04-21-2015, 06:32 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
قال تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) [النجم: 3؛ 18]
لم يثبت في الآيات السابقة لفظ العروج .. ولا معناه .. ولا ما يدل على الفعل نفسه .. إنما أثبتت الآيات أن الرؤية تمت بالفؤاد لا بالعين المجردة لقوله (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) .. والرؤية بالفؤاد لا يلزمها عروج وارتقاء للسماء حتى يبصر ما أبصره .. فهذا يمكن أن يتحقق له يقظة دونما عروج
فالآيات هنا تتكلم مرتين عن تنزل جبريل عليه السلام لا عن عروج النبي عليه الصلاة والسلام وهذا بلفظ صريح واضح لا يتطرق إليه لبس
النزلة الأولى: في قوله تعالى: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى) فالذي دنا وتدلى هو جبريل عليه السلام وليس النبي صلى الله عليه وسلم .. وتدلي جبريل عليه السلام لا يثبت المعراج
والنزلة الثانية: في قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) وحرف الهاء في قوله (رَآهُ) ضمير عائد على جبريل عليه السلام فخو المرئي .. والرائي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقوله (نَزْلَةً أُخْرَى) يفيد نزول جبريل عليه السلام مرة أخرى .. ونزول جبريل عليه السلام ينفي معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذن كيف أثبتوا من الآية حدوث المعراج؟!!!
من زعموا المعراج أثبتوه من رؤيته سدرة المنتهى في قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)
لكن من الممكن أن يرى جبريل عليه السلام عند السدرة يقظة وهو على الأرض دونما عروج في السماء .. خاصة أن جبريل عليه السلام هو من نزل .. ونزوله يلزم منه أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعرج به .. وإنما كشف الله عز وجل له ملكوت السماوات فرأى وهو على الأرض جبريل عند سدرة المنتهى .. كما كشف له الكعبة في مكة لتحديد اتجاه القبلة عند تأسيس مسجد قباء بمجرد وصوله المدينة المنورة رغم بعد المسافة بينهما
نظرْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ قدِمَ و نزلَ و أسَّسَ هذا المسجدَ مسجدَ قُبَاءٍ فرأيتُه يأخذُ الحجرَ أو الصَّخرةَ حتَّى يهصرَهُ الحجرُ فأنظرُ إلى بياضِ التُّرابِ على بطنِهِ أو سرتِهِ فيأتي الرجلُ مِن أصحابِهِ و يقولُ بأبي و أمِّي يا رسولَ اللهِ أعطنِي أكفِكَ فيقولُ: (لا خُذْ مثلَهُ) حتَّى أسَّسَهُ و يقالُ إنَّ جبريلَ عليهِ الصلاةُ و السَّلامُ هو يؤمُ الكعبةَ قالَتْ فكانَ يقالُ إنَّهُ أقدمُ مسجدٍ قبلةً
الراوي : الشموس بنت النعمان المحدث : العيني
المصدر : عمدة القاري الصفحة أو الرقم: 7/377 خلاصة حكم المحدث : [فيه] سويد بن عامر ذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجاله أيضاً ثقات
نظرتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم حين قدِمَ ونزل وأسَّسَ هذا المسجدَ مسجدَ قُبَاءَ فرأيتُه يأخذُ الحجرَ حتَّى يهصرَهُ الحجرُ حتَّى أسَّسهُ ويقولُ أنَّ جبرائيلَ هو يؤمُّ الكعبةَ
الراوي : الشموس بنت النعمان المحدث : السيوطي
المصدر : الخصائص الكبرى الصفحة أو الرقم: 1/195 خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
وعليه فالآيات لا تثبت من قريب أو بعيد حدوث المعراج .. رغم أن أسطورة المعراج تفوق أسطورة الإسراء .. بل الله عز وجل بنص صريح في سورة [الإسراء: 93] نفى ارتقاءه السماء لأنه بشر رسول كما سبق وبينت لكم .. فإذا كان القرآن الكريم ينكر ارتقاءه ولم يثبت عروجه .. إذن فكل ما قيل عن الإسراء والمعراج من تفاصيل لم يرد إلا في السنة فقط لا غير ولا سند له من كتاب الله تعالى .. وهذا ما يضع تلك النصوص على المحك .. فتحتاج إلى مراجعة لكشف الوضع والتحريف فيها
فرفع النبي عليه الصلاة والسلام فوق منزلته كبشر وإطرائه هو طعن في نبوته ورسالته .. وهذا أذى له لا يقل عن القول عليه بنقيصة .. فنحن لا ننكر استحقاق النبي عليه الصلاة والسلام لكل فضل عظيم .. ولكننا ضد أن نرفعه فوق ما أثبته الله عز وجل له من فضل وكرامة فهذا كذب على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
|