منتـدى آخـر الزمـان

منتـدى آخـر الزمـان (https://www.ezzman.com/vb/)
-   الحوارات العامة (https://www.ezzman.com/vb/f43/)
-   -   الطريق إلى شفاء القلوب (https://www.ezzman.com/vb/t527/)

سيوا 01-17-2014 03:54 AM

الطريق إلى شفاء القلوب
 

قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس 57]، وقال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً} [الإسراء 82].

وعن علي بن أبي طالب - رضِي الله عنه - قال القلوب أربعة قلْب أجرد منه سراج يزهر، فذلك مثل المؤمن، وقلب أغلف، فذاك قلْب الكافر، وقلب منكوس، فذاك قلْب المنافِق، وقلب فيه مادَّتان مادَّة تمدُّه بالإيمان، ومادَّة تمدُّه بالنفاق، فأولئِك قومٌ خلَطوا عملاً صالحًا وآخر سيِّئًا.

لذلِك فقد وجبتِ العناية بالقلْب وإصلاحِه من أمْراض الشُّبهات والشَّهوات، فالشُّبهات مرض يَجعل المرْءَ يرى الحقَّ باطِلا والباطِل حقًّا، أو يَجعله يشكُّ ولا يتيقَّن ويوسوِس ولا يُجزم، والشَّهوات أمراض؛ كشهْوة الزِّنا وأخذ المال الحرام، وغير ذلِك من الأُمور التي يضعُف بها أمام مغْرياتِها، وهذا المرض قد يسبِّب له موْت القلب.

وحياة القلوب بالقُرآن والذِّكْر الَّذي يُزيل الأمراض، وبالعِلْم الَّذي يسدِّد التصوُّرات والإدْراك ويُزيل الشبُهات، وبالإيمان الَّذي يزكِّي النفوس، فإذا قام المرْء بتربية قلْبِه كما يربِّي بدنَه، نما قلبه وصلح، فعلم بعد ذلك ما ينفعُه ممَّا يضرُّه.

والطَّريق لصلاح القلوب وشفائِها لا بدَّ أن يمرَّ بالصَّدقة التي تطفئ الخطيئة، وتزكِّي القلب؛ قال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [التوبة 103].

كذلك لا بدَّ من ترْك المحرَّمات، فإنَّها بمنزِلة الأخْلاط الرَّديئة على البدَن، والتَّوبة سببٌ لِصَلاح القلْب؛ قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى} [الأعلى 14]، والتَّوحيد يزكو به القلب فإنَّه يتضمَّن نفْي أُلوهيَّة ما سوى الله وإثْبات ألوهيَّة الله، وهذه حقيقة لا إله إلاَّ الله.

ومِنْ أدْوية صلاح القلب العمل الصالح؛ قال تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [فصلت 46].

فالحسنة لها نور في القلب، وقوَّة في البدَن، وضياء في الوجْه، وسَعَة في الرِّزْق، ومحبَّة في قلوب الخلْق، وللسَّيِّئة ضدُّ ذلك؛ فالإيمان نورٌ لِلقلوب والجهْل ظلام، والعدْل سببٌ من أسباب زكاة القلب، فكما أنَّ الظُّلْم فساد للقلب، فالعدْل صلاحه.

ومن أسباب شفاء القلوب الدُّعاء وطلَب الهداية من ربِّها، قال سهل بن عبدالله التستري ليس بين العبْد وبين ربِّه طريق أقْرب من الافتِقار إليه.

ومن أسباب شفاء القلوب سلامة الصَّدْر وحبُّ الخَيْر للنَّاس، والإنْفاق في سبيل الله وتعْليم الجاهلين؛ قال تعالى {وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} [الحشر 9]، وقال تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} [النساء 54].

ومِن أسْباب شِفاء القلوب الكَرم والجود؛ قال تعالى {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل 5 - 7].

ومِن أسباب شِفاء القلوب مُخالطة الصَّالحين، والجلوس في مَجالس الذِّكْر التي تحفُّها الملائكة وتتنزَّل عليْها السَّكينة، وتغْشاها الرحمة، ويذكُرها الله فيمَن عنده، فهذه مصحَّات القُلُوب ومستشْفياتها، فعالِج قلبَك بها قبل أن يموت، نسأل الله أن يُحْيِى قلوبَنا، إنَّه سميع مجيب.


صبح 04-06-2014 11:40 PM


كلمات هادفة..وتنسيق جميل بين اللون الأسود للكتابة واللون الأخضر للآيات القرآنية.. شكرا.

سيوا 04-07-2014 03:42 AM

أهلا بك أختي كريمة

جزاك الله خيرا وبارك فيك


بيان الحق 04-08-2014 12:11 AM

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم اخت فارسة على الموضوع المفيد

وقد صدق الشاعرحين قال :رئيت الذنوب تميت القلوب***وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب *** وخير لنفسك عصيانها

بيماكو 07-29-2017 06:22 PM

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

سفلته كوم 08-26-2017 03:06 PM

جزاك الله خير

روالا 08-26-2017 06:26 PM

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

نايل 04-26-2019 02:43 AM

بارك الله فيكم


الساعة الآن 01:10 PM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Google search by kashkol