عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-11-2019, 08:16 PM
عبد الرحمن الحجازي عبد الرحمن الحجازي غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 08-05-2016
الدولة: ارض الله
المشاركات: 142
معدل تقييم المستوى: 8
عبد الرحمن الحجازي is on a distinguished road
افتراضي موجز حول شرك الهوى المذموم


الهوى في الأصل هو ميل النفس إلى ما تحب من الخير أو الشر .إذن فالهوى في الأصل ميل النفس إلى ما تهواه، فإن مالت إلى ما يخالف الشرع فهو الهوى المذموم، وإن مالت إلى ما يوافق الشرع فهو الممدوح وقد يهوى المؤمن فعل الخيرات فالانفس الزكية تهوى ما يحبه الله..، وإذا ذكر الهوى مطلقًا في القرآن او السنة أو ذكر ذمه فإنما يراد به الهوى المذموم لأنه الغالب فلا ينبغي ذم الهوى مطلقا ولا مدحه مطلقا ، وإنما يذم المفرط من النوعين وهو ما زاد على جلب المنافع ودفع المضار . فميل النفس للمأكل والمشرب والمنكح.. هو ميل طبيعي لكن بضوابط الشرع فيأكل ماشرع الله من المباحات والطيبات التي لا مجال لحصرها (دون الاسراف ومجاوزة الحاجة )ولكن اذا هوى اكل لحم الخنزير اوهوى شرب الخمر او هوى الزنا وعدل عن المباحات هنا يقع الهوى المذموم الذي عليه مدار الكلام .
_وسمي هوى؛ لأنه يهوي بصاحبه
ومُطْلِقُ الهوى يدعو إلى اللذة الحاضرة من غير فكر في العاقبة، ويحث على نيل الشهوات عاجلا وإن كانت سببا لأعظم الآلام عاجلا وآجلا، فللدنيا عاقبة قبل عاقبة الآخرة، والهوى يعمي صاحبه من ملاحظتها، والمروءةُ والدينُ والعقلُ ينهى عن لذة تعقب ألما، وشهوة تورث ندماً.
////والهوى المذموم////
نقول ان المعاصي اغلبها مبناها على اتباع الهوى فالإنسان العاصي عندما يتبع هواه فهو عابد لهواه فقد أطاع هواه لعصيان الله فهنا وقع بالشرك الخفي الذي لم تظهر فيه العلة او يرد فيه نص يبين انه شرك مثلا إنسان شرب خمرا او زنا أطاع هواه واتبع الشيطان فوقع في الشرك ولكن ليست كل الذنوب مراتب واحدة وليست التي وردة فيها نصوص غير التي لم يرد فيها نصوص فالزنا ليس كشرب الخمر لأن الزنا فساده عظيم ومأله وخيم لذلك اتباع الهوى من أكثر انواع الشرك انتشارا بين الناس بشكل عام وبين مدعي العلم قديما وحديثا لذلك يجب أن نعلم أن الشيطان ليس له مدخل على ابن آدم إلا من باب هواه، فإنه يطيف به من أين يدخل عليه حتى يفسد عليه قلبه وأعماله، فلا يجد مدخلا إلا من باب الهوى، فيسري معه سريان السم في الأعضاء.
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}(الجاثية )*فجعل هواه معبودا من دون الله فوقع بشرك الالوهية وهو شرك مماثل لعبادة الأوثان فكلامها واحد إلا أن عبادة الأوثان العلة فيه ظاهرة وواضحة ولكن الأخطر هو اتباع الهوى فهو صعب الأدراك والعلة ليست ظاهرة فيه ومدخله الشيطان لذلك فيه طاعاتان الأولى تبدا من الشيطان ثم يتبع وساوس نفسه ويتبع هواه ففيها اتباعين اتباع الشيطان واتباع الهوى هنا وقع وعبد الاهين من دون الله دون ان يشعر ولذلك جاء بالاثر(إنَّ الّذِى يُخَالِفُ هَوَاهُ يَفْرَقُ الشَّيْطَانُ مِنْ ظِلِّهِ")
ولم يأتي الهوى في القرآن إلا منهي عنه وهو الهوى المذموم الشركي.
__والهوى المذموم ينقسم إلى قسمين:
١_////هوى الشهوات ////
٢_////هوى الشبهات////
ولابد أن هوى الشبهات في الدين هو اعظم ذنبا من هوى الشهوات ولذلك بتابع الشبهات والعدول عن اتباع شرع الله ولذلك ذم الله المشركين واهل الكتاب عندما اتبعوا اهواءهم عن شرع الله ( *فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ*")*[القصص: 50]*. فكثير من اهل البدع والضلال يعلمون الحق الا انهم اتبعوا اهواءهم فمثلهم كمثل الكلب الذي ضربه الله مثلا على عالم بني إسرائيل عندما اتبع هواه (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ**وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )(الاعراف )وهذا دليل على وقوع شركين في الاوهية هو اتباع الشيطان واتباع الهوى وهذا ما أدى بهم إلى تحريف كتبهم سواء اليهود او النصارى وكله بتباع الهوى وهذا من فرق الأمة الإسلامية ولذلك سمي المبدعة اهل الأهواء فحرفوا الدين على أهوائهم حتى ال بهم الحال الى تحريف صفات الله واسمائه وتشبيه الله بخلقه وتعطيل صفات الله واسمائه لذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من اتباع الهوى عن أبي برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى ، وفي لفظ ومضلات الفتن ). أخرجه أحمد في المسند
ايات وردة بذم الهوى
(وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا*وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم*بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ)*الرعد (37) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا*فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى*أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )*النساء(135)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ*وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ*عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )*المائدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ*وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ*أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ )*المائدة (49)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ*وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا*وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ )الأنعام 150
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ*وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ*إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ )*ص (26)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا*وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ*)*الجاثية( 18)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى*النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)النازعات (40)






التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحمن الحجازي ; 04-11-2019 الساعة 08:36 PM
رد مع اقتباس