عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-04-2014, 11:55 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,738
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) [النساء: 34]

فرض الله القوامة على الرجال بما تفضل به عليهم من خصائص اختصهم بها دون النساء .. كالقدرة الجسدية على الكدح والعمل الشاق الدؤوب وكسب المال .. فكانوا أولى بالقوامة طالما كان الإنفاق على الأسرة من أموالهم .. فالقوامة تكليف للرجل لا تشريف له وليست دليل على علو مكانته على المرأة أو أنه أفضل منها

إذن فهناك فارق بين (أفضلية) شخص على شخص عند الله وهذا معياره التقوى والعمل الصالح ومآله إلى يوم القيامة .. و(التفضل) من الله تعالى على شخص أكثر من شخص آخر أي الإنعام عليه

كقوله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة: 253] أي آتينا بعض الرسل من الفضل ما لم نؤته غيرهم من الرسل لقوله تعالى: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) [الإسراء: 55] فآثر داوود عليه السلام بالزبور دون غيره من الأنبياء .. وهذا لا يعني أنه أفضل من سائر الأنبياء .. ولكن المعنى أن الله أنعم عليه بنعمة لم ينعم بها على غيره من الأنبياء فآتاه الزبور وكلفه بتبليغه للناس

وقال تعالى: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) [النحل: 71] أي تفضل على بعض الناس بأرزاق اختصهم بها .. وتفضل على الآخرين بأرزاق مختلفة واختصهم بها .. فهو متفضل على الجميع .. فهو يمد كلا من هؤلاء وهؤلاء بالنعم .. ولكنه آثر البعض بنعم مختلفة عن النعم التي تفضل بها على الآخرين قال تعالى: (كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) [الإسراء: 201، 21]

وقال تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الرعد: 4] أي ونفضل بعضها على بعض في الحصاد والثمر .. رغم أن الأرض هي نفس الأرض متجاورات في مكان واحد .. والماء هو نفس الماء .. والزرع هو نفس الزرع .. إلا أن الحصاد مختلف .. هنا قليل وهناك كثير .. هنا جيد وهناك أجود .. هذا طيب وذاك أطيب منه .. وربما هذا قليل لكنه أطيب من الكثير وأجود منه وأغلى ثمنا وأكثر نفعا .. فالتفضيل هنا عطاء من الله تبارك وتعالى وليس لأن هذه الأرض أفضل من تلك

وقال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة: 47] لم يفضل الله بني إسرائيل على العالمين رضى منه عنهم وعن أعمالهم .. لأن الفوارق في الأعمال اجتهاد فردي .. وليست الأفضلية عند الله عز وجل بكثرة العرض والمال لقوله تعالى (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) [سبأ: 37] وإنما فضلهم بأن آتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين .. فجعل فيهم أنبياء وجعلهم ملوكا .. أي حملهم من القوامة على البشرية مالم يحمل غيرهم تكليفا منه لهم لا تشريفا لقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) [المائدة: 20]



رد مع اقتباس