يوجد في موقع مخطوطات ميونيخ
المخطوط نشره إياد خالد الطباع مع كتابه: منهج تحقيق المخطوطات.
وأوضح أهمية الكتاب فقال:
إضافة إلى أن الكتاب أتاح لنا
معرفة أقلام قديمة، غير أن هذا الكتاب يسجل أثرًا تاريخيًّا؛ ذلك أنه في عام 1799م اكتشف في دلتا مصر الغربية (حجر رشيد) من قبل الضابط الفرنسي في حملة نابليون (بوشار)، ثم نقل الحجر إلى لندن عام 1802م هدية إلى ملك انكلترا جورج الثالث، الذي أهداه إلى المتحف البريطاني، ومازال فيه حتى الآن.
صورة حجر رشيد في المتحف البريطاني
بدت على الحجر ثلاثة مقاطع بخطوط مختلفة، وهي الهيروغليفية(الكتابة المصرية الرسمية) والديموطيقية (المشتقة تبسيطًا من الهيروغليفية)، واليونانية. ومن الخط اليوناني الذي كان معروفًا توقع العلماء
معرفة الخطين الآخرين على افتراض أن المقاطع الثلاثة هي للنص نفسه.
ومن خلال مقارنة هذه الخطوط الثلاثة تم تحليل النصين المصريين (الهيروغليفي والديموطيقي) بدأ بذلك الانكليزي (توماس يُنْغ) وأتم التحليل النهائي العالم الفرنسي (جان فرانكو شامبليون) الذي قدم نتائج عمله إلى الأكاديمية الفرنسية عام 1822م، ومن هذا التاريخ قُرئت الهيروغليفية، فتعرف العالم على تاريخ وحضارة مصر القديمة، ونسب اكتشاف
رموز الكتابة الهيروغليفية إليه.
في الواقع يقدم كتاب ابن وحشية حلا لحروف الهجاء والأشكال التي كان يستعملها المصريون القدماء والهرامسة في كتاباتهم قبل ألف عام من حل شامبليون للكتابات الهيروغليفية، ورموز تتعلق بعلم الهيئة والكيمياء كانت مستعملة قديما.
ويرى أحد الباحثين السوريين أن شامبليون استعان في حل
رموز الكتابة الهيروغليفية بكتاب ابن الوحشية.
والواقع أن المستشرق همر نشر كتاب ابن وحشية في لندن سنة 1806م، وتم حل الكتابة على يد شامبليون سنة 1822م كما أسلفنا، وقد وجه المستشرق همر في مقدمته الانكليزية للكتاب إلى الاستفادة من هذا الكتاب في حل الكتابات الهيروغليفية، وإن تاريخ نشر الكتاب سابق لتاريخ حل الكتابة، وهذا ما يؤيد هذا المذهب.