عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 02-13-2020, 02:43 PM
محمد عبد الوكيل محمد عبد الوكيل غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 207
معدل تقييم المستوى: 5
محمد عبد الوكيل is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم النبيين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ* يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)[سبأ:12،13]

يعجب الإنسان لما ذهب إليه المفسرون في شرح معاني معمولات الجن لسليمان عليه السلام[1]، فكيف لمخلوقات شديدة الخلق بارك الله لهم، يعملون أشياء ليست بتلك الأهمية بالنسبة لما سبقوا البشر إليه من علم، كذلك لا يتماشى المعنى مع الآية السابقة لها فما العلاقة بين تسخير الرياح التي مكنت سليمان عليه السلام من التنقل بسرعة مع القدور والجفان التي تُستعمل في الطبخ ! علما أن هذه الأخيرة مقدور على صناعتها من قبل الإنس مهما كانت ضخمة، حتى فائدتها لا تكاد تُذكر خاصة وأن النبي سليمان عليه السلام ومن معه جنا وإنسا؛ كانوا في حرب ضد الشياطين.

والأعجب توافق هذه المعاني مع ظاهر النص القرآني، هذا مع اختلاف لغة الكتابين فالتوراة التي بين يدي اليهود مترجمة من عدة لغات، مع ذلك ينطبق المعنى المُحرف مع النص القرآني وهذا يرجح احتمال كون اللغة الأصلية للتوراة هي العربية الفصحى !

(جِفَانٍ كَالْجَوَابِ)

من مقاييس اللغة:
(الجيم والفاء والنون أصلٌ واحد، وهو شيءٌ يُطِيفُ بشيءٍ ويَحْوِيه. فالجَفنُ جَفْنُ العين.
والجَفْن جفن السَّيْف.وجَفْن مكان .
وسمِّي الكَرْم جَفْناً لأنه يَدُورُ على ما يَعْلَق به.
وذلك مُشاهَدٌ.)ا.هـ

من لسان العرب في مادة (جوب):
(وجابَ الشيءَ جَوْباً واجْتابَه: خَرَقَه.)ا.هـ
و (ورجُلٌ جَوَّابٌ: مُعْتادٌ لذلك، إِذا كان قَطَّاعاً للبِلادِ سَيَّاراً فيها.)ا.هـ
و (وفلان جوَّابٌ جَأّبٌ أَي يَجُوبُ البِلاد ويَكْسِبُ المالَ.)ا.هـ
و(وجابَ البِلادَ يَجُوبُها جَوْباً: قَطَعَها سَيْراً.وجُبْتُ البَلدَ واجْتَبْتُه: قَطَعْتُه.)ا.هـ
و(والجَوائِبُ: الأَخْبارُ الطَّارِئةُ لأَنها تَجُوبُ البِلادَ. تقول: هل جاءَكم من جائبِة خَبَرٍ أي مِن طَريقةٍ خارِقةٍ، أَو خَبَرٍ يَجُوبُ الأَرْضَ منْ بَلَدٍ إلى بَلَدٍ، حكاه ثعلب بالإِضافة.)ا.هـ

ومن مقاييس اللغة:
(الجيم والواو والباء أصلٌ واحد، وهو خَرْقُ الشيء. يقال جُبْتُ الأرضَ جَوْبا)ا.هـ

ومما تقدم نطرح التساؤل التالي؛ ما هي الآلة الدائرية الشكل التي تطوف، وتتنقل وتجوب بسرعة يمكن وصفها بالخارقة أي أنها تخرق المكان بسرعتها ولا شك أن هذا يحدث في زمن جد قصير ؟ هل ذكر الله عز وجل الأطباق الطائرة في القرآن الكريم ؟




__________

[1] يمكن مطالعة تفسير إبن عاشور وهو من أهل اللغة والبلاغة في كتابه التحرير والتنوير، وقد اجتهد في شرح بعض جزئيات الآية لغويا، بعيدا عن الموروث كالذي جاء في تقسير الطبري لكنه سرعان ما استشهد بالإسرائيليات على المفردات محل البحث، لمطالعة تفسيره للآية.



رد مع اقتباس