلق و الناس و يبين هذا البحث الإعجاز الهندسي و الطبي في هاتين السورتين و كيفية تطبيقهم في حياتنا و تفوّق علم الله في سورتي الفلق و الناس على معارف البشر في زماننا هذا.

الإعجاز الهندسي و الطبي في آخر سورتين من سور القرآن:

يدرك المتفكر في سورتي الفلق و الناس بأن الله عز و جل يكشف فيهما طرق تأثير الشيطان على الإنسان، و هذه الطرق هي كما يلي:

1. التفكر في آية 4 من سورة الناس (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ):

يبين هنا الله عز و جل بأن هناك أذى و شر من وسوسة الشيطان للإنسان و نتعلم من هذا بأن طريقة تأثير الشيطان على الإنسان هي الوسوسة (الْوَسْوَاسِ) أي أن الشيطان يتحدث للإنسان مثل ما يتحدث شخص لآخر، و يذكر المولى أيضا بأن الشيطان في ذات الوقت خناس أي مستتر و متخفي (الْخَنَّاسِ)، أي أن الشيطان يتخفى من الإنسان أي لا يشعر الإنسان بوجوده.

فالسؤال الآن هو كيف يستطيع الشيطان أن يتحدث للإنسان و في ذات الوقت لا يشعره بوجوده؟ تكمن الإجابة على هذا السؤال في التفكر فيما يلي:

· آية 16 من سورة ق (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ): حيث نتعلم من هذه الآية الكريمة بأن لكل إنسان فينا صوت نفس (تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) و هذا الصوت هو الذي يتحدث به الإنسان و هو في ذات الوقت الصوت الذي يسمعه الإنسان في عقله عندما يفكّر الإنسان مع نفسه بهدوء (أي بدون النطق بالقول). و من ناحية هندسية يمكن تسجيل صوت الإنسان و تحليله كما هو مبين في صورة (1).


صورة (1): تسجيل صوت الإنسان (a) تسجيل لمدة 3 ثواني (b) تسجيل لمادة نصف ثانية.


حيث تبين صورة (1) بأن صوت الإنسان يتألف من طاقة على هيئة أمواج الماء و إذا أخذنا واحدة من هذه الأمواج و قمنا بتحليل المتغيرات الرئيسية التي تحدد مواصفات هذه الموجة نجد بأن من أهم العوامل التي تميّز هذه الموجة هو الطول الموجي (l) و الذبذبة (f) كما هو مبين في صورة (2).


صورة (2): تحديد صفات الموجة بواسطة الطول الموجي و الذبذبة.


فالله عز و جل يخبرنا بأن الشيطان يتحدث إلينا و في ذات الوقت لا يشعرنا بوجوده فالطريقة الوحيدة لكي يتحقق ذلك هو إذا قام الشيطان بمطابقة صوته من حيث الطول الموجي و الذبذبة لصوت نفس الإنسان الذي يسمعه الإنسان في عقله عندما يفكر مع نفسه بهدوء و بالتالي يعتقد الإنسان بأنه يسمع صوت من مصدر واحد في عقله (أي نفسه) و لكنه في حقيقة الحال فإنه يسمع صوتين من مصدرين مختلفين و لكن لأن قرين الإنسان (شيطانه) يطابق صوته لصوت نفس الإنسان فإن الإنسان يعتقد بأن جميع الأفكار التي يسمعها في عقله هي من نفسه و هذا يوافق قول الحق بأن الشيطان هو وسواس و خنّاس في ذات الوقت.


2. التفكر في آية 4 من سورة الفلق (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ):
يبين المولى هنا بأن هناك شر و أذى من نفث (أي نفخ) الشيطان في العقد، فالسؤال الآن هو عن ماهية هذه العقد؟ تكمن الإجابة في الآية 21 من سورة الذاريات (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) حيث يعظنا المولى بالتفكر في خلقه لأجسامنا فإذا قمنا بذلك نجد بأن هذه العقد هي العقد العصبية في الدماغ البشري كما هو مبين في صورة (3).



صورة (3): العقد العصبية في الدماغ البشري للإنسان.


حيث أن كل عقدة عصبية في الدماغ مسئولة عن وظيفة معينة في الجسم، فهناك عقد عصبية في الدماغ وظيفتها تحفيز العضلات في الجسم و يتم هذا التحفيز عن طريق توليد اهتزازات في هذه العقد و بعدها ينتقل سيال عصبي للعضلة المراد شدّها كما هو مبين في صورة (4).



صورة (4): انتقال السّيال العصبي لتحفيز و شد العضلات من أثر تحفيز العقد العصبية في الدماغ.


فالسؤال الآن هو عن علاقة الشيطان بهذا الأمر؟

يمكن معرفة الإجابة من التفكر في الآية 20 من سورة سبأ (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) حيث نتعلم من هذه الآية الكريمة أن إبليس يحاول أن يصدق كذبه و ظنه على البشر و من هذه الطرق هي أن يوّلد قرين الإنسان (شيطانه) شعور مطابق للفكرة التي وسوس بها للإنسان و لتوضيح ذلك أعطي المثال التالي:

يوسوس قرين الإنسان (شيطانه) له بفكرة عن طريق الصوت المطابق لصوت النفس و يسمعها الإنسان في عقله تقول له بأنه نجس و غير نظيف و لذلك فإن عليك إعادة الاغتسال أو الوضوء مرارا و تكرارا و ليصدق إبليس هذه الكذبة على الإنسان فإنه يوجه صوته (الذي هو عبارة عن اهتزازات) الذي يوسوس به للإنسان على العقد العصبية في الدماغ التي تحفز و تشد العضلات في منطقة الصدر و بالتالي تولّد ضيق في الصدر و شعور بالخوف و القلق لدى الإنسان مما يدفع الإنسان إلى تصديق هذه الكذبة أكثر و أكثر، و بالتالي يوّلد ذلك عقدة النجاسة.

الإثبات العلمي:
قد يجد الكثير من المسلمين و غير المسلمين ما سبق من استنتاجات غريبا و يميلوا كل الميل لرفضه بدون تفكر و تأمل فيه، و السبب في ذلك للمسلمين هو بعدهم عن التفكر في القرآن و عدم معرفتهم لمراد الله فيه و بالنسبة لغير المسلمين فإن بعدهم عن علم الله في القرآن يدفعهم إلى هذا الرفض، و لذلك فإن هناك حاجة إلى إثبات علمي على ما قلت.

· إثبات رقم 1: يكمن الإثبات العلمي الأول على كيفية تأثير الشيطان على الإنسان من التفكر في آية 169 من سورة البقرة (إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)، حيث يعلمنا المولى هنا نوعية الأفكار التي يوسوس بها الشيطان للإنسان و هي أفكار السوء (أن يؤذي الإنسان نفسه و غيره)، الفحشاء (التصورات البذيئة)، و القول على الله بما لا يعلم الإنسان (أي التشكيك بالقيم الدينية). فإذا قارنا هذه الأفكار بنتائج دراسة أجريت على أشخاص يعانون من اضطراب نفسي حيث تم سؤالهم من قبل عالم نفس شهير جدا و هو ابري لويس (Aubrey Lewis) عن نوعية الأفكار التي تتسبب لهم بالضيق و الألم النفسي فكان الجواب هو أنهم يشتكون من الأفكار التالية:

o Harm: أي أفكار تحثهم على إيذاء النفس و الغير.

o Lust and Filth: أفكار فيها تصورات جنسية بذيئة.

o Blasphemy: أفكار تسيء للقيم الدينية.

فإذا قارنا نتائج هذه الدراسة مع الأفكار التي يوسوس بها الشيطان للإنسان بصوت مطابق لصوت النفس نجد تطابق بين الاثنين و بالتالي هذا يثبت الآلية التي يؤثر بها الشيطان للإنسان كما يعلمنا إياها المولى من القرآن الكريم، كما هو مبين في صورة (5).

صورة (5): الإثبات العلمي على كيفية تأثير الشيطان على الإنسان.


· إثبات رقم 2: التجربة العلمية الثانية التي تثبت الآلية التي يؤثر بها الشيطان على الإنسان تكمن في التجربة التي قام بعض الأطباء باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة نشاط الدماغ البشري عند الناس الذين يطلق عليهم مرضى نفسيين، حيث قام هؤلاء بوضع شخص يطلق عليه مريض نفسي في جهاز و شخص يطلق عليه سليم في جهاز آخر و راقبوا النشاط الكهربائي لدماغيهما في هدوء تام كما هو مبين في صورة (6).




صورة (6): مشاهدة النشاط الكهربائي للدماغ البشري باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي.


و كان الملاحظ في هذه التجارب أن دماغ الذين يطلق عليهم مرضى نفسيي يتصرف و كأن الشخص يسمع صوت في عقله و هذا يظهر في أن مراكز السمع في الدماغ تعمل في حين أن هناك هدوء تام في الغرفة و لكن بالرغم من ذلك فإن دماغ ذلك الشخص يتصرف و كأنه يسمع صوت في عقله.

و التفسير الوحيد لهذه النتائج هو تعليم الله عز و جل لنا في القرآن الكريم بأن قرين الإنسان (شيطانه) يوسوس للإنسان بصوته و يُسمع الشيطان الإنسان أفكار في عقله و كأنه يفكر مع نفسه بها و تمثل نتائج التجربة المبينة أعلاه إثبات علمي على هذا الأمر.

هذا العلم الذي عرض في هذه المقالة و التي تم تعلمه من القرآن هو تصديق لقول الحق في آية 82 من سورة الإسراء (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا) مع العلم بأن الظالم ليس بالضرورة أن يكون كافرا بالله فالمسلم يمكن أن يكون ظالما و ذلك بظلمه لنفسه لعدم تفكره بكتاب الله و هجره لله و كتابه.



الموقع الالكتروني:


www.quran-miracle.com




المصدر :

الإعجاز الهندسي و الطبي في المعوذتين




























رد مع اقتباس