03-09-2015, 10:16 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,805
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيوا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)[إبراهيم:37]
لغة : ذرية الرجل هو ولده - سواء ذكر أو انثى - وأيضا نسله ... وجمعها ذريات أو ذراري
نلاحظ في هذه الاية أن كلمة ( مِن ) تفيد التبعيض ... وهذا يعني أن ابراهيم عليه السلام كان له أكثر من ذرية ...وأنه أسكن في هذا الوادي أكثر من ولد له ... ولو كان ولدا واحدا لجاء لفظ ( ولدي أو ذريتي ) بدون كلمة التبعض
هنالك نقطة لم أفهمها .. إذا كانت مكة مأهولة بالناس - كما اتضح من شرحك السابق - فلماذا دعى ابراهيم عليه السلام بهذه الدعوة ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) ؟
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حرف (من) للتبعيض أي جزء من ذريته .. حيث أن الله عز وجل بشره بإسحق ومن وراءه يعقوب ... فقد علم سلفا أنه سيكون لإسحاق ذرية .. فهو يدعو وقلبه مستبشر خيرا بالإجابة لأنه ينتظر استكمال البشرى
أما دعوته ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) فهذا لا يعني أنهم في مكان معزولون عن البشر فهذا الفهم يتعارض مع توافد الحجيج إلى مكة قبل ميلاد إسحاق عليه السلام .. وقد يكون المعنى بصيغة المضارعة يفيد الاستمرارية والتجدد.. أي يسارعون إليهم مرارا وتكرارا فلا يتوقف توافدهم إلى مكة المكرمة بالويارة والثمرات والتجارة .. وهذا نجد أثره اليوم في قلوب كل من يزور مكة ففي كل عام يجد قلبه يتوق إلى تكرار الزيارة .. والاستمرارية لا تعني خلو المكان قبل دعوته
ففي لسان العرب:
"وقوله عز وجل: فاجْعَلْ أَفْئِدةً من الناس تَهْوَى إِليهم وارْزُقْهم من التَّمرات، فيمن قرأَ به إِنما عدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى تميل، والقراءَة المعروفة تَهْوي إِليهم أَي تَرْتَفِع، والجمع أَهْواء؛ وقد هَوِيَه هَوًى، فهو هَوٍ؛ وقال الفراء: معنى الآية يقول اجعل أَفئدة من الناس تُريدُهم، كما تقول: رأَيت فلاناً يَهْوي نَحْوَك، معناه يُريدك، قال: وقرأَ بعض الناس تَهْوى إِليهم، بمعنى تَهْواهم، كما قال رَدِفَ لكم ورَدِفَكم؛ الأَخفش: تَهْوى إِليهم زعموا أَنه في التفسير تَهْواهم؛ الفراء: تَهْوي إِليهم أَي تُسْرعُ".
|