عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 03-10-2015, 01:45 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,805
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيوا
يقول الله عز وجل : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)[إبراهيم: 39]

هذه الاية تثبت أن إسماعيل هو ابن ابراهيم وجاء ذكره قبل اسحاق عليهم السلام جميعا

باقي الايات لمزيد من المدارسة ... قال تعالى :
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ *رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ *رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ *
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ )[ابراهيم:35-40]



ملاحظة هامة وتحتاج لدراسة .. ولكنك تعجلت إصدار الحكم قبل أن تدرسي النص .. وهذا من الشيطان فتنبهي .. فقد وقع في نفس المكيدة جل علماء الأمة إلا ما رحم ربي

فهل يلزم من معنى الهبة البنوة والذرية فقط لا غير؟

في مقاييس اللغة: "الهاء والباء مُعظَمُ بابِه الانتباه والاهتِزازُ والحركة، وربما دلَّ على رِقَّةِ شيء.الأوَّل هبَّت الريح تَهُبُّ هُبوباً. وهَبّ النائم يَهُبُّ هَبَّاً."

وفي اللسان "والـمَوْهِـبةُ: العطيَّةُ."

لاحظي هنا أن إبراهيم عليه السلام ذكر أن الله عز وجل وهب له (عَلَى الْكِبَرِ) في سن الضعف والشيخوخة اثنين (إِسْمَاعِيلَ) و(إِسْحَاقَ) لكنه لم يذكر (يعقوب) رغم أنه بشر به .. إذن نفهم من هذا أن الهبة هنا مقترنة بالعجز والضعف الملازمان للشيخوخة .. فوهب الله عز وجل له (إِسْمَاعِيلَ) ليعينه على بناء البيت ورفع قواعده .. ووهب له من بعد ذلك (إِسْحَاقَ) ولده البكري من عقم وشيخوخة فأنهم عليه بالذري .. مما يدل على أنه هو باكورة ذريته فلم يرزق بالولد من قبل

بينما في آية أخرى قرن عزل وجل ذكر الهبة بإسحاق ويعقوب فقال: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [الأنعام: 84] ثم بدأ يذكر نوحا من قبل ثم ذريته من بعده

وهذه آيات أخرى تؤكد على حصر الذرية في إسحاق ويعقوب ولم يرد لإسماعيل عليه السلام ذكر فيها .. مما يفيد أن المعنى في الآية المستشهد به مغاير للمراد من الآيات المتعلقة بذكر الذرية

قال تعالى: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) [مريم: 49]

قال تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ) [الأنبياء: 71، 72]

(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) [العنكبوت: 27]

فالآية الأولى كان الكلام في مقام ذكر النعمة من العون على بناء البيت وحصول الذرية من بعد عقم ويأس .. والآية الثانية والممثالة هي في مقام التذكير بنعمة النسل والذرية .. فالمقامان مختلفان تماما فلا وجه للمقارنة والمقاربة بينهما

فهبة المولى تبارك وتعالى لا تنحصر في الذراري فقط .. لكن تتبعي معي كل ما ورد من ذكر لهبة في كتاب الله تعالى فلن تجديها انحصرت في معنى الذرية فقط .. وإنما تعددت الاستخدامات

فقد يهب الله عز وجل الإنسان ملكا يستعين به على نصرة الدين، قال تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [ص: 35]

وقد يهب الله عز وجل الأخ عونا وسندا ونصيرا رحمة منه بضعفه، قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا) [مريم: 53]

وقد يهب الله عز وجل الإنسان حكما وعلما وآيات مؤيدة، قال تعالى: (فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [الشعراء: 21]

وقد تكون الهبة من شخص إلى شخص .. كما في قوله تعالى: (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) [الأحزاب: 50]

إذن فعلى أي أساس حصرت معنى الهبة في النسل والذرية فقط؟



رد مع اقتباس