عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-20-2014, 02:59 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

فالداعية يقول: "... فما تسميه العامة الصفات خطأ .. حتى أن الله قال في سورة طه (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ * تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ * وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى* اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ) ... فلما قال سموهم في حسبة العامة اليوم وكثير من العلماء العامة والعلماء الخاصة يتكلمون في الصفات كثيرا بدعة بعد نبي الله عليه الصلاة والسلام .. ...". ا. هـ

المهم أن الرجل كلامه كثير وطويل ومتشعب .. وليس لديه أي حجة على ما يقول إلا عدم وجود دليل فقط على أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يدعو الله بقوله (صفاتك العلى) .. ولأنه لم يرد نص يذكر أن الصحابة قالوا بهذا .. وهذا كلام صحيح لا غبار عليه

فهل غياب النص دليل ينفي عن الله تبارك وتعالى صفاته؟

غياب النص ليس بدليل .. لأنه يستنبط صفاته من أسماءه "بدلالة التضمن" و"بدلالة اللزوم" له كل الصفات من أسماءه الحسنى .. لذلك فنحن نؤمن بأسماءه وصفاته معا لا نفصل بينهما .. لأن من فصل بينهما عطل الصفات عن الله عز وجل كما وقع في ذلك المعطلة

وكأن الرجل وقع في نفي صفات الله تبارك وتعالى واعتبر القول بها بدعة .. ولا أحسبه يقصد هذا .. رغم أسمائه الحسنى متضمنة للصفات فهو الرحمن وهو الرحيم .. وإلا لو نفينا عن الله عز وجل صفاته نكون قد وقعنا في أمرين

الأول: نكون قد عبدنا عدما .. وإله لا وصف له ولا نعت .. أي لا وجود له

والثاني: نكون قد جردنا الأسماء الحسنى من الصفات .. فصارت مجرد أسماء فقط بلا صفات أو نعوت

فعندما نقول: (نسألك بأسماءك الحسنى وبصفاتك العلى) ليس المراد الفصل بيينهما .. وإنما هذا تأكيد على أن أسمائه لا يكتمل فهمها والتعبد بها بدون تضمن الصفات .. وهذا مخالفة للمعطلة .. لذلك فالزيادة قد تكون محدثة لفظا فلم ترد في الكتاب والسنة وهذه هو معه حق فيها .. ولكنها متضمة لمعنى الأسماء .. لأن الصفات ملازمة للأسماء ولا تنفصل عنها أبدا .. بدليل أن لفظ الصفات ورد ذكره في السنة

أنَّ اليهودَ أتوا النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالوا صِفْ لنا ربك الذي تعبدُ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إلى أخرها فقال: (هذه صفةُ ربي عزَّ وجلَّ)

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 13/369
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

أي أن أسماءه هي نفسها صفات ونعت له عز وجل .. فالنبي عليه الصلاة والسلام أثبت الصفات لله عز وجل .. لأن أسماؤه تتضمن صفاته


قد نختلف مع العلماء ونتخاصم معهم .. ولكن بشرط أن لا نغلو في خصومتنا على حساب الحق

هذا والله أعلم




التعديل الأخير تم بواسطة سيوا ; 09-20-2014 الساعة 03:05 PM
رد مع اقتباس