عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 06-08-2014, 07:31 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

لا أعتقد أنها مسألة استراق سمع لأن التصفيد عام وغير مخصص بالسماء ومن فيها من الجن يعمرونها فالتصفيد يشمل الجن في الأرض وفي السماء دون تخصيص .. ولا متعلق بحماية البشر من الوسوسة وإلا فأين الحكمة من الابتلاء بدليل معانتنا من الوسوسة طيلة الشهر الفضيل بل تكون الوسوسة فيه أشد وأنكى من غيره من الأشهر

إنما بعد تفكر وتدبر أقترح أن يكون التصفيد لغرض حماية الملائكة من كيد مردة الشياطين .. أما الشياطن الصغار فلن يعجز الملائكة التخلص منهم بسهولة ولهذا تفر منهم الشياطين .. وهذا على العكس من مردة الشياطين فهم يتجرؤون على مهاجمة الملائكة في محاولة لصدهم ومنعهم من القيام بمهامهم وهذا له شاهد صريح

(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) [الجن: 26؛ 28] .. وقوله (إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ) أي ملك مرسل (فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) وقوله (رَصَدًا) وهي الشهب لقوله في موضع آخر (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا) [الجن: 9] فوظيفة الشهب رصد كل من يحاول استراق السمع أو منع من يحاول منهم تعطيل الملك عن تبليغ الوحي لقوله (لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ)

وكما هو معلوم وثابت أن شهر رمضان فيه (
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر: 3؛ 5] وإن كانت السورة خصصت ليلة القدر بالتنزل دون غيرها من ليالي شهر رمضان إلا هذا لا يمنع من تنزلها طيلة بكثافة عظيمة إلا أن ليلة القدر أعظم الليالي تنزل .. وسبب تنزلهم ورد في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30] ولأن شهر رمضان يستقيم فيه المسلمون على طاعة ربهم سرا وعلانية وينشطون للعبادة فإن الملائكة تتنزل عليهم طيلة الشهر وخاصة ليلة القدر لتأمنهم من الخوف وهذه رحمة الله .. وتفرحهم من الحزن وهذه من مغفرة الله .. وتبشرهم بعتق من النار وبالجنة التي يوعدون وهذا يوافق قوله صلى الله عليه وسلم:
أول شهر رمضان رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره عتق من النار

الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 2815
خلاصة حكم المحدث: صحيح

ومردة الشياطين تتمنى أن تحول ببين الملائكة وبين تنزلها على المسلمين فإن الله أمن الملائكة وصفد لهم الشياطين رحمة منه بنا وبهم .. أما الشياطين فهم أصاغر سيفرون من الملائكة بخلاف المردة

هذا اجتهادي .. والله تعالى أعلى وأعلم



)



رد مع اقتباس