عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-12-2016, 08:12 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي جلسات العلاج المختلطة

جلسات العلاج المشتركة:

هي من جلسات العلاج الجماعية تتسم بالتنظيم، وتعد للجمع بين عدد من الأفراد تربطهم صلة مشتركة فيما بينهم، كأن يكونوا أفراد أسرة واحدة، كالزوج والزوجة، والأم وأولادها، والأخ وإخوته، أو مالكين لمؤسسة، أو زميلين في العمل. وهنا يجري المعالج محاولات لتحديد الجسد المصاب، أو فض الاشتباط بين الأسحار التي تجمع طرفين مختلفين. وهذا النوع من الجلسات العلاجية يحد من الصعوبات التي قد يقابلها المعالج عند علاج هذه الأسحار، وإن كان من الممكن الاستغناء عنها، ولكن هذا سوف يكلف المعالج مزيدا من الجهد والمشقة، ويكبد المريض مزيدا من طول المعانات حتى ينهي المعالج عمله.

في حالة أسحار الربط بين أفراد الأسرة الواحدة، نحتاج هنا إلى (جلسة كشف) جماعية، للتأكد من وجود الربط بينهم، ومن أجل تحديد الجسد مخزن السحر، ومصدر الاعتداء على سائر أفراد الأسرة، فقد يسحر للزوج بإفساد أسرته، وخاصة أولاده، فينتقل السحر منه إلى زوجته، ومنها إلى أولاده. وفي بعض الحالات يكون مخزن الأسحار داخل جسم الأم، ولكنها تكون كبيرة في السن وقارب أجلها على الانتهاء، وهنا يستعد الشياطين لاتخاذ جسد بديل من بين بناتها، وغالبا ما تكون البنت الكبرى، أو أقرب البنات محبة إلى أمها، وهنا نحتاج لتحديد الجسد المخزن، والجسد البديل، لنضع خطة العلاج المناسبة، وهنا نحتاج لعقد جلسة العلاج الجماعية، فلا يمكن الاستغناء عنها، وغالبا لا يوجد حلول بديلة مرضية.

من القواعد الثابتة التي لا تتغير أبدا، أن الخادم لا يمكن أن يخرج من الجسد طالما أن السحر لم يبطل، لأن الخادم وأعوانه مربوطون في الجسد بسحر يربطهم بالسحر الأساس. وإنما المعالجون وقعوا في لبس، حيث اختلط عليهم الأمر، فلوجود كم كبير من الأسحار، فإن الأسحار الصغيرة تبطل سريعا، ويخرج الخدام المكلفون بها، فيحسب من لا علم له أن السحر بطل، وقبل انتهاء الجلسة، وربما قبل أن يبدأ الجن المسلم في أسر وسحب الخادم من الجسم، حتى يظهر خادم لسحر آخر أقوى من السابق، وقد جاء الدور عليه ليظهر ويتنكشف امره، وهكذا يستمر الحال حتى القضاء على آخر سحر في الجسد.

وهذه النوعية من الحالات منتشرة في بلاد المغرب العربي خاصة، حيث يعتمد السحرة في صنعتهم على كثافة الأسحار، وغزارة كميتها، فهم يغلب عليهم الجهل بعلم السحر، مع انعدام إتقان صنعته، فهم يتسمون بالجهل وانعدام الاخلاص حتى في صنعتهم، فهم بخلاف سحرة الصومال مثلا، فهم متقنون لسحرهم، وإن كانوا أقل علما من سحرة اليهود مثلا، إلا أن سحرهم يأتي محكما، يصعب التعامل معه. فسحرة الجن شحيحة مع سحرة المغرب، لا تعلمهم إلا القليل، لذلك يستعيضون عن الفقر في المعلومات بتكثيف كم الأسحار. وبكل أسف اكتسب سحرة المغرب سمعة لا يستحقونها على الإطلاق في صناعة السحر، حيث يتكالب عليهم طلاب السحر من أنحاء العالم، يحسبونهم أشد السحرة، وهذا من جهل السحرة، ومن فرط جهل المسحور لأجلهم.

وهذا الجهل في صناعة السحر، بكل أسف يكبد المريض مشاقا يتحملها في سبيل التخلص من هذا السحر، بل ويحير المعالج الذي يتبع القواعد الصحيحة في التعامل مع السحر وعلاجه، بل ويتعب خدام السحر أنفسهم، بسبب الطرق الغبية في صناعة السحر، والتي لا تعتمد على أسس صناعة السحر، فيضر الساحر نفسه، وخدامه، والمسحور له، ويرهق المعالجين قليلي العلم. لكن هذا الكم الرهيب من الأسحار له طريقته الخاصة، والتي تنهي على هذا الكم في زمن قليل جدا. وهذا يعتمد على حبس الساحر، برد الأسحار إليه، وبرقية تجميع الأسحار، وتشبيكها، وسحبها من الجسد، ثم التخلص منها خارجه، فنستطيع بذلك جمع الكميات الكبيرة من الأسحار، مهما بلغت كميتها، والتخلص منها بسهولة، خاصة وأنها أسحار رديئة الصنعة، ضعيفة التكوين، لا تصمد طويلا أمام العلاج بمنهجية علمية. لذلك أهتم كمعالج أن أعرف جنسية المصاب، والبلدان التي أقام فيها أثناء تاريخ حياته، فتنقله من بلد إلى بلد، يكسبه تنوع في الأسحار، وربما هذا التنوع نتيجة تنقل المسحور لأجله في البلاد، يسافر بلد كذا ليصنع فيها سحرا، ثم يسافر بلدا آخر لينصع سحرا مختلف، وهكذا تتعدد وتتنوع الأسحار داخل الجسد الواحد.

كما تبين لنا فإن جلسة العلاج الجماعية تجمع عدة أفراد مع بعضهم البعض، غالبا ما يكون بينهم صلة قرابة، أو صداقة، أو زمالة. ولكن في مثل هذه النوعية من الجلسات قد تتلاعب الشياطين بالمعالج والمرضى، بهدف التضليل والتمويه والخداع، لذلك يجب على المعالج اتخاذ إجراءات أمنية ووقائية، لتحصين كل عضو من أعضاء الجلسة، والعزل بينهم، وهذا حتى لا تتواصل الشياطين مع بعضهم البعض، وبالتالي حصرهم داخل الجسد الذي يعتبر مركز نشاطهم، والذي ينطلقون منه للاعتداء على الأجساد الأخرى. فمن السهل على الشياطين تقديم الدعم لبعضهم البعض لصد دعوات المعالج والتهرب منها، ولخداعه والتلاعب به وبالمرضى، وذلك بتناقل الأسحار، وتوريد المدد الشيطاني من جسد إلى جسد أثناء هذه الجلسة العلاجية، وبدون الإجراءات الوقائية ستنتهي الجلسة بالفشل.

ما ذكرناه بخصوص تأمين الجلسات الجماعية، لا يقل عنه أهمية الجلسات الفردية كذلك، فغالبا ما يكون هناك حضور مع المريض، خاصة النساء، فلا تصح الجلسة في غياب شخص قاطع للخلوة، وهنا نحتاج لعزل المريض وتحصينه، فكقر عقد الجلسة لا يخلو من وجود شياطين، وأسحار منتشر في المكان، خاصة إن تمت الجلسة داخل بيت المريض، لذلك لابد من تحصين الغرفة مقر عقد الجلسة، وتأمينها بضوابط كثيرة. فهذه المحاذير تسري على الجلسات الفردية والجماعية على حد سواء.

وجدير بالذكر؛ أن استغلال المعالج للكشف البصري والسمعي في التشخيص، خاصة بين عدة أفراد تربطهم صلة مشتركة، كصلة رحم، أو سحر مشترك، فهو منهج سليم تماما، لكن إن كان الراقي جاهل، وشخص مدعي، فهو يجهل مضمون تلك الكشوفات، خاصة إن لم يكن له أدنى دراية بحيل وخدع وألاعيب الجن في التمويه والتضليل، وهذا يلزمه موهبة عالية من الجن، سواء كان جن مسلم، أم شيطان، فيجب على المعالج أن يميز إن كان الذي يقوم بالتضليل جن مسلم يمكر بالشياطين على الجسد، أم جن كافر يمكر بالمريض والمعالج. نعم الجن المسلم يلجأ لهذه التقنية لخداع الشياطين، كمحاولة للتوغل بحذر داخل الجسد، وصولا إلى أسراهم من الجن المسلم، لتحريرهم من أسرهم، وسحبهم خارج الجسد. فإن كان المعالج جاهل وساذج فلن يميز إن كان ما يراه المريض جن مسلم، أم كافر، حقيقة أم تخييل، دلالة ولن يفسر معنى ما يراه المريض، كل هذا يحتاج لإجابات وردود سريعة من المعالج، وإجابات صحيحة حاسمة تماما، فأي تأخير أو خطأ في التشخيص سوف يكبد المريض الكثير من المشاق والمعناة.

أما أن يعتمد المعالج على الكشف البصري تماما، فإن لم يرى المريض شيئا حكم بسلامة الحالة، فهذا دجال وليس بمعالج على الإطلاق، فهناك حالات تقابلنا لن يرى فيها المريض أي شيء، ولن يسمع أي صوت، ولن ينطق جني على لسانه بأي حرف، منذ أول جلسة حتى آخر جلسة علاجية، هذا إن كان الخاجم ساحرا، وهذا يغلب على السحر الصومالي، لأن صنعتهم للسحر محكمة. فيعتمد المعالج في التشخيص على الأعراض الجسدية، أو الكشوفات المنامية مثلا، فهذه الأعراض لها تفسيراتها، ودلالاتها، كما سبق وتكلمت عن الشعور بالصداع مثلا، هذا مجرد عرض عضوي، ولكن بالنسبة لي كمعالج له دلالة خاصة، تستلزم التعامل مع الحالة بطريقة معينة. والكشف البصري والسمعي يستلزم من المعالج متابعة وتواصل، فلا يصلح أن يتوقف عن متابعة ما يقوله المريض مما يراه ويسمع، ثم ينصرف عنه إلى مريض آخر ليقرأ عليه، فهذا من الصعب التحكم فيه، إلا في حالة الجلسات الجماعية التي تربط بين أفراد مشتركين في إصابة واحدة.

فلا أخطئ الاعتماد على الكشف البصري والسمعي، كوسيلة شرعية علمية دقيقة، وإنما أخطئ من يعتمد عليه بالكلية، ومن يستخدمها بدون علم وسابق تجربة لمن هو أسبق وأعلم منه، فهذا إنسان مدعي علم، ربما دخل منتديات الرقية، فقرأ عن الكشف، ثم جرب مرة أو مرتين فوجد ردود فعل، ثم بعد ذلك لجأ للتذاكي، وإعمال عقله بدون الركون إلى خلفية علمية، فلم يناقش حتى المعالج الذي تكلم عن استخدام الكشف البصري، ولم يستفهم منه عما يقول، إنما وجدها غنيمة، ووجد لها ردود فعل فاتخذ من العلاج حرفة يسترزق منها، ولا علم له. الكشف البصري والسمعي باب علم واسع، يمكن الاستفادة منه، ويحتاج الكلام فيه إلى مصنفات وكتب، لشرح وبيان تفاصيل ودلالات ما يراه المريض، وكيف التعامل مع كل ما يراه، ولكشف حيل وخدع تخييلات الجن، وتصنيفها. فكم خدعت كمعالج كثيرا جدا ولو سردت القصص ما وسعني المقام، ولا زلت حتى اللحظة أخدع في كثير مما يقصه المرضى علي لاستشارتي، ولكن حين اتعامل مباشرة مع الحالة يتبدد الخداع وتنجلي الحقائق، فلا يصلح أن أحكم على الكشف من خلف شاشة الحاسوب أقرأ كلمات يسردها مريض تلاعبت به الجن. ولكن لا أحد يناقشني ويحاورني فيما أكتب، يقرؤون، ثم يجلسون مع شياطينهم يزينون لهم ما فهموه بأهواءهم لبعض مما قرؤوه، فيضلونهم، ويتلاعبون بهم، والمرضى لا حول لهم ولا قوة، وفي النهاية يستحلون أموال الناس الباطل، وأقولها للرقاة أموالكم حراكم، وعملكم حرام، حتى ولو رقيتم بكتاب الله تعالى.



رد مع اقتباس