الموضوع: ازدواج النوايا
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-28-2014, 07:57 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,730
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يجب أن نعلم أن صحة العبادات مرهونة بالنوايا .. والنية محلها القلب .. النوايا لكي تصح يجب أن يفرد بها الله تبارك وتعالى .. فلا تخالط النية نية أخرى ظاهرة أو خفية .. وإخلاص النية يلزمه تجرد القلب من كل مصلحة ومنفعة

(إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ)

الراوي: [عمر بن الخطاب] المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 20/223
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فالصلاة مثلا يجب أن يقصد بها الله تبارك وتعالى .. لكن إن دخل على هذه النية أي نية أخرى بطل العمل .. كأن يقصد بالصلاة الرياء والسمعة أو آي مصلحة دنيوية .. فمن يفعل هذا فهو مخادع أضمر نية الرياء والسمعة واظهر صالح العمل قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء: 148] .. فنحن نبعد الله ولا نشرك في عبادته أحدا (لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا) [الكهف: 38]

إذن الأصل في المسلم أن نيته واحدة خالصة لله تعالى .. فإن دخلت نية أخرى على النية الأولى وقع الإنسان في النفاق .. فهو يدعي أنه مؤمن وموحد .. ولكن في قلبه نية أخرى تحمل الشرك فهو يعبد الله ولكن يعبد مع الله نفسه ومصالحه ومنافعه .. وهذا هو الشرك الذي وقع فيه من قبلنا (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ) [الزمر: 3] .. لكن الكفار لم يكونوا منافقين رغم شركهم .. لأنهم أعلنوا وجهروا بنواياهم .. لكن في ازدواج النية تكون هناك نية ظاهر وأخرى مكتومة يخشى صاحبها أن تكشف

وقياسا على هذا؛ فكل معاملة نعامل بها الناس يجب أن تكون ذات نية واحدة .. وإلا إن دخلت نية مع ظاهر لعمل فهذا دخل في النفاق .. وهذا هو نفاق المعاملات المسمى بالنفاق الاجتماعي .. فهناك نفاق في الدين ونفاق في المعاملات .. لكن من يظهر نواياه ولا يكتمها فهذا لا يدخل في النفاق .. فيما عدا العبادات لا يصلح فيها نيتين معا



رد مع اقتباس