منتـدى آخـر الزمـان - مدة إرسال نوح عليه السلام إلى قومه

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) [العنكبوت: 14]

حرف (إِلَّا) يفيد الاستثناء من (أَلْفَ سَنَةٍ) أي أن الألف غير تامة على ما هي عليه باستثناء (خَمْسِينَ عَامًا) .. إذن هي 900 سنة زائد 50 عاما .. ويقال أن الفارق بين كلمة [سنة] وكلمة [عام] أن السنة زمن شدة وضيق .. بينما العام زمن يسر ورخاء استندا لقوله تعالى: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) [يوسف: 47؛ 49]

وقوله (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ) تفيد أن هذا الزمن تم تقديره بداية من إرساله إلى قومه حتى انقطاع دعوته بوفاته عليه السلام .. وهذا يعني أن عمره أطول من هذا حتى تم إرساله إلى قومه .. وعليه (فَلَبِثَ فِيهِمْ) رسولا 900 سنة و50 عاما .. فأعوام الرخاء هذه متعلقة بنوح عليه السلام ولا تعود على قومه .. لأنه وجد منهم سنين شدة وإعراض وأذى حتى أذن الله تعالى له ببناء السفينة .. فقد تكون هذه الخمسين عاما أعوام فرج عليه ببناء السفينة .. وعليه فبناها في خمسين عاما قال تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) [هود: 37؛ 39]

والله أعلم