عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 03-14-2014, 06:56 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,737
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

[QUOTE]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أميمة مشاهدة المشاركة
اقتباس:
الجن سكنوا الأرض وعمروها قبل الإنس فكانوا أصحاب كتاب وشريعة ، ولكن الله سبحانه وتعالى لما خلق آدم فضله على جميع مخلوقاته وجعله خليفة في الأرض فسخر له ما في السماوات وما في الأرض.
لقد علمه الله علما لم تعلمه حتى الملائكة الكرام فقال تعالى :
{َعلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} سورة البقرة:32
كيف نفسر تفوق الجن على الإنس رغم أن الله عز وجل وهب لخليفته في الأرض علما يفوق علم جميع مخلوقاته؟
وبارك الله فيك على هذا البحث القيم وزادك الله فتحا وعلما

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالرجوع إلى الآية يقول تعالى: (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [البقرة: 31] نجد أن الله تبارك وتعالى (عَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) فحدد الله عز وجل ما علمه لآدم عليه السلام وهو (الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) ولم يقل العلوم كلها .. وحتى لم يقل علما من العلوم

وحول معنى (هَؤُلَاءِ) في معجم: اللغة العربية المعاصر "اسم إشارة لجماعة الذُّكور أو الإناث دخلت عليه ( ها ) التَّنبيه ، وهو للقريب .."

فكلمة (هَؤُلَاءِ) إسم إشارة للعاقل سواء لجمع من الذكور أو الإناث أو كلاهما معا .. ومن النادر أن يشار بها تجاوزا لغير العاقل كما في قوله تعالى: (ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ) [الأنبياء: 65] .. وقوله تعالى: (لَوْ كَانَ هَؤُلاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ) [الأنبياء: 99] حقيقة أن الأصنام غير عاقل إلا أنها من وجهة نظر المشركين يعاملونها معاملة العاقل وهذا استثناء على الأصل لا يغير من أصل استخدام كلمة (هَؤُلَاءِ) للإشارة للعاقل

نخلص من هذا إلى أن الله عز وجل علم آدم أسماء أشخاص عقلاء لم تعرف الملائكة عنهم شيئا بعد ولا حتى أسماءهم لأنهم لا يعلمون إلا ما علمهم ربهم فقط فهم لا يعلمون الغيب قال تعالى: (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [البقرة: 32] فأصحاب تلك الأسماء هم مخلوقات عاقلة كانوا في علم الغيب .. فلا تعلم الملائكة عن وجودهم شيئا بدليل أنهم لا يعلمون أسماءهم والشاهد على هذا قوله تعالى (قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) [البقرة: 33] .. بينما لأطلع الله عز وجل آدم عليه السلام عليهم .. وعلمه أسماءهم لقوله (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)

فمن هؤلاء العقلاء الذين أطلع الله عز وجل آدم عليهم؟ وما صلتهم بآدم حتى يختصه بمعرفتهم ومعرفة أسماءهم دون الملائكة؟ وإن كانت الملائكة رأت من تجارب سابقة على الأرض أن من عمروها أفسدوا فيها وسفكوا الدماء ... فإن الله عز وجل أراد أن يثبت لهم عدة أمور منها

[الأمر الأول] خطأ ظنهم بأن كل من سيعمر الأرض سيفسد فيها فأظهر لهم أقواما صالحين .. بدليل أنه آثر آدم عليه السلام بمعرفة أسماءهم والإيثار لا يكون إلا بخير

[الأمر الثاني] أن يؤكد للملائكة على أنه علام الغيوب

[الأمر الثالث] أن الله يؤثر بعلمه من يشاء فعلم آدم ما لم يعلمه للملائكة

وجوابي على الأسئلة المطروحة: أن الله خلق أرواح بني آدم عليه السلام وقرائنهم المؤمنين من ذرية آدم خاصة المصطفين الأخيار وسائر المؤمنين .. وعرفهم بنفسه تبارك وتعالى وأمنوا به .. لذلك قال تعالى: (إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 172]

فأطلع آدم عليه السلام عليهم وعلمه أسماءهم .. فكلما خلق الله عز وجل إنسانا دبت فيه روحه واقترن به قرينه المؤمن ممن شهدوا هذا الموقف العظيم المهيب وأمنوا بربهم .. ثم منهم المؤمن ومنهم الكافر

أنَّ عمرَ سأل عن هذهِ الآيةِ : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } قال : قرأ القعنبيُّ الآيةَ، فقال عمرُ : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئل عنها فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : (إنَّ اللهَ عز وجل خلق آدمَ، ثم مسح ظهرَه بيمينِه، فاستخرج منه ذريةً، فقال : خلقتُ هؤلاءِ للجنةِ وبعمل أهلِ الجنةِ يعملون، ثم مسح ظهرَه فاستخرج منه ذريةً، فقال : خلقتُ هؤلاءِ للنارِ وبعمل أهل ِالنارِ يعملون) . فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ، ففيمَ العملُ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ اللهَ عز وجل إذا خلق العبدَ للجنةِ استعمله بعملِ أهلِ الجنةِ حتى يموت على عملٍ من أعمالِ أهلِ الجنةِ فيدخله به الجنةَ، وإذا خُلق العبدُ للنارِ استعمله بعملِ أهلِ النارِ حتى يموتُ على عملٍ من أعمالِ أهلِ النارِ فيدخلُه به النارَ)

الراوي: مسلم بن يسار الجهني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4703
خلاصة حكم المحدث: صحيح

هذه أدلتي على ما وصلني علمه من الجن المسلم .. والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم بالحق .. فأنا أجتهد فأصيب برشد من الله وأخطئ بضلال مني ومن الشيطان



رد مع اقتباس