عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-20-2019, 10:12 PM
ميراد ميراد غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 7
ميراد is on a distinguished road
افتراضي

مقال نشر في صحيفة الاتحاد الإماراتية بعنوان:مرآة الحرمين كما رآها قومندان حرس المحمل صورة بقلم أمير الحج عن المناسك قبل قرن، بتاريخ27 أغسطس 2008 [المقال من المصدر]



في جزأين صدر أخيراً الكتاب الذي طالما استند إليه الباحثون وهو بعد في صورته المخطوطة وعنوانه ''مرآة الحرمين'' تأليف اللواء إبراهيم رفعت باشا الذي كان قومندان حرس المحمل (1318 هـ/ 1901م) ثم أميراً لركب الحج المصري في 1320 هـ/ 1903م و1321 هـ/ 1904م وأخيراً في عام 1325 هـ/ 1908م·

وتعود أهمية هذا الكتاب إلى المعلومات الدقيقة التي حرص المؤلف على تسجيلها لحظة بلحظة خلال رحلات حجه ومزود بمئات الصور الشمسية النادرة لعمران الحرمين المكي والمدني في مطلع القرن العشرين·

ويبدأ اللواء ابراهيم رفعت بالحديث عن الأعمال التمهيدية قبل سفر المحمل ومن أهمها تقريره المالي عن ميزانية موكب الحج وقد بلغت في عام 1318هـ 18,893 جنيهاً مصرياً هي مرتبات رجال المحمل جميعهم مدة ثلاثة أشهر ومرتب أمير مكة والمبالغ المقدرة لإشرافها وللعربان ولـ''تكيتي'' مكة والمدينة وجميع النفقات الأخرى من أجرة جمال وثمن علف دواب الخ·

-كسوة الكعبة:
وعنيَّ أمير الحج بتسجيل نص الإشهاد الشرعي الخاص بكسوة الكعبة المشرفة والذي يشمل معلومات قيمة عن أنواع المنسوجات ومقاديرها، مثل الحرير الأسود والأطلسي ومحرر الإشهاد الذي ينتدبه قاضي قضاة مصر كان يتقاضى مكافأة قدرها 3 جنيهات مصرية و280 مليماً منها 880 مليماً نقدية و240 قرشاً ملابس·

وبعد أن قدم إبراهيم رفعت وصفاً دقيقاً لاحتفال بموكب الكسوة ومروره بشوارع القاهرة شرع في الحديث عن رحلة الباخرة ''النجيلة'' المخصصة لحمل الكسوة بالإضافة إلى بعض الحجاج وارتداء جميع الركاب ملابس الإحرام قبيل بلوغها إلى مرفأ جدة·

وفي جدة يبدأ موكب المحمل سيره في الأراضي الحجازية وسط الموسيقى العسكرية وكان مروره بين صفين من العساكر العثمانيين قدرهم إبراهيم رفعت بأربعمئة من العساكر النظاميين ومئتين من غير النظاميين· ويصف المؤلف جدة بأنها ميناء مكة العظيمة ويحيط بها سور ذو خمسة أضلاع وبه تسعة أبواب· ونسب تشييد سور جدة الأول إلى السلطان المملوكي الغوري في عام 915هـ، وألمح إلى بيوتها الرائعة التي يسكنها الأكابر من الأشراف وكبار التجار و''القناصل'' وهي تزدان بواجهات بها ''المشربيات'' المصنوعة من الخشب الهندي الأحمر المخروط واختص منها بالذكر وبصورة شمسية أيضاً بيت السيد عمر السقاف الشريف·

سكان جدة
أما سكان جدة فيقول إنهم خليط من أجناس شتى من مكيين ويمنيين وحضرميين وهنود وترك وشوام ومصريين وعددهم حوالي 25 ألف نسمة بينما يبلغ عدد السكان بها خلال موسم الحج خمسين إلى ستين ألفاً ويمر بها من الحجاج كل عام نحو 120 ألفاً·
وبالكتاب وصف تفصيلي للطريق من جدة إلى مكة وما يحتويه من استراحات ومقاهٍ ونشاط للحراسة وقلاع وكذلك للكعبة المشرفة منذ دخل المؤلف إلى الحرم المكي عبر باب السلام·
وقد زار اللواء شريف مكة والتقى أيضا عدداً من إشراف المدينة وطلبوا منه أن تكون رواتب الأشراف بالريال المصري واشتكوا له من قيام بعض نظار التكية المصرية بمكة بعمل غير لائق وهو تحويل نوافذها إلى أبواب لحوانيت اقتطعت من مساحة التكية·

وفي الكتاب وصف لغسل الكعبة الذي تم يوم الاثنين خامس ذي الحجة عام 1318هـ وكان الغسل بماء زمزم وبمقشات صغيرة من خوص النخيل ووزعت على أمير الحج وأمين العدة وبعض الموظفين وعدد من عظماء الحجاج خرق بيضاء مبللة بماء الورد والروائح العطرية مسحوا بها جدر الكعبة فيما تزاحم الحجاج للحصول على ماء الغسيل والمقشات الخوصية على سبيل البركة·

وكانت الكعبة بعد غسلها تفتح لمن يريد الزيارة بعد أن يدفع ريالاً قيمته عشرة قروش مصرية لمن يتولى فتح الباب من قبل السيد محمد صالح الشيبي أمين المفتاح وإذا كان الزائر غنياً أخذوا منه بضعة جنيهات·

-الوقوف بعرفة:
ويصف إبراهيم رفعت الوقوف بعرفة وصفاً دقيقاً منه منظر جبل الرحمة وقد ملأه الحجاج حتى لم يبق منه موضع لقدم أغلب هؤلاء من السودانيين واليمنيين والمغاربة ويتخذون الجبل مسكناً لهم ويؤدون به جميع أعمالهم من طهو وغيره·

ويتحدث المؤلف عن فكاهات الحجاج عند رمي الجمرات ذاكراً أن بعضهم كان يرمي الحصيات السبع دفعة واحدة ويخاطب أبليس ''في عين دينك'' وبعض الحجاج لا يكتفي بالحصيات بل يأتي بأحجار كبيرة ويرمي بها ''العمود القائم'' بل لا يرتاح له بال إلا إذا هدم جزء من البناء ''وقد كان من الضباط الذين معهم اليوزباشى عبدالوهاب حبيب أفندي فلما جاء وقت رمي جمرة العقبة أخذ عساكر الحرس ورجموا أبليس دفعة واحدة بهيئة هجوم على عدو وانتقام منه''
ويصف إبراهيم رفعت وقائع الاحتفال بتلاوة الفرمان السلطاني في 11 ذي الحجة بمنى والخلع التي نالها شريف مكة وكبار الموظفين على سبيل التشريف، ولم يفته أن يشير إلى أسعار الأضحيات في موسم الحج مؤكداً أن ثمن الشاة من ريالين ونصف إلى ثلاثة ونصف وكان يؤخذ لشريف مكة على كل رأس من الغنم تباع للحجاج خمسة قروش من البائع·

وثمة إشارات متعددة لنفوذ شريف مكة الذي يلقب بسيد الجميع تمييزاً له عن بقية الأشراف ''وهو الحاكم الذي لا ينازع في أمر ولا يرد له قول ينفي ما شاء ويحبس من شاء ويعاقب من شاء وبيده عقد الأمور وحلها وكل الحكام بمكة طوع إشارته''·




التعديل الأخير تم بواسطة ميراد ; 09-20-2019 الساعة 10:16 PM
رد مع اقتباس