02-16-2015, 09:00 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 02-12-2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,262
معدل تقييم المستوى: 12
|
|
نظرة في كتاب "أرض التوراة في اليمن القديم والقدس ليست أورشليم"
نظرة جديدة لفاضل الربيعي تدعو لتحرير تاريخ فلسطين من الأوهام
ثالوث معرفي جديد قاد المفكر العراقي فاضل الربيعي إلى كشف تاريخي يمكن له أن يغير خارطة الصراع في المنطقة ويقلبها رأسا على عقب، هذا الثالوث تمثل في المزاوجة بين الجغرافية والشعر وتفكيك الأسطورة.
ما فعله الربيعي هو إعادة اكتشاف كتب الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني المعروف بلسان اليمن ونادرة زمانه المتوفى بعد سنة 344 هـ، وتحديدا منها "صفة جزيرة العرب، والاكليل" وتقديم قراءة جديدة للشعر الجاهلي وإعادة ترجمته للتوارة بنصها العبري بعيدا عما طالها من تزوير، بعد أن أمضى وقتا طويلا في تعلم العبرية في هولندا حيث أمضى فيها 12عاما أسس خلالها لأهم أعماله التي فكك فيها الروايات التوارتية وأعاد صياغتها بفكر عربي خالص بعيدا عن تأثيرات الفكر الاستشراقي.
وكانت نتيجة كل ما سبق مجلدين من خمسة أجزاء حملا اسم فلسطين المتخيلة ( أرض التوراة في اليمن القديم) صدرا عن دار الفكر بدمشق وكتاباً موجزاً عنهما حمل عنوان ( القدس ليست أورشليم مساهمة في تصحيح تاريخ فلسطين) الصادر عن دار الريس في بيروت، وهي أعمال تشكل ما يمكن أن يعتبره البعض ( خارطة طريق معرفية) ربما تمكـّن علماء الآثار من البدء في عمليات تنقيب جديدة خالية من التأثير الاستشراقي لرسم خارطة فكرية لمنطقتنا وصياغة تاريخ جديد نعيد من خلاله اكتشاف أنفسنا، هذا التاريخ لا ينطلق من حفريات وتنقيبات غايتها اختلاق وتزوير التاريخ كما فعل المستشرقون في أرض فلسطين وإنما من إعادة الكشف عن الجانب التاريخي وليس الديني بين صفحات التوراة كما فعل الربيعي.
أسئلة وأسئلة
عمّ تتحدث التوارة وأين هي جغرافيتها ؟ لماذا لم يحدث السبي البابلي ليهود فلسطين كما يزعم المستشرقون؟ ما حقيقة السبي البابلي؟ وكيف أعادت القبائل اليهودية اليمنية العائدة من الأسر البابلي بناء اليهكل في سراة اليمن وليس في فلسطين بل كيف أعادوا بناء أورشليم اليمن؟ ولماذا سقط سفر المكابين من أسفار التوارة بحجة عدم مطابقته لجغرافية فلسطين علما بأن مسرحه الواضح في اليمن؟ لماذا القدس ليست أورشليم؟
أسئلة وأسئلة غيرها يجيب عنها الربيعي في أعماله يمكن تكثيفها بما يلي:
أحداث التوارة لم تجر في فلسطين لأن جغرافية الأحداث التي تصفها التوراة وتسلسلها المنطقي لم تعرفها خارطتها بأي شكل من الأشكال، وحتى اسم الشعب الذي خاض معه اليهود الصراع في الماضي لم يكن اسمه الفلسطينيين وإنما الفلستيين، وأكثر من ذلك اليهودية دين نشأ في جزيرة العرب والعبرية لهجة من لهجات اليمن القديم.
وعليه "فإن كل ما ورد في التوارة لا صلة له بفلسطين، بل بيهود اليمن الذين سجلوا تجربتهم الحياتية وقصصهم الدينية ومروياتهم القبائلية، يوم كانوا يعيشون إلى الشرق من صنعاء في مخلاف ـ مملكة صغيرة" وهي حقيقة كما يذكر الربيعي في مقدمة فلسطين المتخيلة "'لا يزال يهود اليمن حتى اليوم، يؤمنون بها".
أرض فلسطين وبلاد اليهودية العتيقة
يقول الربيعي: "إن المزاعم الرائجة في كتب التاريخ العربي عما يزعم أنه استيلاء القبائل العبرانية على فلسطين، مستمدة بالكامل من القراءة الاستشراقية الزائفة للتوارة" وبالعودة إلى كتاب ( صفة جزيرة العرب) نجد تميزا بين فلسطين التاريخية وبلاد اليهودية العتيقة وهو تصور نقله الهمداني عن بطليموس الذي يرسم حدودا فاصلا بينهما حيث يقول:
"...أما سائر أجزاء هذا الربع الذي يلي وسط جميع الأرض المسكونة، وما يقع في جزيرة العرب منها: مثل: أيدوما وأرض سورية وأرض فلسطين وبلاد اليهودية العتيقة من إيلياء...".
.. وإيلياء ـ إيله كما "يبرهن" الربيعي هي امتداد طبيعي لأرض نجران القديمة التي تشمل إيلة الجبل والقرية حاضرة البحر التي اندثرت وكفت عن الوجود حيث انتقل اسمها مع هجرات القبائل إلى العقبة الأردنية. ويضيف: لقد أرغمت الحروب المتواصلة القبائل العربية العاربة وبعضها كان على دين اليهودية ثم النصرانية على الهجرة نحو حاضرة الامبراطورية الرومانية آنذاك بلاد الشام، والتاريخ المقبول من وجهة نظرنا، يقول الربيعي، لبداية تدفق القبائل العربية العاربة بما فيها بقايا بني إسرائيل من يهود اليمن وسواحل البحر الأحمر وتهامة ونجد واليمامة نحو جنوب الشام ( فلسطين) يجب أن يكون في حدود 130 ق.م لأن المعارك كانت لا تزال مستمرة وبقوة زخم مدهشة حتى هذا الوقت، بين القبائل العربية اليهودية بقيادة يهوذا المكابي ( القائد اليهودي الذي جمع بين الملك والكهنوت كما يروي ابن العبري في تاريخه) والقوات الرومانية الغازية وفي حدود هذا التاريخ كانت أورشليم عاصمة بلاد اليهودية في سرو حمير ولم يكن اسمها القدس قط.
قدس بلاد الشام وقدس اليمن!
"نشأت هذه المدينة في وقت ما من تاريخ بلاد الشام، عند خط المياه الفاصل ما بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الميت وفي بقعة خصبة مرتفعة وقد يكون ما ميز نشوء المدينة أنها بنيت فوق هضبتين تحدّهما من الغرب السهول الساحلية، ومن الشرق نهر الأردن إلى الجنوب منها، فسلسلة جبال الخليل".
أما القدس كما تصفها التوراة فعلى من يريد الوصول إليها أن يجتاز "صنه وتصعد من جنب إلى قدَش، وعبر وحضر فتصعد أدره" ويصف الرحالة العربي ابن حوقل عام 978م ما يأتي ( تبلغ مساحة القدس قدر مساحة الرملة وهي مدينة مرتفعة مبنية على تلال. ويتوجب عليك أن تصعد إليها من كافة الجهات).
يقول الربيعي: إن المطابقة التي قامت بها القراءة الاستشراقية للتوراة، زائفة وتعسفية ولا أساس لها لا في النص الديني ولا في الجغرافيا التي تصوغها التوراة بدقة متناهية لا سبيل إلى الجدال ضدها... فلا وجود لجبل في القدس العربية، كما أنها لا تقع على جبل.
ويضيف: "يقصد بقَدس، الجبل المبارك المسمى جبل قَدس ـ بفتح الحرفين الأول والثاني كما يلفظه اليمنيون ـ في مخلاف المعافر القديم نحو 80 كم إلى الجنوب من تعزّ باتجاه عدن، والذي لا يزال معروفا، حيث عاش هناك ذات يوم بعيد في التاريخ، شعب عربي من شعوب وقبائل العرب العاربة، يدعى بالعبرية فلستيم، وفي العربية الفَلس..." ولا يزال الجبل يحتفظ باسم الجماعة القديمة التي تدعى الفلست..
ويخلص الربيعي إلى القول: إن وضع الرواية التوراتية في هذا الإطار الجغرافي هو المفتاح الذهبي في حل ألغاز التوراة برمتها.. والأهم أن التوراة لا يمكن أن تقرأ قراءة صحيحة، إلا إذا وضعت في بيئتها الحقيقية التي ولدت فيها، ونعني هنا البيئة الروحية القديمة لجنوب غرب الجزيرة العربية.
السبي البابلي لأهالي اليمن
حسب الربيعي فإن: "الذين تعرضوا للسبي البابلي كانوا من القبائل العربية اليهودية التي وجدت نفسها، ذات يوم من التاريخ البعيد في مواجهة دامية ومتواصلة مع الامبراطورية البابلية ـ الأشورية ( الوثنية). وهؤلاء لا صلة لهم بفلسطين لا من قريب ولا من بعيد. لقد وقع الحدث برمته وبكل تفاصيله الإنسانية المحزنة في سراة اليمن لا في فلسطين".
قائمة السبي البابلي التي أعدها عزرا النبي بعد قرار الملك الفارسي قورش في العام الأول لسقوط بابل عام 539 ـ 540 ق.م تتحدث عن إطلاق سراح من تم سبيهم والسماح بعودتهم إلى أورشليم القديمة ( أي أورشليم بيت بوس في سرو حِمير) وهي تجمع طائفة نادرة من أسماء القبائل اليمنية التي لا وجود لها في فلسطين.
يضبط الربيعي الأسماء العبرية باسمها العربي ويذكر مواطنهم في اليمن ومنهم على سبيل المثال:
بنو لخم ( بنو بيت لحم) وهم سكان موضع عرف باسم بيت لحم ـ لخم في وادي صيحان من أرض اليمن، أقام بطن من اللخميين في العراق وأسس مملكة الحيرة الشهيرة. بنو جبر ـ بنو جبر. بنو حريشة ( حريش)، بنو صيحة ( صيحة)، بنو حسفة ( حسفة)، بنو رصين ( رضين)، بنو ناصح ( ناصحة)، بنو شعرائيم ( الشعراء)، بنو عَبيد ( عَبيد) وهؤلاء كما يقول الربيعي يدعمون فكرة أن الهجرات العربية الأولى ( من الطفولة البعيدة للعرب وقبل تكونهم التاريخي كجماعة) قد وصلت إلى العراق القديم بالفعل وأنهم شكلوا ما يعرف بـ "حضارة العبيد" التي قد تكون سابقة على ظهور الآكديين، وبنو حقوفة ـ حقف ( ويعد وادي الأحقاف جمع حقف من أودية حضرموت في بلد مهرة، وهو رمال تعرف باسم رمال الحقف وفي الموروث الديني والمثيولوجي للعرب القدماء وللقبائل اليمنية فقد دفن النبي هود ـ يهوده ( يهوذا) في هذا المكان داخل كهف.
أورشليم في سراة اليمن
"تسمي التوراة أورشليم ( بيت بوس) كما أن مخلاف اليهودية عرفت باسم أورشليم أيضا، أي أورشليم اسم يطلق على المملكة ـ المخلاف يهوذة ( ما يعرف الاخباريات العربية بقوم هود) باعتباره دار سلام، كما يطلق بيت بوس في آن واحد". كما أن التوراة: "تحدد حدود أورشليم كما يصفها النبي نحميا 446 ق.م الذي تزعم عملية إعادة بناء أورشليم بعد العودة من السبي". و" استنادا إلى النص العبري فقد انطلق نحميا من موضع يدعى شعر ( جبل شعر) وليس في فلسطين جبل بهذا الاسم، فبلغ واديا شهيرا يدعى وادي عيان. ثم وصل أثناء تفقده للأسوار المهدمة واديا يدعى ها ـ تنين ـ التنين، حيث رأى بنفسه الخراب الذي عم أسوار المدينة في موضوع فروصيم ـ الفراضم، وشاهد ما تركته النيران هناك من أثر مدمر. ثم اجتاز المكان متجها من جبل شعر ووادي عيان إلى موضع ءل ـ بركت ـ سلوه ( مياه سلوة قرب جن) قبل أن يصل وادي ها ـ ملك ـ المالك ثم وادي جنات ـ جنات. وأخيرا وصل نحميا ـ نحمية النبي إلى تحتم وبهمة قبل أن يجتاز الوادي من جبل شعر مرة أخرى في طريق عودته".
قبة الصخرة
إن التوراة بكلمة موجزة قاطعة، على حد تعبير الربيعي، لا تقول أبدا، ولا بأي صورة من الصور أن الأحداث التي ترويها قد جرت أو دارت في فلسطين. كما أنها لا تشير لا من بعيد ولا من قريب لاسم فلسطين أو الفلسطينيين ارتباطا بالأحداث المروية..
لكن خطورة تزوير التاريخ تكمن كما يحذر الربيعي من تشويه "قدسنا" كما يقول حيث "بلغ الهوس ذروته مع الحفريات الأثرية تحت مسجد قبة الصخرة في القدس، بحثا عن بقايا وأبواب أورشليم وخصوصا باب الغنم. وينبه من خطورة سعي التوراتيين إلى المطابقة بين اسم جبل أبو غنيم البعيد عن مسجد قبة الصخرة وبين صأن ـ غنم التوراتية" لأنه "لا يوجد باب قديم لأورشليم يدعى باب الغنم، بل هناك جبل مقدس وشهير في السراة اليمنية هو جبل غنم بالفعل وليس أبي غنيم. ومنه شرع الكاهن شبا بإصلاح أول أسوار أورشليم من موقعه في وادي الجدول حتى وادي ( ها ـ مأه)"
الفلستيون
"لقراءة الاستشراقية المخيالية" كما يشير الربيعي صورت الفلسطينيين على أنهم شعب من الغرباء عاشوا وأقاموا في فلسطين المتخيلة، وأنهم كانو المتسللين الذين قدموا من جزيرة كريت ( اليونان) واستولوا على أرض الميعاد اليهودي" فيما تقول التوراة في نصوص متفرقة إن "هؤلاء الفلستيين، عاشوا كجماعة وثنية متمردة ودخلوا في معارك وحروب طاحنة مع بني إسرائيل".
ما يبرزه الربيعي في أعماله هو توصيفه للشعب الذي اصطدم معه بنو إسرائيل وتسميتهم العبرية ها ـ فلستم أو الفلستيين نسبة إلى معبودهم الإله الفلس الذي كان يُرمز له بحجر مخروطي على شكل عضو ذكري رمزا لإله الخصب وكان معبده، المجاور لجبلي لبنان وسلمى من جبال بلاد طي، يمثل سرة الأرض.
مقاطع من سفر صموئيل الأول وإخباريات عربية كلاسيكية ( الطبري، اليعقوبي، المسعودي) تردد الرواية التالية:
"والفلستيون أخذوا تابوت الرب ومضوا به من أوبن العيزار إلى شدد ( وليس إلى أشدود الفلسطينية الساحلية)، ثم أخذ الفلستيون تابوت الرب وأدخلوه إلى بيت دجون.."
يقول الربيعي خاض بنو إسرائيل "أولى معاركهم وتمكنوا من الاستيلاء على تابوت العهد في موضع آخر بعينه يدعى أوبن العيزار، وفي الترجمة العربية ( أبان) والصحيح ( أوبن) كما هو واضح في التهجئة العبرية. وفي الواقع لا وجود لفلس أو أوبن أو أبان إلى جوار بعضها البعض في فلسطين التاريخية مهما فتشنا هناك، بينما نعلم من الهمداني في صفة جزيرة العرب والشعر الجاهلي كذلك، أن جبل أبان من أشهر جبال العرب وأقدمها وهو يقع بالفعل على مقربة مباشرة من أشهر بيوت العبادة الوثنية عند القبائل العربية "بيت الفلس"، وكان موضعا جبليا يتبع قبيلة طي اليمنية.." و في هذا الفضاء الجغرافي كانت القبائل الوثنية على موعد مع فجر ديانة عربية توحيدية.
ويلفت الربيعي إلى أن "بيت العبادة اليمني كما يروي الأزرقي مؤرخ مكة يدعى ( القليس) في صنعاء، وكلمة قليس تعني كنيس ـ بقلب النون لاما ونطق الكاف قافا وهذا هو الأصل في كلمة كنيست بإلحاق التاء اللاصقة.
البجاد ووشاح العبادة اليهودي
ارتبط جبل أبان بتراث المنطقة ليس في موقعه الجغرافي فحسب بل بتحولاته الجمالية التي منحه إياه فصل الشتاء يقول امرؤ القيس:
كأن أبانا في أفانين وَبلهِ كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل
يشير الشاعر إلى شموخ الجبل وجماله في لحظة هطول المطر والثلوج في أعلى قمته، ويستخدم الكلمة العبرية ـ العربية القديمة ( بجاد) والتي ترد في التوراة كتوصيف لثياب يوسف وتعني الثوب المخطط الذي نجده حتى اليوم في "طقوس الصلاة اليهودية وبالطبع لا تعرف فلسطين التاريخ جبلا بمثل هذه المهابة وبمثل هذا الاسم" كما يقول الربيعي.
تصحيح تاريخ فلسطين
لقد حيرت جغرافية التوراة علماء إسرائيل قبل غيرهم لأنهم وقفوا عاجزين أمام إثبات مسرح الأحداث المذكورة فيها وعاثوا في أرض فلسطين دمارا تحت مسمى التنقيب الأثري لإثبات سطوتهم وسيطرتهم عليها. وفي هذا الإطار تبرز أهمية ما قاله هرتزوغ أحد علماء إسرائيل نهاية 1998، كما ينقله الربيعي، "إن علماء الآثار الذين عملوا بحماسة منذ بدايات القرن ـ الماضي ـ بحثا عن مواد تؤكد ما جاء في العهد القديم، لم يجدوا أي شيء. ولكن، كلما ظهر شيء ما على السطح، تأكد لنا بوضوع أن الكثير من قصص العهد القديم ليست صحيحة فمن عهد داوود وسليمان، لم نجد سوى بضع قطع من الفخار، لا تتطابق مع وصف التوراة. لقد وجدنا، بالفعل قطعا من عصور مختلفة، متأخرة وحديثة، وهو ما يعني أن المنطقة كانت مأهولة. بيد أن أيا من المكتشفات لا تبين أنها تنتمي إلى عصر داوود وسليمان" .
يخلص فاضل الربيعي إلى أن "تحرير فلسطين لا يمكن أن يتحقق من دون تحرير صورتها التاريخية من الأوهام والمختلقات الأوروبية".
جورج كدر اعلامي وكاتب سوري
|