عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 04-20-2015, 09:10 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبح

السلام عليكم ورحمة الله .

قد يتساءل البعض .. اذا كان جبريل هو من صاحب النبيّ محمد عليه الصلاة والسّلام .. فما حاجتهما الى دخول الغار والاحتماء به .. ألا يستطيع جبريل (بأمر من الله) .. أن ينهي الاسراء في ساعة من الزمن .. فيصلا يثرب في زمن قصير ..

أم أنّ جبريل .. تمثّل للنبي بشرا سوّيا .. وبالتالي اكتسب خواصا بشرية .. كالمشي ببطئ ..ورافق النبيّ على هيئة بشر عادي .. ولمّا أدركهما الكفّار لجآ للغار ..



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جرت العادة أن تتمثل الملائكة في صورة بشر .. كما تمثل جبريل عليه السلام لمريم عليها السلام بشرا سويا .. وضيف إبراهيم عليه السلام .. وبالتالي يكتسب الملك صفات بشرية حتى يرجع إلى صورته التي خلق عليها

إن الله عز وجل قادر على نقل النبي عليه الصلاة والسلام في لمح البصر هذا إن شاء ذلك .. ولكن هذا يخرق سنن كثيرة .. فإن كان كل أصحابه تكبدوا مشقة الهجرة ومعاناتها فمن باب أولى أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام قدوة وأسوة للعالمين فلو نقله الله عز وجل في لمح البصر لفقد الناس القدوة والأسوة .. ولسقطت سنة الابتلاء والصبر عليه كما مضت سنة المرسلين لقوله تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) [يوسف: 10] وقال تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ) [الأحقاف: 35]

لذلك كان الأنبياء يتعجبون ويندهشون من آيات الله عز وجل .. فموسى خاف حين رأى عصاه تهتز وتحولت حية .. وامراة إبراهيم عليهما السلام تعجبت حين بشرت بولدها .. والأمثلة كثيرة جدا .. وكانت آيات الله تزيدهم تواضعا لله عز وجل وانكسارا له .. لأن الآيات لا تنزل من أجل نبي أو غيره .. لأن الآيات رسالة من الله عز وجل للبشر ليعلموا صدق المرسلين وأنها من الله وحده .. وإنما يرسل الله بالآيات تخويفا لقوله: (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) [الإسراء: 59]

فالاعتقاد أن حياة المرسلين سهلة ميسورة .. وأن الله يذلل لهم الصعاب وييسر لهم الأمور .. هو فهم فاسد واعتقاد باطل .. ودليل على سفاهة العقول وخفتها .. بل حياة المرسلين حتى أشد وأقسى حياة البشر وأشدها مرارة ومكابدة ومعاناة .. بل هم أشد الناس ابتلاءا

بل هذا هو مفهوم السحرة ومن يعيشون بمعتقدهم وفهمهم .. يعتقدون أن السحر يحقق المستحيلات وييسر الأمور الصعاب .. وبكل أسف أن هذا المفهوم السحري عشش في عقول المسلمين وصار جزءا من معتقدهم .. حتى من يظهرون التشدد من السلفيين .. عندما نقترب من حلقتهم الضيقة وندخل فيها سنلمس هذا الفكر لديهم وقد تسرب إليهم وتغلغل في قلوبهم .. فهم يعتقدون بسفاهة عقولهم وترديهم أن الله رضي عنهم فوهبهم من الدنيا ونعيمها من الشهرة والمال والنساء والبنين .. رغم أنهم يستوون في ذلك والكافرين .. بل الكافرين لديهم مثل هذا وأكثر .. رغم أن أشد الناس ابتلاءا الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .. لكننا لا نراهم يبتلون بل منعمون غارقون في الشهرة والمال والنساء ويأكلون على أفخر وأفخم الموائد ويسافرون هنا وهناك ويقيمون في أفخم وأفخر الفنادق وكأنهم ملوك معرشون

فسفر النبي عليه الصلاة والسلام في صحبة جبريل عليه السلام وفي رفقة من الملائكة هو من باب التأييد له على عدوه .. والمواساة له في أحزانه .. فالآية لا تشير من قريب أو بعيد أنه كان في صحبة بشر داخل الغار كما سبق وبينت

حتى معنى كلمة إسراء لا تحمل ما يدل على أن البراق ارتقى به في السماء .. إنما معناها لغويا السير ليلا وليس الارتقاء ليلا في السماء .. حتى أن الله عز وجل نفى عروج النبي ورقيه في السماء في نفس سورة الإسراء فقال: (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا) [الإسراء: 93] .. فالسورة تنفي أن يكون الإسراء تم بالرقي في السماء لقوله (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا) أي أن الله عز وجل يؤكد أنه (بَشَرًا) لا يرقى في السماء ولم يرقى فيها



رد مع اقتباس