11-23-2014, 01:47 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
رد على القول بنسخ آيات القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 106] يثبت نسخ الآيات الكونية والآيات المؤيدة للأنبياء والمرسلين .. وهذا المعنى لا يثبت في حق كلام الله تبارك وتعالى لا بنص من القرآن ولا من السنة .. فالنبي يؤيد بآية من الله فتنسخ بآية خير منها إن لم يكتفي الناس بما سبقها فيأتي لهم بأكبر منها .. وإن نسيها الناس آتى بمثلها أو خير منها
لذلك كان الله عز وجل دائما ما يذكر بني إسرائيل بآياته التي أنزلها عليهم آية بعد آية .. وآية أكبر من آية .. لأنهم دائما ما كانوا ينسونها ويتناسونها فقال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ * وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) [البقرة: 47؛ 49] فنسخت الآيات الربانية بآيات ربانية أخرى
ولكن المحرفين والمدلسين والوضاعين اتخذوا من التباس المعنى حجة على القول بالنسخ .. وحاشى لله أن يقول كلمة ثم يتراجع عنها .. أو ينزل وحيا ثم ينسيه للموحى إليه ويستبدله بقول آخر .. حتى أنهم قالوا أن الله نسخ جزء كبير من سورة الأحزاب
عن زِرِّ بنِ حُبيشٍ قال قال لي أُبيُّ بنُ كعبٍ كم تعُدُّونَ سورةَ الأحزابِ قال قلتُ ثلاثًا وسبعينَ قال فوالَّذي يحلفُ به أُبيٌّ إن كانت لتعدِلُ سورةَ البقرةِ أو أطولَ لقد قرأْنا فيها آيةَ الرجمِ الشيخُ والشيخةُ إذا زَنَيا فارجُموهما البتَّة نكالًا من اللهِ واللهُ عزيزٌ حكيمٌ
الراوي: زر بن حبيش المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/874
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
من يقولون بالنسخ يدعون مثلا أن آية الرجم نسخت .. وبحسب فهمهم لمعنى قوله تعالى (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فطالما يوجد آية منسوخة فلابد لها من آية ناسخة لها تثبت الرجم .. وهذا غير موجود في كتاب الله على وجه الإطلاق
فكان مخرجهم من هذا المأزق الحرج القول بأن السنة ناسخة للقرآن!!! .. رغم أنه لم يرد ولو حديث واحد يثبت النسخ تصريحا أو تلميحا .. بينما الآية التي يستشهدون بها تقول بنسخ آية بآية وليس آية بسنة .. وهذه حجة تقصم ؤوس المكابرين
ولو أنك نظرت إلى ختام الآية (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فالآيات الإلهية مرهونة بقدرة الله تعالى .. بينما القول بنسخ كتاب الله يلزمة الإرادة والمشيئة .. وهذا يدخل في "علم المناسبة" مناسبة مقتضى اللفظ لسياق الآية
ولو حملنا المعنى على النسخ كما يدعون .. فالآية ذكرت أمران لو صح أحدهما أنه لنسخ الآيات لم يصح الآخر (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا) فلم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنساه ربه آية من القرآن حتى ينسخها بآية أخرى .. ولا يملك أحد أن يدعي هذا .. إذن فالنسخ والنسيان متعلقان بالآيات الربانية لا بالآيات القرآنية
|