عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 07-04-2016, 05:05 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب الرحمن


آيات من سورة النمل:

( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81) وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُو قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) )

الاية 80 و 81 تعطينا مثال على الكلام مع الْمَوْتَى أو الصُّمَّ بأنهم لا يسمعون ( هنا الاية تعطينا تشبية أنك لو كلمت الْمَوْتَى أو الصُّمَّ لن يسمعوك) مع أنهم ليسوا موتى و لكنهم لم يؤمنوا لأن تكلمة الاية تقول ( إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ )
و من يسمع إلا الذي يؤمن بأيات الله فقط , ومن لا يؤمن لن يستطيع إدراك الاية عند إخراج الدابة من الارض وكأنها تكلم الْمَوْتَى او الصُّمَّ , فلم يدركوا أنها آية من عند الله.

و الاية 87 تتكلم عن النفخ في الصور و الله تعالى أعلم أن مكان الاية كأنه دليل على أن خروج الدابة سيكون إشارة على إقتراب النفخ في الصور .
يقول تعالى: (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) هل قال هنا (لا تسمع الصم (الكلام) أم (الدُّعَاءَ

قال (الدُّعَاءَ) أي ما تدعوهم إليه من الحق والهدى .. ولا تنحصر في معنى الكلام فقط .. ولكن هنا معنى بلاغي يراد أنهم لن يفقهوا هذه الدعوة كأنهم صم لا يسمعون (إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) .. و(الْمَوْتَى) هنا هم أموات القلوب لا أموات القبور لأن الميت قطع عنه التكليف .. ولكنه تشبيه بلاغي يراد به أنهم لا يعقلون ما يقال لهم فيولون مدبرين على الكلام كأن لم يسمعوه

ثم تنبه أن هناك ثلاث نفخات للصور وليست نفخة واحدة أو نفختين فحسب

(إنَّ اللهَ تعالى لما فرغ من خلقِ السمواتِ والأرضِ خلق الصُّورَ وأعطاهُ إسرافيلَ فهو واضعُه على فيهِ شاخصٌ ببصرِه إلى العرشِ ينتظرُ متى يؤمَرُ) فقال أبو هريرةَ قلت : يا رسولَ اللهِ وما الصُّورُ ؟ قال: (قرنٌ) فقلتُ : وكيفَ هوَ ؟ قال : (هو عظيمٌ والذي نفسي بيدِه إنَّ عظمَ دارةٍ فيه لكعرضِ السماءِ والأرضِ فينفخُ فيه ثلاثُ نفخاتٍ الأولى ، نفخةُ الفزعِ ، والثانيةُ : نفخةُ الصعقِ ، والثالثةُ : نفخةُ القيامِ لربِّ العالمين ، يأمرُ اللهُ إسرافيلَ بالنفخةِ الأولى فيقولُ : انفخْ نفخةَ الفزعِ فيفزعُ أهلُ السماءِ والأرضِ إلا ما شاء اللهُ ويأمرهُ فيمدُّها ويديمُها ويطوِّلُها يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : { وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ } ويكونُ ذلك يومُ الجمعةِ في النصفِ من شهرِ رمضانَ فيسيِّرُ اللهُ الجبالَ فتمرُّ مرَّ السحابِ ، ثمَّ تكون سرابًا ثمَّ ترتجُّ الأرضُ بأهلِها رجًّا وهي التي يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ { يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ . تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ . قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } فتكونُ الأرضُ كالسفينةِ في البحرِ تضربُها الأمواجُ فيميدُ الناسُ على ظهرِها وتذهلُ المراضعُ وتضعُ الحواملُ ما في بطونِها ، وتشيبُ الولدانُ ، وتتطايرُ الشياطينُ هارِبةً ، حتَّى تأتيَ الأقطارَ فتتلقاها الملائكةُ هاربةً فتضربُ بها وجوهَها ويولِّي الناسُ مُدبِرين ينادي بعضُهم بعضًا وهي التي يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ { يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } فبينما هم على ذلك إذ تصدَّعتِ الأرضُ من قُطرٍ إلى قُطرٍ ، ورأوْا أمرًا عظيمًا لم يروْا مثلَه فيأخذَهم من ذلك من الكربِ والهولِ ما اللهُ به عليمٌ ، ثمَّ ينظرونَ إلى السماءِ فإذا هي كالمُهلِ ثمَّ انشقتْ وانخسفَ شمسُها وقمرُها وانتثرتُ نجومُها ، ثمَّ كُشِطتِ السماءُ عنهم) ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم : (والموتَى لا يعلمونَ شيئًا من ذلك) قلتُ : يا رسولَ اللهِ فمن استثنَى اللهُ عزَّ وجلَّ ، حين يقولُ { فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } ؟ قال : أولئك هم الشهداءُ عند ربِّهم يُرزقونَ إنما يصلُ الفزعُ إلى الأحياءِ ، يقيهمُ اللهُ شرَّ ذلك اليومِ ويؤمِّنَهم منه وهو عذابٌ يلقيهِ اللهُ على شرارِ خلقِه ، وهو الذي يقولُ اللهُ تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } أي شديدٌ فتمكثونَ في ذلك ما شاء اللهُ إلا أنه يطولُ عليهم كأطوَلِ يومٍ ، ثمَّ يأمرُ اللهُ إسرافيلَ فينفخُ نفخةَ الصعقِ)

الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن العربي | المصدر : التذكرة للقرطبي
الصفحة أو الرقم: 194 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

لاحظ هذا الحديث متعلق بالنفخة الأولى .. وهذه النفخة هي التي ستقع عند خروج الدابة عليها السلام .. يليها نفخة الصعق ثم نفخة القيام .. وعلى هذا مدار كل الآيات التي تتكلم عما ورد في الحديث فكلها آيات متعلقة بالدابة عليها السلام .. وسوف نسرد هذا في موضوع مستقل بإذن الله تعالى



رد مع اقتباس