عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 02-18-2018, 09:21 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

ولدي ملاحظة أود إضافتها للمآخذ على هذا النص:

(مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ)

إذن ففي خلال ثلاث سنوات من سن سبع سنوات إلى عشر نأمرهم بالصلاة، فإن فشل هذا الإسلوب في تحقيق الالتزام بأداء الصلاة فلا يجوز ضربهم على تركها، طيلة هذه المدة، فالمدة هنا محددة ومقيدة بعمر معين نلتزم فيها بالأمر فقط، دون الضرب.

بينما في سن العاشرة إن لم يتزموا بالأمر بالصلاة وجب ضربهم على تركها، لكن إلى أي عمر نستمر في ضربهم؟ المدة هنا مفتوحة، فهل تنتهي ببلوغهم، وحينها نسكت على تركهم الصلاة، فلا نضربهم بعد البلوغ؟

حقيقة النص لم يبين لنا كيف نتعامل معهم بعد البلوغ، وإلى أي سن نستمر في ضربهم، وسكت عن ذكر هذا! وكأن النص يفهم منه أن الضرب هنا علاج ناجع لتارك الصلاة! وليس عقوبة على تركها، وهذا أمر في غاية الغرابة!

فإذا كان أمرهم بالصلاة لم يجدي منذ سن سبع سنوات، طيلة ثلاث سنوات، وهم صغار ضعاف البنية، لا يتحملون الضرب، فإنه إذا بلغ الولد سن العاشرة صار قويا، قادرا على صد الضرب، وقادر على تحمله، بل وقادر على الاعتداء على والده وضربه، فالضرب في هذا السن سيفضي إلى عقوق الوالدين، نتيجة حتمية للقهر، واسلوب التسلط، والقصص في هذا كثيرة جدا. هناك من الأولاد في هذا السن يتحمل الضرب، ولا يبدي أي تأثر به إطلاقا، ولسان حاله يقول لوالده؛ إضرب من الآن إلى الغد، فلن أتأثر، ومت قهرا!

فهل استخدام الضرب في هذه الحالة علاج، أم عقوبة، أم مفسدة؟

إذا فشل الوالدين في تعليم أولادهم الصلاة وهم صغار على الفطرة، في عمر سهل عليهما تشكيلهم خلالها، وأطوع في التعليم، فحتما الأمر بالصلاة، والضرب على تركها، ليس علاجا لفشل الوالدين في التربية، إنما هو إسلوب تسلط وقهر لا حاجة له مطلقا إن قام الوالدين بدورهما في سن مبكرة، وكأن الأمر بالصلاة، والضرب عليها استدراك لما فات الوالدين القيام به من قبل.

لكن حال المسلمين اليوم يدمي، فلا الأم تصلي الصلاة على وقتها، وإن صلتها نقرتها، ولا الوالد يصلي الصلاة على وقتها في المسجد، بل يؤخرها عن وقتها، ويصلي بالبيت نقرا، وبالتالي فهم جميعا ينامون عن صلاة الصبح في المسجد، فعز أن نجد طفلا يصلي الفجر حاضرا في المسجد مع والده، لأن الأباء مهملون مفرطون في أداء واجبهم، وهم أحوج للتربية قبل أولادهم، وهم أحق بالضرب والجلد على تفريطهم في أداء الصلاة كما يجب، بل ويستحقون العقاب على إهمال تربية أولادهم تربية دينية صحيحة.

وعليه فالضرب لا ولن يكون علاجا لترك الصلاة، وإنما هو إسلوب إن قصد به علاج ما أهمله الوالدين من واجبهم، فهو يفضي إلى العقوق، والعناد، ويربي في قلب الولد القسوة، والجفاء، والنفاق، مخافة الضرب، وربما يفضي إلى العقوق، وتعمد إغاظة الوالدين انتقاما منهما على قهره، هذا إن لم يفضي لاعتداء الوالد على والديه بالضربـ، أو على أقل تقدير صد الضرب وتحمله، فيكون عديم التأثير.

فالنص بحاجة إلى أن يعاد دراسته تربويا، ودعويا، وفي ضوء الثوابت الشرعية.



رد مع اقتباس