منتـدى آخـر الزمـان

منتـدى آخـر الزمـان (https://www.ezzman.com/vb/)
-   الرد على الشبهات (https://www.ezzman.com/vb/f115/)
-   -   هل دخل ابليس الجنة (https://www.ezzman.com/vb/t4688/)

عبد الرحمن الحجازي 04-12-2019 07:40 PM

هل دخل ابليس الجنة
 
قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ * وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ*وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ * قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ }*[الأعراف]

تبين هذه الآية والآيات الواردة في القرآن ان المرحة اولا بدأت بعصيان ابليس السجود لآدم عليه السلام بأمر الله ومنه حصل النقاش بينه وبين الله عزوجل فطرده الله عزوجل وقال له اخرج منها(قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ) اذا قلنا ان الهاء هنا عائدة للجنة وانه تم طرد ابليس وأمره بالخروج من الجنة فور عصيانه لأمر الله بالسجود فتأتي جميع الآيات الورادة في القرآن ان ابليس وسوس لآدم وحواء داخل الجنة (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَاوُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) فالشجرة من شجار الجنة ومنه كانت الحادثة داخل حدود الجنة .


///////////////////السؤال المطروح /////////////////

_كيف تمكن عدو الله من دخول الجنة ليوسوس لآدم وزوجته عليهما السلام بعد طرده مسبقا من الجنة واخراجه منها ؟

بهاء الدين شلبي 04-12-2019 07:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن الحجازي (المشاركة 34208)

_كيف تمكن عدو الله من دخول الجنة ليوسوس لآدم وزوجته عليهما السلام بعد طرده مسبقا من الجنة واخراجه منها ؟

وما المانع أن يدخل الشيطان الجنة التي كان فيها آدم عليه السلام وزوجه؟!

عبد الرحمن الحجازي 04-13-2019 07:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 34209)
وما المانع أن يدخل الشيطان الجنة التي كان فيها آدم عليه السلام وزوجه؟!



بارك الله فيكم
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)[ص]
(قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ)[الحجر]
(قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ)[الاعراف]

اليس عندما امره الله بالخروج من الجنة كان أمر الله أمرا قدريا لا يجوز له مخالفته اي لم يكن امرأ شرعيا ومنه أمر الله القدري نافذ على الجميع فكيف رجع ودخل الجنة وتمكن من الوسوسة لهما؟!!


بهاء الدين شلبي 04-13-2019 08:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن الحجازي (المشاركة 34222)


بارك الله فيكم
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)[ص]
(قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ)[الحجر]
(قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ)[الاعراف]

اليس عندما امره الله بالخروج من الجنة كان أمر الله أمرا قدريا لا يجوز له مخالفته اي لم يكن امرأ شرعيا ومنه أمر الله القدري نافذ على الجميع فكيف رجع ودخل الجنة وتمكن من الوسوسة لهما؟!!


أنت في كلامك تتكلم عن دخول إبليس الجنة ليوسوس أي قبل الخروج منها، وسؤالي لا علاقة له فيما بعد الخروج، إنما أسألك عن دخوله الجنة قبل الخروج. فما المانع أن يدخل الشيطان الجنة التي كان فيها آدم عليه السلام وزوجه؟!

عبد الرحمن الحجازي 04-13-2019 09:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر (المشاركة 34223)
عندما اخرجهم الله تعالى من الجنة الى اين نزلوا،
لو تبيين لنا مالفرق بين الامر القدري والشرعي..


الباب واسع جدا لكن باختصار

_الامر القدري : هو ما كتبه الله ازلا على أقدار كل المخلوقات اي ان الامر القدري حتمي الوقوع (وفي الحديث الذي رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة».)
ومثال ذلك (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )[التغابن]
اي حتما سيوجد كافر ومؤمن هذا أمر قدري
_الامر الشرعي : هو ماشرعه الله من الشرائع التي يحبها الله ويرضاها وامر بها ولكن ليست حتمية الوقوع.
مثال
من الشرائع التي أمر الله بها الصلاة
_فمن الناس امتثل لأمر الله الشرعي وصلى
_ومنهم لم يمتثل لأمر الله الشرعي فلم يصلي
ومنه ليست حتيمة الوقع واقعة تحت مشيئة الانسان
والله اعلم


عبد الرحمن الحجازي 04-13-2019 10:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 34224)
أنت في كلامك تتكلم عن دخول إبليس الجنة ليوسوس أي قبل الخروج منها، وسؤالي لا علاقة له فيما بعد الخروج، إنما أسألك عن دخوله الجنة قبل الخروج. فما المانع أن يدخل الشيطان الجنة التي كان فيها آدم عليه السلام وزوجه؟!



////سأشرح الخلاف///
_لا خلاف ان ابليس يدخل الجنة ويخرج منها كونه في صف الملائكة ولا خلاف انه كان يدخلها مسبقا قبل عصيانه

_الخلاف في المسألة اين وقع ؟

_الايات جاءت بالتسلسل اولا بخلق آدم عليه السلام ثم امرهم فور نفخ الروح بالسجود هنا عصا ابليس أمر ربه بالسجود لآدم عليه السلام و مباشر أمر بالخروج من الجنة أو المكانة التي كان عليها وطرد من الحضرة الإلهية بعدها جاءت الآيات بنداء آدم وزوجته دخول الجنة نفهم انهم قبل حادثة السجود لم يكن آدم وزوجته في الجنة وبعد حادثة السجود دخلا الجنة
وبعدها جاءت الآيات بسرد قصة الوسوسة ودخول ابليس الجنة هل يعيني كان أمر الله له بالخروج مؤقتا ام ماذا ؟


ارجو ان تكون وصلت الفكرة


بهاء الدين شلبي 04-13-2019 10:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن الحجازي (المشاركة 34229)


////سأشرح الخلاف///
_لا خلاف ان ابليس يدخل الجنة ويخرج منها كونه في صف الملائكة ولا خلاف انه كان يدخلها مسبقا قبل عصيانه

_الخلاف في المسألة اين وقع ؟

_الايات جاءت بالتسلسل اولا بخلق آدم عليه السلام ثم امرهم فور نفخ الروح بالسجود هنا عصا ابليس أمر ربه بالسجود لآدم عليه السلام و مباشر أمر بالخروج من الجنة أو المكانة التي كان عليها وطرد من الحضرة الإلهية بعدها جاءت الآيات بنداء آدم وزوجته دخول الجنة نفهم انهم قبل حادثة السجود لم يكن آدم وزوجته في الجنة وبعد حادثة السجود دخلا الجنة
وبعدها جاءت الآيات بسرد قصة الوسوسة ودخول ابليس الجنة هل يعيني كان أمر الله له بالخروج مؤقتا ام ماذا ؟


ارجو ان تكون وصلت الفكرة


بداية لا أعرف ما تقصده من مصطلح (الحضرة الإلهية)!

لم يرد في كتاب الله تعالى أن الله أخرج إبليس من الجنة بعد أن أبى السجود، قال تعالى: (وَلَقَد خَلَقناكُم ثُمَّ صَوَّرناكُم ثُمَّ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ لَم يَكُن مِنَ السّاجِدينَ ﴿11﴾ قالَ ما مَنَعَكَ أَلّا تَسجُدَ إِذ أَمَرتُكَ قالَ أَنا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَني مِن نارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طينٍ ﴿12﴾ قالَ فَاهبِط مِنها فَما يَكونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فيها فَاخرُج إِنَّكَ مِنَ الصّاغِرينَ ﴿13﴾ قالَ أَنظِرني إِلى يَومِ يُبعَثونَ ﴿14﴾ قالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرينَ ﴿15﴾ قالَ فَبِما أَغوَيتَني لَأَقعُدَنَّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقيمَ ﴿16﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِن بَينِ أَيديهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمانِهِم وَعَن شَمائِلِهِم وَلا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرينَ ﴿17﴾ قالَ اخرُج مِنها مَذءومًا مَدحورًا لَمَن تَبِعَكَ مِنهُم لَأَملَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُم أَجمَعينَ﴿18﴾ وَيا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ فَكُلا مِن حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ ﴿19﴾ فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطانُ لِيُبدِيَ لَهُما ما وورِيَ عَنهُما مِن سَوآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَن هـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلّا أَن تَكونا مَلَكَينِ أَو تَكونا مِنَ الخالِدينَ ﴿20﴾ وَقاسَمَهُما إِنّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحينَ ﴿21﴾ فَدَلّاهُما بِغُرورٍ فَلَمّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَم أَنهَكُما عَن تِلكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَكُما إِنَّ الشَّيطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبينٌ ﴿22﴾ قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ ﴿23﴾ قالَ اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حينٍ ﴿24﴾ قالَ فيها تَحيَونَ وَفيها تَموتونَ وَمِنها تُخرَجونَ ﴿25﴾) [الأعراف]

في الآيات يقول تعالى: (قالَ فَاهبِط مِنها فَما يَكونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فيها مِنها فَما يَكونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فيها فَاخرُج إِنَّكَ مِنَ الصّاغِرينَ) والهبوط ضد الارتفاع، أي فاهبط من المنزلة الرفيعة إلى منزلة دون ذلك. فإدريس عليه السلام رفعه الله تعالى: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) [مريم: 57]، رفع منزلة ومكانة، وعيسى بن مريم رفعه الله تعالى إليه فقال: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) [آل عمران: 55] أي رفع منزلته وقربه إليه.

ثم ذكر الله تعالى الخروج (فَاخرُج إِنَّكَ مِنَ الصّاغِرينَ) والخروج ليس بالضرورة من مكان إلى مكان، لكن قد يقصد به الخروج من رحمة الله تعالى وبذلك أبلس ولعن.

كل هذا تم قبل إخراج آدم وزوجه من الجنة ومعهم إبليس (قالَ اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حينٍ)

ثم تنبه لأمر هام جدير بالملاحظة في قوله تعالى: (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ * قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ) [طه: 122, 123]

هنا ذكر الله معصية آدم عليه الصلاة والسلام فقط، لكن العقوبة وقعت عليه وعلى طرف آخر فقال تعالى بالتثنية (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا) فإن كان آدم وزوجه من جنس الإنس، فإن ربليس من جنس الجن، فتصح التثنية على اعتبار الجنس، وفي الوقت نفسه، لم يثني ما بعدها وإنما جاء الكلام بصيغة الجمع، (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ) مما دل على أن المخاطبون جمع أي أكثر من اثنين، وبهذا نوفق بين التثنية والجمع الواردين في الآية.

نخلص أن الجنة المذكورة في الآيات مكان على سطح الأرض، وأنهم أخرجوا منها قبل أن تبلى يتغير حالها، كما تغيرت طبيعة الأرض بسبب التغيرات المناخية فتصحرت وتغيرت وتبدل حالها، فلم تعد جنة كما كانت بادئ الأمر. ولا يشترط أن الملائكة أمروا بالسجود في تلك الجنة.

لكن الراجح لدي أن فهمك لعدم دخول إبليس الجنة مصدره كتب التفسير، وما اقتبسوه من التوراة المحرفة، فانصح بمراجعة كتاب الله تعالى ، وعرض النصوص التوراتية على القرآن الكريم، لنكتشف الكذب والتحريف.

ميراد 04-14-2019 07:38 PM

أسكن الله تعالى آدم و زوجه عليهما السلام الجنة كما جاء في قوله تعالى : (..وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ..)[البقرة: ٣٥]، و حذرهم من الأكل من الشجرة و من عداوة الشيطان لهم (..أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ)[الأعراف:٢٢]، فالنهي هنا جاء عن شجرة في الجنة محل تواجدهما و سكنهم، و كذلك التحذير من عداوة الشيطان لهم جاءت لإمكانية إلتقاءهم به في الجنة و إلا ما الفائدة من التحذير من عدو لن يلتقوا به، والآيات تفصل في وقوع التواصل بينهم.

قال الله تعالى : ( قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا) [الفرقان: ١٥]
أما الجنة التي حرمت على بعض الخلق، فهي بالدار الآخرة وجزاء لمن تفضل الله عليهم بهذه النعمة رحمة منه.و أكيد الشيطان ليس منهم، فهي محرمة عليه و على من ولاه، و قد وصفها الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله: [إنَّ في الجنةِ ما لا عيْنٌ رأَتْ ، و لا أُذُنٌ سمِعَتْ ، و لا خَطَرَ على قلْبِ أحَدٍ] [1]، آدم عليه السلام و زوجه رأوا جنتهم وأكلوا و شربوا منها، و هذا يفيد أن الجنة مكان الأحداث التي هي موضوع البحث قد لا تعدوا أن تكون بستان من بساتين الأرض.

و الله أعلم.
__________________

[1] الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2127 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

عبد الرحمن الحجازي 04-14-2019 09:21 PM

(تم الحذف والنقل إلي المسودة لإهمال التنسيق والأخطاء الإملائية .. الإدارة)

عبد الرحمن الحجازي 04-15-2019 07:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد (المشاركة 34256)
أسكن الله تعالى آدم و زوجه عليهما السلام الجنة كما جاء في قوله تعالى : (..وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ..)[البقرة: ٣٥]، و حذرهم من الأكل من الشجرة و من عداوة الشيطان لهم (..أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ)[الأعراف:٢٢]، فالنهي هنا جاء عن شجرة في الجنة محل تواجدهما و سكنهم، و كذلك التحذير من عداوة الشيطان لهم جاءت لإمكانية إلتقاءهم به في الجنة و إلا ما الفائدة من التحذير من عدو لن يلتقوا به، والآيات تفصل في وقوع التواصل بينهم.

قال الله تعالى : ( قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا) [الفرقان: ١٥]
أما الجنة التي حرمت على بعض الخلق، فهي بالدار الآخرة وجزاء لمن تفضل الله عليهم بهذه النعمة رحمة منه.و أكيد الشيطان ليس منهم، فهي محرمة عليه و على من ولاه، و قد وصفها الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله: [إنَّ في الجنةِ ما لا عيْنٌ رأَتْ ، و لا أُذُنٌ سمِعَتْ ، و لا خَطَرَ على قلْبِ أحَدٍ] [1]، آدم عليه السلام و زوجه رأوا جنتهم وأكلوا و شربوا منها، و هذا يفيد أن الجنة مكان الأحداث التي هي موضوع البحث قد لا تعدوا أن تكون بستان من بساتين الأرض.

و الله أعلم.
__________________

[1] الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2127 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


جزاكم الله خيرا على هذه المداخلة الطيبة
نعم الله تعالى حذرهم من ابليس وهذا دليل آخر يفيد انه فعلا دخل الجنة التي يسكنها آدم عليه السلام وزوجته.



الساعة الآن 04:04 PM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Google search by kashkol