03-10-2015, 11:00 PM
|
|
العقم الثانوي عند السيدات يصيبهن بالإحباط والخوف على مستقبل الحياة الزوجية
الإنجاب سعادة الزوجين، يسعيان له منذ الأيام الأولى للزواج، فوجود أطفال يملأون الحياة، ويعطونها معنى تآلفيا وترابطا أسريا هو هدف وغاية. غير أن بعض النساء تنجب الطفل الأول ثم تصاب بما يشبه العقم، وقد تتساءل بعض النساء ويصيبهن شيء من القلق والتوتر وأحيانا الرفض وعدم التصديق فكيف لها بعد أن أنجبت طفلا أواثنين تصاب بعقم قد يستمر معها سنوات، ويكلفها الكثير نفسيا وجسديا وماديا وهذا مما لاشك فيه يجعل الزوجين اللذين لديهما هذا العقم الثانوي لا يتجهان إلى العلاج الطبي أحيانا.
أقراص منع الحمل
بداية ترى مها محمد أم لطفلة واحدة : بأن أقراص منع الحمل غير المناسبه سبب في إصابتها بالعقم الثانوي حيث تقول: بعد سنتين من ولادتي لطفلتي الأولى اتخذت قرار التوقف عن استخدام موانع الحمل لاسيما وأن زوجي هو من طلب ذلك حيث يرى ضرورة أن يكون هناك تقارب بأعمار أطفالنا في المستقبل ، وبالفعل توقفت عن استخدام موانع الحمل وبقيت لشهور طويلة أنتظر ذلك الحدث ولكن دون جدوى فقررت الذهاب لطبيبتي للكشف عن أسباب تأخرالحمل الثاني خاصة وأن الله رزقني بحملي الأول بعد مضي شهر من زواجي ودون استخدام أي منشطات أو حتى مراجعة أي طبيبة ولم اصدق ما قالته لي الطبيبة بعد نتائج الفحوصات التي تؤكد باني أعاني من عدة مشكلات هرمونية سببها استخدامي لأقراص منع الحمل ، وأن فترة العلاج ستكون طويلة أخشى خلالها أن يجد فيها زوجي حجة للزواج من أخرى خاصة وانه بدا يلح علي وبشدة .
وتضيف كوثر حسن: بعد إنجابي لابني الأول لم يكتب الله لي أن أنجب مباشرة مرة أخرى بالرغم من المحاولات المتكررة لذلك ، فجميع الفحوصات الطبية أثبتت سلامتي أنا وزوجي فلم أترك باب علاج إلا وطرقته ،آخرها قمت بعمل ثلاث عمليات أطفال الأنابيب كل ذلك دون جدوى وبعد أن يئسنا أنا وزوجي من العلاجات غير النافعة ومضي عشر سنوات تفاجأت بأنني حامل دون أي محاوله للعلاج فقد سلمت أمري لله ورزقني الله بابنتي الصغيرة نوف .
وتقول هيا الساعدي إن لها الآن سبع سنوات وهي عقيم بعقم ثانوي فقد أنجبت ابنها الأول بعد عام من زواجها وأصيبت بعده بسمنة مفرطة فلم تستطع إرجاع وزنها الطبيعي قبل الولادة مما سبب لها تكيساً في المبايض ، عانت كثيرا من نظرات المجتمع لها وهم يسألونها في كل مناسبة (متى تخاوي ولدك )وتضيف كلماتهم لها وقع السهام في قلبي وكأن بيدي مفاتيح كل شي وما يطمئنني أن زوجي لايلتفت لتلك الأقاويل بل له الفضل بعد الله في دعمي نفسيا واجتماعيا .
معاناة من الناس
وتحكي عائشة البلوي مرارة ما تعانيه رغم إنجابها لطفلين وتقول: كثيرا ما تطاردني نظرات من حولي وكلها تعجب فكيف إنني أنجبت طفلين ثم امتنعت عن الحمل لثلاث عشرسنة خاصة أن إخوان زوجي معروفين بكثرة أبنائهم فهم لايصدقون أن هذا بيد الله وليس لي أيما دخل به ، حتى خالتي أم زوجي لم أسلم من لسانها فهي دائما ما تكرر على مسامعي إن لم تحملي وتنجبي لنا الأبناء سأزوج ابني ولاتلوميني على ذلك وأنا الآن أبحث هنا وهناك عن علاج ولكن دون جدوى تذكر .
وتقول أم شدي رزقت بأبنتي شذى وعمرها الآن 21عاما بعد عملية قيصرية سببت لي مضاعفات أخرى انتظرت ثلاث سنوات دون طلب للعلاج بعدها أعطاني زوجي مهلة سنتين كي أتعالج أويتزوج بأخرى خلال تلك الفترة لم أدع علاجا الا وجربته سواء في المستشفيات أوعند الطبيبات الشعبيات ، ولكن دون جدوى فهذه مشيئة الله ورزقه الذي حدده لي وأنا راضية به أما زوجي فلديه الآن ستة من الأبناء وأنا سعيدة بهم لأنهم إخوة لابنتي فهي تسعد بهم كثيرا .
أنواع العقم وأسبابه
تضيف د. ثريا محمد يونس أخصائية النساء والعقم أن العقم ينقسم لنوعين :
عقم أولي وهو الذي يصيب المرأة منذ بداية حياتها الزوجية ، والعقم الثانوي وهو الذي يصيب المرأة بعد إنجاب طفل أوطفلين أوثلاثة وله عدة أسباب إما أن تكون من الزوجة أو من الزوج أو من كليهما.
وعن الأسباب التي تتعلق بالمرأة تحدثت د. ثريا وقالت :تعتبر البدانة في السيدات من أسباب العقم الثانوي حيث نلحظ زيادة في انتشار النساء البدينات خاصة بعد الزواج أو مع الحمل والولادة فعلى كل امرأة أن تحرص على أن تفقد الكيلوجرامات الزائدة مع الحمل وذلك بعد ولادتها لأن ذلك من شأنه أن ينتج عنه حالات تكيس في المبيضين وهي عبارة عن وجود عدد كبير من البويضات صغيرة الحجم وجدارالمبيض سميك لا يخرج البويضة ولذلك لا يحدث تبويض
ومن الأسباب أيضا للعقم الثانوي ارتفاع هرمون الحليب في الدم وقد يصاحبه نزول سائل لزج من الثدي أو بدون ،وأيضا اضطرابات الغدة الدرقية قد تكون عائقا عن الحمل .
وأوضحت د. ان هناك أسبابا أخرى قد ترجع لقناة فالوب أو التصاقات الرحم فقد تتعرض قناة فالوب لالتصاقات خارجية أو انسداد داخلي أو التهابات بالقناة وقد يحدث هذا نتيجة عملية قيصرية لحمل خارج الرحم أوالإصابه ببعض الأمراض (PTID) وهو التهاب حول الأنبوب أو يصيب الأنبوب نتيجة لبعض الأمراض مثل الكلاميديا وغيرها وقد تحدث هذه الالتصاقات أيضا نتيجة إنفجار في الزائدة الدودية أوالتهاب الغشاء (البروتوني) ولكن ليس كل من يعمل عملية قيصريه يصاب بالتصاقات ولكن هذه الالتصاقات تحدث في ظروف خاصة مثل ارتفاع درجة حرارة المريض بعد العملية وأيضا الحمل خارج الرحم .
ومن الأسباب المؤدية أيضا إلى العقم الثانوي استئصال أنبوب والتهاب الأنبوب الآخر، وأيضا بطانة الرحم لها دور في ذلك حيث ان بطانة الرحم تستجيب للهرمونات وتكون تحت تأثيرها فإذا كانت بطانة الرحم رقيقة أوسميكة تكون غير قابله لاستقبال البويضة الملقحة فهناك سمك معين للبطانة تستطيع معه استقبال البويضة الملقحة .
أسباب تتعلق بالرجل
وتشير د.ثريا بأن هناك أسبابا تتعلق بالرجل قد تكون هي السبب لهذا العقم الثانوي فقد تكون عدد الحيوانات المنوية أقل من الطبيعي مثلا وقد تزداد اللزوجة في السائل المنوي أوقد يصاب الرجل بالتهابات في البروستاتا أو يصاب بالدوالي في الخصيتين وهذا يساعد في ارتفاع درجة الحرارة في الخصيتين وبالتالي تقل حركة الحيوان المنوي ويكون في بعض الأحيان نتيجة للتدخين أو شرب الكحوليات فهذا من شأنه أن يؤثر على الغدد وصورة الحيوان المنوي
أهمية العلاج والمتابعة
وتؤكد د .على أهمية مراجعة الزوجين للطبيب لتشخيص ومتابعة العلاج المناسب لهما وتختلف الأسباب المؤدية للعقم لدى النساء، ومن ثم يختلف العلاج، وتتدرج الأساليب من مجرد إعطاء حبوب أوعقاقير لإحداث الإباضة في حالات ضعف الهرمونات إلى إجراء عملية التلقيح الصناعي إلى حمل الأنابيب، وذلك كما تقدم حسب السبب المؤدي لتأخر الحمل.
ونصيحتي لكل سيدة بان تقوم بكشف دوري كل ستة أشهر للاطمئنان على صحتها ومتابعه أي خلل مبكر فهذا من شأنه السرعة في العلاج والسيطرة على السبب .
وعلى أي سيدة ان لا تأخذ بعد ولادتها أي علاج أو مانع للحمل إلا بعد ان تتوجه للطبيبة فهي القادرة على إعطائها المناسب لها ولوضعها الصحي ، فمن أنجبت طبيعي أن تختلف وصفتها للمانع عن التي أنجبت بعمليه قيصريه وأيضا التي دورتها غير منتظمة لها وسيله معينه حتى لا يسبب اختيارها العشوائي لضعف المبيض دون علمها .
ضرورة استقرار الحالة النفسية
وتؤكد الاخصائيه النفسية سناء العازم على أهمية استقرار الحالة النفسية للزوجه لأن اضطرابها يمكن أن يزيد من المشكلة ويكون سببا في تأخير الحمل فكلما زادت سنوات انتظار الحمل كلما زاد اضطراب المرأة وقلت فرص الحمل معها بالاضافه لضغط النفسي والانفعالي لذلك تحتاج الزوجة لإعادة الاستقرار النفسي إلى المستوى الصحي مع التأكيد للزوجين على أهمية العوامل النفسية في الصحة الإنجابية، وقد أثبتت كثير من الأبحاث حدوث الحمل بعد استقرار الحالة النفسية وذلك من خلال مساعدتها على التعبير والتنفيس عن مشاعرها تجاه ما تعانيه وعدم لومها على ذلك أومحاولة إخفاء هذه المشاعر، ورؤية الأمور بشكل موضوعي خاصة وأن وسائل المساعدة قد تعددت في هذا المجال .
وأضافت العازم أنه قد تلجأ بعض السيدات لسلوكيات متعددة كردة فعل لما حدث لهن منها الانعزال عن المجتمع والانغلاق أو انعزال المرأة عن شريك حياتها فتشعر أنها غير متفقه كثيرا في مشاعرها تجاهه وقد تصاب بنوع من الشعور بالذنب لعجزها على منح ابنها أوابنتها أخا أو أختا مما يولد لديها ضغطا نفسيا كبيرا.إضافة إلى القلق والتوتر الذي تصاب به المرأة عند كل مرحلة علاجية من سحب عينات وأشعة وغيره فهي تتقلب بين اليأس والرجاء في كل شهر مع الترقب عند كل موعد دورة شهرية وقد تصاب بالإحباط مع حدوث الطمث وتكرر هذا السيناريو شهريا يضع المرأة في ضغط نفسي وجسدي كبيرين وقد تصاب المراة بشعور عدم الامان والخوف من المستقبل وهجران الزوج وزواجه من أخرى وتصبح شديدة الحساسية تجاه أي كلمة أو إشارة إلى موضوع الإنجاب وإلى نفسها وهنا يأتي الدور المهم من قبل الزوج والأهل لاحتواء ابنتهم والتخفيف عنها بمساندتها نفسيا قدر المستطاع وعلى الزوج التقرب لزوجته والتودد إليها وعدم تحميلها وحدها مسؤولية ذلك وان لايضغط عليها للعلاج فهي أحيانا كثيرة تعاني ولكن بصمت وعليه إفهام زوجته ان الإنجاب ليس هو كل شي فهناك أشياء جميلة في الحياة تنتظرنا فكل شيء مقدر من الله وله حكمة فيه .
تبوك ، تحقيق ـ علياء الحويطي
المصدر :
ط§ظ„ط¹ظ‚ظ… ط§ظ„ط«ط§ظ†ظˆظٹ ط¹ظ†ط¯ ط§ظ„ط³ظٹط¯ط§طھ ظٹطµظٹط¨ظ‡ظ† ط¨ط§ظ„ط¥ط*ط¨ط§ط· ظˆط§ظ„ط®ظˆظپ ط¹ظ„ظ‰ ظ…ط³طھظ‚ط¨ظ„ ط§ظ„ط*ظٹط§ط© ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© - ط¬ط±ظٹط¯ط© ط§ظ„ط±ظٹط§ط¶
|