04-22-2015, 10:32 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بداية؛
هل الفرائض مثل الصلاة والحج والصيام والزكاة لم تكتب على من قبلنا؟
بل فرضت من قبل الرسول عليه الصلاة والسلام .. فكانت الأمم من قبلنا يصلون ويصومون ويحجون ويزكون .. فهي فرائض إقرار لما فرض على من سبقنا من الأمم وليست فرائض ابتداء وكأنها لم تكن موجودة
ولكن من سبقونا ضيعوا الفرائض وابتدعوا فيها ما ليس منها فانتقصوا وزادوا .. ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرا لما فرضه الله عز وجل من قبل .. ومعلما للتشريعات وأركانها وكيفيتها كما فرضت من قبل .. فإن قلنا أنها فرائض ابتداء فهذا ينفي أنها فرضت من قبلنا .. والقرآن يؤكد أن هذه الفرائض فرضت على من سبقنا من الأمم ومنها الصلاة بركوعها وسجودها .. والحج بطوافه وسعيه والوقوف بعرفة والنصوص موفورة في هذا
وقد نزل جبريل مصليا برسول الله صلى الله عليه وسلم إماما أمام باب الكعبة مرتين متخذا الكعبة قبلة له .. يعلمه الصلاة ومواقيتها .. وهذا في حديث هو أصل أصيل في بابه يثبت أنه تعلم كيفية الصلاة ومواقيتها على الأرض وليس في السماء
(أمَّني جبريلُ عند بابِ البيتِ مرَّتين فصلَّى الظهرَ حين كان الفيءُ مثلَ الشراكِ، ثم صلَّى العصرَ حين كان كلُّ شيءٍ بقدرِ ظِلِّه، وصلَّى المغربَ حين أفطر الصائمُ، ثم صلَّى العشاءَ حين غاب الشَّفقُ، ثم صلَّى الصبحَ حين حرُم الطعامُ والشرابُ على الصائمِ، ثم صلَّى المرةَ الآخرةَ الظهرَ حين كان كلُّ شيءٍ قدرَ ظلِّه قدرَ العصرِ بالأمسِ ثم صلَّى العصرَ حين كان ظلُّ كلِّ شيءٍ مثلَيْه، ثم صلَّى المغربَ للقدرِ الأولِ ولم يؤخِّرْها، ثم صلَّى العشاءَ الآخرةَ حين ذهبَ ثلُثُ الليلِ، ثم صلَّى الصبحَ حين أسفرَ، ثم التفت فقال: يا محمَّدُ، هذا وقتُ الأنبياءِ من قبلِك والوقتُ فيما بين هذين الوقتين).
الراوي : عبدالله بن عباس المحدث : ابن الأثير
المصدر : شرح مسند الشافعي الصفحة أو الرقم: 1/361 خلاصة حكم المحدث : صحيح
لاحظي قول جبريل عليه السلام: (يا محمَّدُ، هذا وقتُ الأنبياءِ من قبلِك والوقتُ فيما بين هذين الوقتين). وهذا إقرار لما فرضه الله عز وجل على الأنبياء عليهم السلام من قبل .. وليس ابتداء لفريضة جديدة محدثة لم تكن موجودة من قبل
أما ما يطعن في أنه تعلم الصلاة في السماء بحسب أسطورة الإسراء المعراج فالطعونات كثيرة لمن يحاول أن يدرس النصوص المتعلقة بالإسراء والمعراج .. فسيجد تناقضات كثيرة جدا تهدم كل هذه النصوص تماما
فمثلا إن كان تعلم الصلاة في السماء فكيف صلى بالأنبياء عليهم السلام قبل معراجه وقبل أن تفرض الصلاة ويتعلم كيفيتها؟
والكذب الواضح في النص هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه عز وجل التحفيف في عدد الصلوات من خمسين صلاة كل يوم وليلة حتى صارت خمس صلوات .. فلو كان اليوم 24 ساعة .. أي بمعدل حوالي 3 صلوات كل ساعة .. فلو كل فريضة نذهب للمسجد نصلي ونرجع في نصف ساعة فهذا معناه أن يبيت الناس في مساجدهم لا يغادرونها أبدا ولا ينامون ولا يعملون .. وهذا فوق طاقة البشر ومعناه أن تتعطل حياة الناس .. وهذا مخالف لسنن الله عز وجل (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) فالله هو أحكم الحاكمين
هذا فضلا على أن رسول الله صل الله عليه وسلم لا يملك لا هو لا ولا غيره حق مراجعة الله عز وجل في تشريعاته لأنها منتهى الحكمة والعدل من الله عز وجل .. فلا شفاعة في تشريعات الله تعالى وهذا ثبات بنص صريح
أنَّ قُرَيشًا أهَمَّتهُمُ المَرأةُ المَخْزوميَّةُ التي سَرَقَت، فقالوا : مَن يُكَلِّمُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومَن يَجْتَرئُ عليه إلَّا أُسامَةُ، حِبُّ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فكَلَّمَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : ( أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِن حُدودِ اللهِ ) . ثم قامَ فخطبَ، قال : ( يا أيُّها الناسُ، إنَّما ضلَّ مَن كان قَبلَكم، أنهُم كانوا إذا سرَقَ الشَّريفُ تَرَكوه، وإذا سَرَقَ الضَّعيفُ فيهِم أقاموا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللهِ، لو أنَّ فاطِمَةَ بنتَ مُحمدٍ، سَرَقَت لَقطَعَ مُحمدٌ يَدَها ) . الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6788 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وفي رواية أنَّ امرأةً سَرقَت في عَهْدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زمَنَ الفتحِ فأمرَ بِها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن تقطعَ . فَكَلَّمَهُ فيها أسامةُ بنُ زيدٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ فتلوَّنَ وجهُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ (أتَشفعُ في حدٍّ مِن حدودِ اللَّهِ؟) فقالَ لَهُ أسامةُ: استَغفِر لي يا رسولَ اللَّهِ . فلمَّا كانَ العَشيُّ قامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأثنَى علَى اللَّهِ ما هُوَ أَهْلُهُ ثمَّ قالَ (أمَّا بعدُ فإنَّما أَهْلَكَ النَّاسَ قبلَكُم أنَّهم كانوا إذا سَرقَ فيهمِ الشَّريفُ ترَكوهُ وإذا سَرقَ فيهمُ الضَّعيفُ أقاموا عليهِ الحدَّ والَّذي نَفسي بيدِهِ لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمَّدٍ سَرَقت لقَطعتُ يدَها)
الراوي : عائشة المحدث : العيني
المصدر : نخب الافكار الصفحة أو الرقم: 16/18 خلاصة حكم المحدث : طريقه صحيح
والشاهد من الحيث فقالَ لَهُ أسامةُ: استَغفِر لي يا رسولَ اللَّهِ . هذا دليل على أن الشفاعة في أحكام الله عز وجل ذنب يجب الاستغفار منه .. فكيف يصح هذا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وليس من حقه مراجعة الله عز وجل في أحكامه؟ وهذه ثغرة في تلك النصوص لا يملك واضعوها ومن ناصروا هذا الكلام أن يجدوا ردا عليه إلا كما هوالتلفيق المعتاد ووضع تبريرات وتفسيرات من عندهم ما أنزل الله بها من سلطان
فلا خيرة في قضاء الله تعالى ويجب التسليم به لقوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب: 36] والرسول صلى الله عليه وسلم كسائر المؤمنين أمام قضاء الله تعالى فهو مبلغ ما أوحي إليه فلا ينطق عن الهوى .. فلا حق لمخلوق في مراجعة قضاء الله عز وجل وأحكامه وتشريعاته .. إنما الشفاعة في الذنوب والمعاصي لمن أذن له الله عز وجل يوم القيامة
ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة : أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه ، وهو نائم في المسجد الحرام ، فقال أولهم : أيهم هو ؟ فقال أوسطهم : هو خيرهم ، فقال آخرهم : خذوا خيرهم ، فكانت تلك الليلة ، فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى ، فيما يرى قلبه ، وتنام عينه ولا ينام قلبه ، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ، فلم يكلموه حتى احتملوه ، فوضعوه عند بئر زمزم ، فتولاه منهم جبريل ، فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته ، حتى فرغ من صدره وجوفه ، فغسله من ماء زمزم بيده ، حتى أنقى جوفه ، ثم أتي بطست من ذهب فيه تور من ذهب ، محشوا إيمانا وحكمة ، فحشي به صدره ولغاديده ، يعني عروق حلقه ، ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا ، فضرب بابا من أبوابها ، فناداه أهل السماء : من هذا ؟ فقال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : معي محمد ، قال : وقد بعث ؟ قال : نعم ، قالوا : فمرحبا به وأهلا ، فيستبشر به أهل السماء ، لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم ، فوجد في السماء الدنيا آدم ، فقال له جبريل : هذا أبوك فسلم عليه ، فسلم عليه ورد عليه آدم وقال : مرحبا وأهلا بابني ، نعم الابن أنت ، فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان ، فقال : ( ما هذان النهران يا جبريل ) . قال : هذا النيل والفرات عنصرهما ، ثم مضى به في السماء فإذا هو بنهر آخر ، عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد ، فضرب يده فإذا هو أمسك أذفر ، قال : ( ما هذا يا جبريل ) . قال : هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك ، ثم عرج به إلى السماء الثانية ، فقالت الملائكة له مثل ما قالت له الأولى : من هذا ؟ قال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم ، قالوا مرحبا به وأهلا ، ثم عرج به إلى السماء الثالثة ، وقالوا له مثل ما قالت الأولى والثانية ، ثم عرج به إلى الرابعة ، فقالوا له مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السماء الخامسة ، فقالوا مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السماء السادسة ، فقالوا له مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السماء السابعة ، فقالوا له مثل ذلك ، كل سماء فيها أنبياء قد سماهم ، فوعيت منهم إدريس في الثانية ، وهارون في الرابعة ، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه ، وإبراهيم في السادسة ، وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله ، فقال موسى : رب لم أظن أن ترفع علي أحدا ، ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله ، حتى جاء سدرة المنتهى ، ودنا الجبار رب العزة ، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى الله فيما أوحى إليه : خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة ، ثم هبط حتى بلغ موسى ، فاحتبسه موسى فقال : يا محمد ماذا عهد إليك ربك ؟ قال : ( عهد إلي خمسين صلاة كل يوم وليلة ) . قال : إن أمتك لا تستطيع ذلك ، فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك ، فأشار إليه جبريل : أن نعم إن شئت ، فعلا به إلى الجبار ، فقال وهو مكانه : ( يا رب خفف عنا ، فإن أمتي لا تستطيع هذا ) . فوضع عنه عشر صلوات ، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه ، فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات ، ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال : يا محمد ، والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا فضعفوا فتركوه ، فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبدانا وأبصارا وأسماعا ، فارجع فليخفف عنك ربك ، كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل ليشير عليه ، ولا يكره ذلك جبريل ، فرفعه عند الخامسة فقال : ( يا رب إن أمتي ضعفاء ، أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم ، فخفف عنا ) . فقال الجبار : يا محمد ، قال : ( لبيك وسعديك ) . قال : إنه لا يبدل القول لدي ، كما فرضت عليك في أم الكتاب ، قال : فكل حسنة بعشر أمثالها ، فهي خمسون في أم الكتاب ، وهي خمس عليك ، فرجع إلى موسى فقال : كيف فعلت ؟ فقال : ( خفف عنا ، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها ) . قال موسى : قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه ، ارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا موسى ، قد والله استحييت من ربي مما اختلفت إليه ) . قال : فاهبط باسم الله ، قال : واستيقظ وهو في مسجد الحرام .
الراوي : أنس بن مالك المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 7517 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
لاحظي كذلك الرواية السابقة ستجدي فيها قوله (واستيقظ وهو في مسجد الحرام) هذا يدل على أن الرواية السابقة كانت رؤيا منامية وليس يقظة .. أي أن المعراج إن حدث فقد كان مجرد رؤيا منامية
|