عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-11-2014, 05:27 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أقصد بكلمة متجذر أي نشر جذوره في القلب وتشعبت داخله كجذر أي نبات .. وهذا دليل على تمكن الحسد من القلب .. فلو أنك تخلصت من جذع شجرة فقد تخلصت من الجزء الظاهر منها فقط .. وهذا لا يعني أنك تخلصت من جذورها المدفونة والتغلغلة في باطن الأرض

نحن حين نعالج عيوبنا فإننا نعالج الجزء الظاهر منها لنا فقط .. ولذلك فطالما أن للعيوب جذورا داخل القلب فحتما ستنمو وتترعرع من جديد .. وهذا إسلوب قاصر في علاج عيوبنا والتي لن نتخلص منها بشكل كامل مهما حاولنا .. ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله .. علينا أن نجتهد في إصلاح أنفسنا التي لم تتربى إلى على الفساد .. لأن المربي فاسد وحاله معوج سواء الأيباء أو الشيوخ أو المدرسين .. والقدوة الحسنة مفقودة في زماننا .. وليس علينا إدراك النجاح لأنه بيد الله تعالى وحده ولكن علينا السعي له

هناك فارق 1400 وأكثر بيننا وبين قدوتنا عليه الصلاة والسلام .. فالله يقول عنه (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4] ... ولكن من المؤسف لم يرد لنا في السنة ذكر عن أخلاقياته العظيمة هذه حتى نقتدي بها .. صحيح كان خلقه القرآن لكن أين ذكرت تفاصيل هذه الأخلاق؟ بكل أسف لا يوجد نصوص تذكرها فضاعت مع ما ضاع من السنة

القناعة هي الرضى بالقليل .. والرضى جزء من الإيمان .. والإيمان يزيد وينقص .. وعليه فالرضى يزيد وينقص .. فهناك أربعة أمور هامة يتحقق من خلالها الرضى بالله تعالى .. فلا يتحقق قولنا "رضت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا" إلا باجتماع هذه الخصال الأربع والشاهد

اتباع ما أنزل الله وعبادته بإحسان .. قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 100]

وخشية الله عز وجل .. قال تعالى: (جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) [البينة: 8]

والصدق في اتباع ما أنزل الله والتصديق به .. قال تعالى: (قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [المائدة: 119]

وموالاة الله تعالى .. قال تعالى: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة: 22]

الإنسان يستغفر عن ذنب أدركه .. ولكن الذنب المجهول الغير مدرك كيف يغفر ولم يصبه الاستغفار؟!!!



رد مع اقتباس