الموضوع: [ تكذيب الرسل]
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-11-2014, 01:11 AM
أبو الياس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي [ تكذيب الرسل]


منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم وذريته واستخلفهم في الأرض ، كان من كمال عدله وحكمته ورحمته أن يرسل لهم الأنبياء والرسل تتراً ، كلما ضلت أمة بعث إليها رسولاً يُقوِّم إعوجاجهم ويهديهم إلى صراط الله المستقيم ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) [النحل:36].

وحيث أن إبليس قد توعد بأن يغوي بني آدم (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا)[ الإسراء: 62]

فقد تكررت نفس السنن من إرسال الرسل وإنزال الوحي ، وتكرر نفس الكيد من إبليس وجنده ، وتكررت نفس الاستجابة لإبليس وجنده من كثير من بني آدم فكفروا بالله ورسله.

والمتدبر لبدايات سورة ص يجدها آيات عظيمة ، كونها شرحت ما حدث عند إرسال الرسل من قبل ، وهو ما سيحدث عند خروج الدابة عليها السلام(وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) [النمل:82]. فمعرفة الدابة بأن الناس غير موقنون يلزم أنها تعلم مافي القلوب ، وهذا لا يعلمه أحد سوى الله ، فيقتضي ذلك بأن الدابة عليها السلام سيوحى إليها من الله عز وجل مما يدل على انها مرسلة من ربها.


قال الله تعالى في سورة ص:

ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)

بعد أن أقسم الله سبحانه وتعالى بالقرآن الكريم ، يتبع هذا القسم بذكر أحوال الذين كفروا برسلهم ، فالذين كفروا عاشوا سنين طويلة يظنون أن ماهم عليه وما اتبعوا فيه آبائهم هو الحق والهدى ، فلما بعث الله أنبيائه ورسله بالحق من عنده مخالفاً لما عليه تلك الأقوام ، صُدموا بضلالهم ، وفي محاولة بائسة لطمأنة أنفسهم بأنهم على خير وصلاح وأن ما أفنوا فيه أعمارهم لم يذهب سدى ، تكبروا على الحق وتمسكوا بباطلهم ، فكانت النتيجة أن أخذتهم العزة بالإثم و شاقوا الله و رسله بطراً وجحوداً ، فأحسوا بعزة وهمية بأن رفضوا الحق وانتصروا لهواهم [ وهي في واقع الأمر عزة شياطينهم التي انتصرت على أرواحهم المريضة ] ولو أنهم تحملوا ألم واقعهم الضال وتقبلوا الحق لهداهم الله ، لكنهم جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً.

فذلك هو حال قوم فرعون وكفار قريش إذ كانوا يظنون أنهم على الحق فلما تبين لهم بطلان ما هم عليه تكبروا و أخذتهم العزة بالإثم وشقوا عصى الطاعة لله ورسله ، والسبب في ذلك هو تمسكهم الشديد بهوى أنفسهم وما تربوا عليه وأخذوه من آبائهم ، وتمسكهم بشهوات أنفسهم خصوصاً شهوة الجاه والسلطة وهي اشد انواع الشهوات.
وقد قال موسى لفرعون ( قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا) [الإسراء:102].
مما يدل على أن فرعون في قرارة نفسه قد علم الحق وأن ماجاء به موسى هو منزل من رب العالمين ، ولكن منعه هوى نفسه وشهوته للسلطة.

أما قريش فقد علمت أنها على باطل ، لكنه أًصروا على كفرهم لأنهم كانوا أسياد مكة، وكذلك قوم فرعون (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) [النمل:14].

والطامة الكبرى هي أنه كان يُنظَر إلى فجار تلك الأمم على أنهم هم المصلحون الراشدون ، ولكن واقع الأمر أنهم كانوا هم المفسدون ، ففرعون كان يُنظَر اليه من قبل قومه على أنه ناصح مرشد ، و لكنه كان عند الله كافر مسرف ، فهاهو يوغل في إضلال قومه (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ )
[غافر:29].
ومع ذلك كانت النتيجة
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿96﴾ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97 )
يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) [هود:96-98]

والناس غالباً تتبع من تظن أنه راشد وأنه سيكون سبب في منجاتها ، وبسبب فسقهم فكانوا لا يرون الأمور على حقيقتها حتى أنهم رأوا المفسد مصلحاً ، ولا يرى المفسد على حقيقته إلا من نور الله قلبه، وقد قال تعالى في قوم عاد ( وَتِلْكَ عَاد جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبّهمْ وَعَصَوْا رُسُله وَاتَّبَعُوا أَمْر كُلّ جَبَّار عَنِيد) [هود:59] .

فليس شرطاً أن يأتي الشيطان في صورة شيطان ، بل قد يأتي في صورة ناصح أمين مرشد عالم ، لكن قلبه قلب كافر ، ولا يعلم هذا إلا الله عز وجل ، ومن بصرهم من عباده المؤمنين بحقائق الأمور.


وبكل أسف ، هذا هو حال كثير من شيوخ هذا الزمان ، ينظر اليهم الناس كمصلحين وحاملين لواء الأمة ، لكنهم في واقع الأمر المرير مشركين إلا من رحم الله ، فهم قد أشركوا شيوخهم وسلفهم مع الله وجعلوا أقوال شيوخهم و أفهامهم نداً بل و فوق القرآن والسنة الصحيحة ، بل وجعلوا من أنفسهم آلهة تُعبَد من دون الله فلا يجرؤ أحد على مخالفتهم أو مناقشة آرائهم وإلا قد كالوا له شتى أنواع التهم في دينه وعقله.

كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)

فالكفار و إن غرتهم الحياة الدنيا وغرهم حلم الله حتى شاقوا الله ورسوله واعتزوا بكفرهم ، فالله قادر على أن يهلكهم كما أهلك من كان قبلهم بأشد أنواع العذاب ، وذلك بأن يروا عذاب الله قادم فلا يقدرون على الهرب ، فلا مناص ولا مهرب ولا استجابة للدعاء في تلك اللحظات الحرجات النحسات ، فيهلكهم الله جميعاً.

وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4)

هذا ديدن الأمم في مواجهة رسلهم ، فكل أمة تستعظم على الله أن ينزل الوحي على بشر منهم يعيش معهم و يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون ، والعجيب في الأمر أنه بعد وفاة الأنبياء والرسل نجد الشياطين تسوس الناس لتعظيمهم بل وعبادتهم والغلو فيهم ، أما في حياتهم وأثناء بعثتهم نجد الشياطين تسوس الناس للكفر بهم واستعظام أن ينزل الله وحياً على بشر منهم ، فكما عجب كفار قريش أن جائهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو منهم ، سيعجب الناس أن أرسلت إليهم الدابة عليها السلام وهي امرأه منهم .

أما اتهام الرسل بالكذب والسحر فله سببان:

سبب التكذيب : هو مخالفة الحق الذي جاء به الرسل لهوى أنفس الناس وما عاشوا عليه سنين طويلة.
سبب الإتهام بالسحر: فلما كذبوا الرسل ، جائتهم رسلهم بالبينات والمعجزات الدالة على صدق رسالتهم وأنه يوحى إليهم من الله ، فلو صدقوا الرسل في المعجزات للزمهم أن يصدقوهم في الحق والعقيدة ، فلذلك اتهموهم بالسحر لتبرير تلك المعجزات والآيات البينات ، فدائما الاتهام بالسحر يرافق التكذيب.

أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)

إن الآلهة الباطلة في زمان النبي علية الصلاة والسلام هي الأصنام والأوثان ، والآلهة الباطلة في زماننا هي عبادة الشيوخ والسلف وجعلهم أنداداً من دون الله ، وماعبادتهم إلا جعل أقوالهم وأفهامهم مساوية للقرآن والسنة بل وفوقهما.

وفي الحديث : قدمَ [ عديُّ بنُ حاتمٍ ] على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو نصرانيٌّ فسمعه يقرأُ هذه الآيةَ : اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ قال : فقلتُ له : إنَّا لسنا نعبدُهم ، قال : أليسَ يحرمونَ ما أحلَّ اللهُ فتحرِّمونَه ، ويحلُّونَ ما حرَّمَ اللهُ فتحلُّونَه ، قال : قلتُ : بلى ، قال : فتلك عبادتُهم
الراوي: عدي بن حاتم الطائي المحدث: ابن تيمية - المصدر: حقيقة الإسلام و الإيمان - الصفحة أو الرقم: 111
خلاصة حكم المحدث: حسن


فجعل فهم الشيوخ والأحبار والرهبان مقدم على وحي الله هي عبادة لهم وجعلهم أنداداً من دون الله ، فكفار قريش عجبوا أن النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم لعبادة الله وحده وترك ماهم عليه من تعدد الآلهة والأصنام ، وسيعجب الناس مما ستدعوهم إليه الدابة عليها السلام من دعوة الناس لعبادة الله وحده وفق القرآن والسنة النبوية فقط ، وترك إتباع الشيوخ وجعلهم آلهة من دون الله ، لأنهم تربوا على تعظيم الشيوخ والآلهة من صغرهم ، فهل نترك أقوال شيوخنا وعلمائنا الذين ترعرعنا على أيديهم ونتبع قولاً واحداً فقط ؟؟ إن هذا لشيئ عجاب.

وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6)

ففي ظل دهشتهم بهذا الكلام الجديد عليهم ، سيكابروا ويطمئنوا أنفسهم على صحة ماتربوا ونشأوه عليه أن امشوا واصبروا على آلهتكم ان هذا لشيئ يراد، فهذا الرسول ساحر ، و هذه الدابة امرأة ساحرة تريد أن تسيطر على البشر وتقضي على دينكم فاصبروا على مانتم عليه فانكم على الحق ، هكذا يوهم اكابر الكفار صغارهم ان اصبروا على كفركم ولا تتبعوا الحق ان هذا لشيئ يراد.

مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7)

يستطرد الكفار في الاستجابة لوساوس الشياطين فيقولون : ماسمعنا بهذه الأقوال والآراء من قبل ، وماقالها لنا آبائنا من قبل ، فمن أنتم حتى تأتونا بدين جديد؟ فقد قالها كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم وسيقولها المكذبين للدابة عليها السلام ، وكأنهم يقولوا أبعد 1400 سنة تأتي امرأة تدعي أنها يوحى إليها من الله وتأتينا بكلام وعقيدة لم نسمعها من سلفنا وشيوخنا ؟ ماهذا إلا كذب وافتراء.
وكونهم لم يسمعوه من آبائهم وأجدادهم لا ينفي أبداً كونه حقاً ، فقد رد الله عز وجل على هذه الشبهة من قبل ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ) [البقرة 170]
فماذا لو كان ابائهم على خطأ وأرسل الله رسله ليهديهم إلى الحق بالحجة والدليل ! بل يجب على العاقل أن يستمع للحجة والدليل بحياد بعيداً عن تعصبه .

أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)

يقول المتكبرين من القوم : هل أنزل الوحي على هذا الرسول الضعيف ونحن السادة أبناء السادة لم ينزل علينا ؟ فهذا التكبر والحسد من الاقوام تجاه أنبيائهم ورسلهم قد تكرر كثيراً ، فقد قالوها للنبي عليه الصلاة والسلام ( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزخرف:31]

وقد قيلت لشعيب عليه السلام من قبل (قَالُوايَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّالَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًاۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَاأَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) [ هود:91]

وستقال للدابة عليها السلام ، فكيف ينزل الله وحياً على امرأة ولا ينزله عليهم وهم رجال الأمة وعلمائها وقادتها؟ فهي نفس الفتنة التي يفتن الله بها قلوب الناس ، ليخرج مافيها من خير واتباع للحق ، أو من شر واتباع للهوى.

أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10)

فهم بعد أن يتبين لهم الحق ، يحسدون رسلهم أن اصطفاهم الله عز وجل بالرسالة دوناً عنهم ، وهذا يدل على عدم رضاهم بقسمة الله وقدره ، فهو نفس الحسد الموجه من قبل اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو نفس الحسد الذي سيوجه من قبل كثير من الشيوخ للدابة عليها السلام.
يرد الله سبحانه وتعالى على هذا الحسد أن استنكروا على الله أن ينزل الوحي على رسله ولم ينزله عليهم ، بأن هل هم يملكون خزائن رحمة الله ؟ وهل لهم ملك السماوات والأرض ؟ وهل هم من يحدد من يكون رسولاً ممن لا يكون ؟ ان كان لهم ذلك فليرتقوا ويختاروا رسولاً ان استطاعوا ، ولكن ليس ذلك لهم إنما هو بيد الله سبحانه وتعالى، هو من يختار و يصطفي للرسالة.


جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14)

يذكر الله عز وجل عاقبة تكذيب الرسل ، فكل الأقوام الذين كذبوا رسلهم سواء قوم نوح أو عاد أو ثمود أو لوط أو أصحاب الأيكة ، كلهم نزل بساحتهم عقاب من الله تعالى ، فليحذر من غره علمه وما نشأ وتربى عليه من أن يكذب رسل الله المؤيدين بآيات بينات ومعجزات ، فينزل بساحته عذاب كما نزل بساحة المكذبين من قبله.

يتضح مما سبق من الآيات ، تكرار نفس السنن من إرسال الرسل بالحجج والآيات البينات ، وتكرار نفس التكذيب من البشر لنفس الأسباب ، وتكرار نفس وسوسة الشيطان ، وكل آية من الآيات السابقة تحمل معنى وفكرة تكررت في الأقوام السابقة وستتكرر مع الدابة عليها السلام :
  • عزة وشقاق الكفار
  • إهلاك الله للمكذبين بالرسل
  • العجب من كون الرسل من القوم المرسل إليهم
  • الاتهام بالسحر والتكذيب
  • عدم السماع بما جاء به الرسل من الآباء والأجداد
  • الحسد والكبر الموجه من المكذبين تجاه رسلهم
  • مجئ الرسل بالتوحيد ومخالفة الآلهة الباطلة





رد مع اقتباس