عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 07-17-2014, 11:29 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لم يبعثِ اللهُ تعالى نبيًّا إلَّا بِلُغَةِ قومِهِ

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5197
خلاصة حكم المحدث: صحيح

اللسان أو اللغة هنا يقصد بهما اللهجة .. فأهل جزيرة العرب قوميات مختلفة كلهم ناطقين بالعربية .. ولكن لكل قوم لسان أو لغة أو لهجة خاصة بهم لا يفهمها إلا هم .. حتى ان الصحابة رضوان الله عليهم حينما كانوا يسمعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يسألونه عن معاني بعض الكلمات التي يذكرها رغم أنها كلمات عربية فصيحة وكانوا يجهلون معناها

وكنموذج؛ لم يكن يعرف بعض العرب السكين بهذا الاسم .. وإنما يعرفونها باسم المدية .. بينما في سورة يوسف ذكرت باسم السكين (وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا) [يوسف: 31] والشاهد

أنه سمع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ( مثلي ومثلُ الناسِ ، كمثلِ رجلٍ استوقدَ نارًا ، فجعل الفراشُ وهذه الدَّوابُّ تقعُ في النارِ . وقال : كانت امرأتانِ معهما ابناهما ، جاء الذئبُ فذهب بابنِ إحداهما ، فقالت صاحبتها : إنما ذهب بابنِكِ ، وقالت : الأخرى : إنما ذهب بابنِكِ ، فتحاكمتا إلى داودَ ، فقضى بهِ للكبرى ، فخرجتا على سليمانَ بنِ داودَ فأخبرتاهُ ، فقال : ائتوني بالسكينِ أَشُقُّهُ بينهما ، فقالتِ الصغرى : لا تفعل يرحمكَ اللهُ ، هو ابنها ، فقضى بهِ للصغرى ) . قال أبو هريرةَ : واللهِ إن سمعتُ بالسكينِ إلا يومئذٍ ، وما كُنَّا نقولُ إلا المُدْيَةُ .

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3426
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

لم يرد على وجه الإطلاق حديث واحد يثبت أن الله عز وجل أنزل كتبا بالأعجمية .. ولم يرد ولو نص واحد يثبت أن الله أرسل رسولا أعجميا .. وعلى المدعي البينة .. وعليه فعدم ذكر ما يثبت هذا في كتاب الله والسنة يفيد أن أن كل الكتب أنزلت بلسان عربي ونزلت على أنبياء عرب كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عربي ونزل عليه قرآن عربي .. فكل الحوارات المثبتة نصا في كتاب الله تعالى كانت بلسان عربي فصيح وليست ترجمات عن لغات أعجمية

قال تعالى: (أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) [الشعراء: 197؛ 199]

فعلماء بني إسرائيل كانوا ناطقين بالعربية .. وعلموا أن كتاب الله حق لأنه نزل باللغة العربية .. ولو نزله الله تبارك وتعالى على بعض الأعاجم بالأعجمية فما كانوا يؤمنوا به .. لماذا لا يؤمنون به؟ .. لأن سنة الله تبارك وتعالى أن يكون كل الرسل عرب .. وكل وحي السماء يكون بالعربية .. فلو نزل وحي بالأعجمية وعلى أعجمي فقد خالف سنة الله وكان أدعى أن يكفروا به .. لذلك فإن نزول القرآن بالعربية وعلى نبي عربي آية على صدقه لأنه وافق بذلك سنة كل ما سبقه من الكتب والأنبياء

قال تعالى: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) [فصلت: 44] .. فقوله (لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ) أي لولا ترجمت آياته .. فلا القرآن يحوي ترجمة للغات أعجمية .. ولا يحوي كلمات أصلها أعجمي .. وهنا يوجه الله عز وجل سؤالا استنكاريا فيقول (أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ) .. أي أن الوحي كله عربي لا عجمة فيه .. لأنها سنة من سنن الله تبارك وتعالى .. فلا وحي ينزل بالأعجمية أبدا .. وإنما كل الوحي عربي وتترجم معانيه إلى لغات العالم كله

فموسى عليه السلام كان فصيح اللسان .. ولكنه أخوه هارون كان أكثر فصاحة منه .. أي أبين لسانا ولغة .. وأوضح بلاغة وتعبيرا .. قال تعالى: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ) [القصص: 34] .. والفصاحة لا تكون إلا للناطقين العربية .. فلا يقال أعجمي فصيح أو فرنسي فصيح أو انكليزي
وفي اللسان: "وفَصُح الأَعجميُّ، بالضم فَصاحة: تكلم بالعربية وفُهِمَ عنه، وقيل: جادت لغته حتى لا يَلْحَنُ، وأَفْصَح كلامه إِفْصاحاً ... وأَفْصَح عن الشيء إِفصاحاً إِذا بَيَّنه وكَشَفَه.وفَصُح الرجلُ وتَفَصَّح إِذا كان عربيّ اللسان فازداد فَصاحة؛ وقيل تَفَصَّح في كلامه.
وتَفاصَح: تكلَّف الفَصاحةَ. يقال: ما كان فَصِيحاً ولقد فَصُحَ فَصاحة، وهو البَيِّنُ في اللسان والبَلاغة.".

وهذا يثبت أن موسى عليه السلام كان عربيا ناطقا بها وكان فصيح اللسان .. وبما أن الوحي نزل عليه بلغته إذن فالتوراة أنزلت عليه بالعربية الفصيحة .. وبما أن موسى عليه السلام عربي إذن فكل بني إسرائيل عرب أقحاح .. وعليه فكل أنبياء بني إسرائيل كانوا عرب فصحاء .. ونزلت عليهم كتبهم بالعربية الفصحى ولكن بلهجات مختلفة .. وخروجهم من جزيرة العرب وعودتهم إليها لا يغير من كون أصلهم عرب



رد مع اقتباس