أثارت قضية تهجير الفلاشا إلى إسرائيل ردود فعل متباينة، فالجانب العربي استنكر وأدان، والجانب المؤيد لإسرائيل أبدى إعجابه بإسرائيل ودقتها في تنفيذ هذه العملية الكبيرة أمام أعين العالم كله، وفريق بين الجانبين لم يكترث. والجديد في هجرة يهود الفلاشا، أن هؤلاء المهجرين يختلفون عن غيرهم في جوانب كثيرة، ولعل أبرزها بعدهم التام عن اليهودية، واستقرارهم إلى حد كبير في الحبشة دون تسجيل أية اضطهادات موجة إليهم على نحو ما قد يكون في بيئات أخرى.


ولكن: من هم الفلاشا؟ ما هي أصولهم؟ وما هي معتقداتهم؟ هل هم يهود حقاً؟ وهل يتطلعون إلى "أرض الميعاد"؟ ثم كيف تمت هجراتهم إلى الأراضي الفلسطينية؟ مَنْ مِنَ العرب ساندهم في هجرتهم؟ وما هو حالهم في إسرائيل بعد الهجرة؟ وما هو مستقبلهم وقد اجتثوا من بيئتهم وغرسوا في تربة جديدة لا تتلاءم على الإطلاق ومكوناتهم النفسية والاجتماعية...؟ من أجل الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، يقدم محمد جلال إدريس هذه الدراسة لعلها تسدّ نقصاً في المكتبة العربية.