الموضوع: الحجر الأسود
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 02-12-2019, 11:10 PM
ميراد ميراد غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 7
ميراد is on a distinguished road
افتراضي

لا يمكن ان نصف لون الحجر الأسود الكريم عن مشاهدة بسبب دخوله الآن في بناء نفس الكعبة المشرفة اللهم إلا ما يظهر لنا اليوم من بعض قطعه و هي سوداء بسبب الحريق الذي أصابه و لكن نصف لونه من الأحاديث الواردة و من ما جاء في التاريخ.أما عن طوله فقد تقدم عن عكرمة أنه رأى الحجر الأسود في بناء ابن الزبير الكعبة فإذا هو ذراع أو يزيد كما جاء في تاريخ الأزرقي.

أما الأحاديث فقد تقدم جملة منها, فناتي هنا بحديث واحد فقط و هو يكفي.فقد روى الإمام أحمد و غيره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( الحجر الأسود من الجنة و كان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك).

و لا يخفى أنه صلى الله عليه و سلم راى نفس الحجر الأسود بأكمله حينما كان يحمل الحجارة على كتفه عند بناء قريش الكعبة, و هو الذي وضعه في محله بيده الشريفة حينما حكمته قريش في شأن وضعه و رفعه لمحلهفحكم بما أرضى الجميع.

و أما التاريخ, فقد جاء الإمام الأزرقي عند بناء بن الزبير الكعبة عن شرحبيل عن أبي عون عن أبيه قال: رأيت الحجر الأسود قد انفلق و أسود من الحريق فأنضر إلى جوفه أبيض كالفضة. اهـ. وجاء فيه أيضا عند هذا البناء عن منصور بن عبد الرحمن الحجبي عن أمه قالت: كان الحجر الأسود قبل الحريق مثل لون المقام, فلما احترق اسود. قال: فلما احترقت الكعبة تصدع بثلاث فرق فشده ابن الزبير بالفضة. انتهى.

و نقول أيضا: أما في زماننا هذا الذي نكتب هذا التاريخ فيه و هو عام (1376) فليس في الحجر الأسود, أي في القطع الصغيرة الظاهرة منه شيئ من البياض مطلقا و لا مثقال ذرة, أما ما كان من الحجر الكريم الداخل في بناء الكعبة فهو كله أبيض لا شك فيه ما عدا رأسه فقد اسود من الحريق المتقدم كما هو مذكور هنا. و الله أعلم.

و قال بن جبير في رحلته التي كانت سنة ثمان و سبعين و خمسمائة عن مشاهدته للحجر الأسود حينما وصل إلى مكة في السنة المذكورة ما يأتي:
و في القطعة الصحيحة من الحجر الأسود مما يلي جانبه الذي يلي يمين المستلم له إذا وقف مستقبله نقطة بيضاء صغيرة مشرقة تلوح كأنها خال في تلك الصفحة[1].
المباركة و في هذه الشامة البيضاء أثر أن النظر إليها يجلو البصر. انتهى كلام ابن جبير رحمه الله تعالى.

و جاء في كتاب (الإشاعة لأشراط الساعة) عند الكلام على قلع القرامطة الحجر الأسود في سنة (317) من الهجرة ما يأتي:
و قال محمد بن نافع الخزاعي: تأملت الحجر الأسود و هو مقلوع فإذا السواد في رأسه فقط و سائره أبيض, و طوله قدر عظم الذراع. اهـ.

و جاء في الجامع اللطيف لابن ظهيرة القرشي ما يأتي:
قال القاضي عز الدين بن بن جماعة: وقد رأيته أول حجاتي سنة ثمان و سبعمائة و به نقط بيضاء ظاهرة لكل أحد, ثم رأيت البياض بعد ذلك قد نقص نقصا بينا. انتهى.

و قال العلامة ابن الخليل المتوفى في منسكه الكبير: و قد أدركت في الحجر الأسود ثلاث مواضع بيضاء نقية في الناحية التي إلى باب الكعبة المعظمة إحداها و هي أكبرهن قدر حبة الذرة الكبيرة, و أخرى إلى جانبها و هي أصغر منها, و الثالثة إلى جنب الثانية تأتي قدر حب الدخن ثم إني أتلمح تلك النقط فإذا هي في كل وقت في نقص. انتهى بنصه. انتهى من الجامع اللطيف.

نقول: لا ييعد أن يكون نقص بياض النقط التي كانت بالحجر الأسود في قول ابن جماعة و ابن خليل لكلامه صلى الله عليه و سلم المتقدم (...و كان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك) و الله أعلم.

ذكر صاحب (كتاب تاريخ الكعبة المعظمة) قال : قال ابن علان: و لو ما استتر من الحجر الأسود بالعمارة في جدر الكعبة أبيض بياض المقام يعني مقام الخليل إبراهيم صلى الله عليه و سلم وذرع طوله نصف ذراع بذراع العمل و عرضه ثلث ذراع و نقص منه قيراط في بعضه و سمكه أربعة قراريط و عليه سيور من الفضة واحد من أول ما غاب من رأسه من جهة الباب مستديرا إلى مثله مما يلي الجانب اليماني في وسط سمكه و عليه سيران من فضة محيطان بعرضه إلى طرف السير من الوجه الثاني...إلى آخر كلامه.

و ابن علان المذكور هو العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي, و كان حاضرا بمكة في عمارة السلطان مراد الرابع للكعبة سنة (1040) أربعين و ألف من[2].



_____________________
[1] الكردي؛ محمد طاهر/ (التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم)/ 1420هـ - 2000م/ مكتبة النهضة الحديثة - مكة المكرمة. [صفحة: 3/ 243].
[2] الكردي؛ محمد طاهر/ (التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم)/ 1420هـ - 2000م/ مكتبة النهضة الحديثة - مكة المكرمة. [صفحة: 3/ 244].



رد مع اقتباس