عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-02-2014, 03:41 AM
أبو الياس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله عز وجل ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [البقرة:131]

وقال عز وجل (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) [آل عمران:20]

وقال عز وجل (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [النمل:44]

في الآيات السابقة من القرآن الكريم ، نجد أن الإسلام يأتي نتيجة للإيمان بالله تعالى ومعاينة آياته والتفكر والتدبر بها ، فينتج عن هذا الإيمان تسليم وخضوع تلقائي للقلب ، فالمسلم هو من سلَّم قلبه وحياته وكل ما يملك لله عز وجل بحر إرادته وذلك لما رأى من آيات الله ونعمه وأفضاله عليه ولما رأى من قوة الله وجلاله .

فتسليم النفس لله هي فطرة الله التي فطر الناس عليها لأن الإنسان مفطور على محبة من أحسن إليه كما أنه مفطور على محبة القوة والحكمة والجمال ، والله عز وجل هو صاحب الفضل المطلق على الإنسان كما أنه هو الحكيم القوي الجميل ، فالإسلام له هو فطرة غريزية ، أما الاستسلام فهو ناتج من خضوع لقوة قاهرة فوق قوة المستسلم كما هو حال الكفار في النار عندما استسلموا لقوة الله وهي الملائكة ليس بإرادتهم إنما قهراً ، فالإسلام يكون بحر إرادة المسلم والاستسلام يكون قهراً فوق إرادة المستسلم، وتبعاً لذلك فالإسلام من الفعل سلَّم وليس استسلم.

والله تعالى أعلم.



رد مع اقتباس