السامريون على خطى موسى
 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

السامري مجرد لقب وليس اسم علم .. وفي اللسان (والسَّمَرُ: الدَّهْرُ. وفلانٌ عند فلان السَّمَرَ أَي الدَّهْرَ. والسَّمِيرُ: الدَّهْرُ أَيضاً)

وعليه فالسامري قد يكون منسوب إلى السمر أي الدهر والزمان .. فهو منسوب إلى الدهر .. وفي المحيط (الدَّهْرُ: قد يُعَدُّ في الأسماءِ الحسنى، والزَّمانُ الطويلُ، والأَمَدُ المَمْدُودُ، وألفُ سَنَةٍ، وتفتحُ الهاءُ ج: أدْهُرٌ ودُهُورٌ، والنازِلَةُ، والهِمَّةُ، والغايَةُ، والعادَةُ، والغَلَبَةُ. والدَّهارِيرُ: أولُ الدَّهْرِ في الزمنِ الماضِي، بِلا واحدٍ، والسَّالِفُ. ودُهُورٌ دَهاريرُ: مُخْتَلِفَةٌ. ودَهْرٌ دَهيرٌ وداهِرٌ: مُبالَغَةٌ. ودَهَرَهُمْ أمْرٌ، كمنع: نَزَلَ بهم مكروهٌ، وهم مَدْهُورٌ بهم ومَدْهورونَ.
والدَّهْرِي، ويضمُّ: القائلُ ببقاءِ الدَّهْرِ.)

فالسامري هو الداهري من المبالغة أي الشخص المعمر الدهر .. فيقال سَامِرِيُّ نكرة (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ) [طه: 95] ويقال السَّامِرِيُّ معرفة (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ) [طه: 85] .. إذن يفهم من هذا أن السامري إنسان معمر ومن المنظرين وأنه يفتن الأمم ويضلهم كما فتن أمة بني إسرائيل فأضلهم ..

قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) [فصلت: 29] .. فأما الذي أضل الذين كفروا من الجن معروف وهو إبليس لعنه الله .. وأما الذي أضلهم من الإنس فهو السامري .. ويقال أنه قاتل أخيه من ابني آدم وأنه هو نفسه المسيح الدجال ولكن هذا قول يحتاج دراسة واستدلال

---