عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 08-27-2018, 12:15 AM
ميراد ميراد غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 7
ميراد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
وهل في ظنك أن أحد المنافقين يستطيع أن يطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم بغير بينة أو حتى شبهة؟ لو فعل سيكون أحمق بما تحمله الكلمة من معنى، لأنه هكذا فضح نفاقه، وكأنه يشهر بنفسه، وهذا ينفي تماما أن الإفك كان متعلقا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأن إلصاق هذه الفرية بأهله نتاج صراع مذهبي بين السنة والشيعة، هؤلاء يطعنون، وأولئك يبرؤون، ونحن بينهم كالمغفلون، نسمع من هنا وهناك ولا نعقل.

وحين يقول تعالى في آية التبريء: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَـئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [النور: ٢٦] فمن هم المبرؤون هنا؟ عائشة وصفوان بن المُعطَّل السُّلمي، أم مارية القبطية ومأبور القبطي؟

فإذا كانت عائشة مبرأة فكذلك صفوان بن المعطل مبرأ، فالتبرئة لم تنزل بخصوص عائشة وحدها فقط، فلما تؤثر وحدها بالفضل دونه؟ إلا أن هناك من يتلاعب بالنصوص لتأجيج الفتنة بين السنة والشيعة والقصة كلها ملفقة منهما.

أكيد هناك تلاعب بالنصوص و تحريف للكلم من بعد مواضعه, و المستفيد من ذلك هو من يحب أن تشيع الفاحشة بين المسلمين, و نحن لا نتردد في ترديد هذه الاشاعات و نحسب انفسنا نصنع خيرا. و سبحان الله هذه الحادثة هي الأكثر تداولا بين المسلمين تكاد لا تخلوا منها خطبة أو موعظة !!!.


في حين نجد أن الروائيين يحصرون النفاق في عبد الله بن أبي و كلما تعرضو لحادثة فيها منافق نسبوها اليه وألصقوها به, و هذا غريب كأنه لم يكن في عهد النبي منافق غيره؟؟!!.
و هذا خطير حتى إن مات انتهى معه النفاق و صار الذين من بعده مؤمنون خالصون لم يبقى بينهم و بين الجنة الا أن يقبض الله أرواحهم.



قال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١﴾ لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿١٢﴾ لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٣﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٤﴾ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ ﴿١٥﴾ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـذَا سُبْحَانَكَ هَـذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴿١٦﴾ يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧﴾ وَيُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٨﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٩﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٠﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢١﴾ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٢﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٤﴾ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّـهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴿٢٥﴾) [النور].
نلاحظ من خلال هذه الايات أن الخطاب بصيغة الجمع, و لم يفرد في أي آية لو كان الأمر يتعلق برسول الله عليه الصلاة و السلام لخصص الله تعالى كما فعل في عديد من الآيات التي تخص بيته و أهله صلى الله عليه و سلم.


كما أن الله يتكلم في هذه الايات عن عصبة أي من العشرة الى الاربعيين[1] [..إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ..] و الروايات تحصرهم في ثلاثة و بعضهم زاد الى الأربعة,و منه يتضح أن القرآن جاء بهذه الآيات لمعالجة آفة اجتماعية بدءت تنخر في المجتمع و تهدد تماسكه.


و الله أعلم.

___________
1_لسان العرب :العُصبَة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين.



رد مع اقتباس