04-22-2015, 12:59 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
وفي رواية للبخاري (... ودنا الجبار رب العزة ، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى الله فيما أوحى إليه : خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة ...) وهذا كلام موافق للمعتقد حلولي .. وحاشى لله تبارك تعالى أن يحل في مكان .. بينما سنجد في روايات أخرى أن الذي نزل هو جبريل عليه السلام .. فالرويتان صححها المحدثون .. والروايتان متضاربتان .. فإما أن الذي نزل هو رب العزة تبارك وتعالى .. وإما انه جبريل عليه السلام
ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة : أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه ، وهو نائم في المسجد الحرام ، فقال أولهم : أيهم هو ؟ فقال أوسطهم : هو خيرهم ، فقال آخرهم : خذوا خيرهم ، فكانت تلك الليلة ، فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى ، فيما يرى قلبه ، وتنام عينه ولا ينام قلبه ، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ، فلم يكلموه حتى احتملوه ، فوضعوه عند بئر زمزم ، فتولاه منهم جبريل ، فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته ، حتى فرغ من صدره وجوفه ، فغسله من ماء زمزم بيده ، حتى أنقى جوفه ، ثم أتي بطست من ذهب فيه تور من ذهب ، محشوا إيمانا وحكمة ، فحشي به صدره ولغاديده ، يعني عروق حلقه ، ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا ، فضرب بابا من أبوابها ، فناداه أهل السماء : من هذا ؟ فقال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : معي محمد ، قال : وقد بعث ؟ قال : نعم ، قالوا : فمرحبا به وأهلا ، فيستبشر به أهل السماء ، لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم ، فوجد في السماء الدنيا آدم ، فقال له جبريل : هذا أبوك فسلم عليه ، فسلم عليه ورد عليه آدم وقال : مرحبا وأهلا بابني ، نعم الابن أنت ، فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان ، فقال : ( ما هذان النهران يا جبريل ) . قال : هذا النيل والفرات عنصرهما ، ثم مضى به في السماء فإذا هو بنهر آخر ، عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد ، فضرب يده فإذا هو أمسك أذفر ، قال : ( ما هذا يا جبريل ) . قال : هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك ، ثم عرج به إلى السماء الثانية ، فقالت الملائكة له مثل ما قالت له الأولى : من هذا ؟ قال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم ، قالوا مرحبا به وأهلا ، ثم عرج به إلى السماء الثالثة ، وقالوا له مثل ما قالت الأولى والثانية ، ثم عرج به إلى الرابعة ، فقالوا له مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السماء الخامسة ، فقالوا مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السماء السادسة ، فقالوا له مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السماء السابعة ، فقالوا له مثل ذلك ، كل سماء فيها أنبياء قد سماهم ، فوعيت منهم إدريس في الثانية ، وهارون في الرابعة ، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه ، وإبراهيم في السادسة ، وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله ، فقال موسى : رب لم أظن أن ترفع علي أحدا ، ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله ، حتى جاء سدرة المنتهى ، ودنا الجبار رب العزة ، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى الله فيما أوحى إليه : خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة ، ثم هبط حتى بلغ موسى ، فاحتبسه موسى فقال : يا محمد ماذا عهد إليك ربك ؟ قال : ( عهد إلي خمسين صلاة كل يوم وليلة ) . قال : إن أمتك لا تستطيع ذلك ، فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك ، فأشار إليه جبريل : أن نعم إن شئت ، فعلا به إلى الجبار ، فقال وهو مكانه : ( يا رب خفف عنا ، فإن أمتي لا تستطيع هذا ) . فوضع عنه عشر صلوات ، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه ، فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات ، ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال : يا محمد ، والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا فضعفوا فتركوه ، فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبدانا وأبصارا وأسماعا ، فارجع فليخفف عنك ربك ، كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل ليشير عليه ، ولا يكره ذلك جبريل ، فرفعه عند الخامسة فقال : ( يا رب إن أمتي ضعفاء ، أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم ، فخفف عنا ) . فقال الجبار : يا محمد ، قال : ( لبيك وسعديك ) . قال : إنه لا يبدل القول لدي ، كما فرضت عليك في أم الكتاب ، قال : فكل حسنة بعشر أمثالها ، فهي خمسون في أم الكتاب ، وهي خمس عليك ، فرجع إلى موسى فقال : كيف فعلت ؟ فقال : ( خفف عنا ، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها ) . قال موسى : قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه ، ارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا موسى ، قد والله استحييت من ربي مما اختلفت إليه ) . قال : فاهبط باسم الله ، قال : واستيقظ وهو في مسجد الحرام .
الراوي : أنس بن مالك المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 7517 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
بينما في البخري نفسه نجد النقيض أن الذي رآه النبي عليه الصلاة والسلام هو جبريل عليه السلام وليس الله رب العزة
عن قولِ اللهِ تعالى : { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى . فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} . قال حدَّثَنا ابنُ مسعودٍ أنه يعني رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ رأَى جبريلَ، له سِتُمِائَةِ جَناحٍ .
الراوي : عبدالله بن مسعود المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3232 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وفي رواية أخرى
قلتُ لعائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها : فأين قولُهُ : { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى . فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } قالت : ذاك جبريلُ ، كان يأتيهِ في صورةِ الرجلِ ، وإن أتاهُ هذه المرةَ في صورتِهِ التي هي صورتُهُ ، فسدَّ الأُفُقَ .
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3235 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
والأخير هو ما ذهب إليه ابن كثير بأنه الصحيح في تفسيرها .. فإن كان هذا القول هو الصحيح فإن رواية البخاري بأنه رب العزة باطل
قولُه تعالى (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَينِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) وكان ذلك بالأبطحِ تدلَّى جبريلُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سادًّا عِظَمُ خَلْقِه ما بين السماءِ والأرضِ حتى كان بينه وبينه قابَ قوسَينِ أو أدنى
الراوي : عبدالله بن مسعود و أبو هريرة و عائشة و أبو ذر الغفاري المحدث : ابن كثير
المصدر : البداية والنهاية الصفحة أو الرقم: 3/110 خلاصة حكم المحدث : الصحيح في تفسيرها
فبعد هذا التضارب في الروايات لنفس المحدث وهو البخاري الذي حكم بصحة الروايتين فبأي حق نحكم بصحة الروايتين؟!! فإما إحداهما صحيحة والأخرى كاذبة .. وإما كلا الروايتين كاذبتين .. والحكم هنا لنص القرآن الكريم .. وهو ما سبق وبينته .. ولو استفضت في تتبع عور هذه النصوص لما وسعني المقام .. ولعلمنا أن النص من أوله حتى آخره موضوع ومكذوب إلا ما شاء الله تبارك وتعالى
على سبيل المثال لا الحصر: (ثم عرج به إلى السماء الدنيا ، فضرب بابا من أبوابها ، فناداه أهل السماء : من هذا ؟ فقال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : معي محمد ، قال : وقد بعث ؟ قال : نعم ، قالوا : فمرحبا به وأهلا ، فيستبشر به أهل السماء ، لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم ،)
فالسماء لها أبواب ولا شك لقوله تعالى: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ) [القمر: 11] (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ) [الأعراف: 40]
وبحسب النص فعلى كل باب ملائكة يحرسونه من أهل كل سماء .. ولكن الملفت أن الملائكة لا يرون ما خلف الأبواب حتى يضرب الباب ( فضرب بابا من أبوابها ،)
والملائكة لا يعرفون جبريل عليه السلام حتى عرف نفسه لهم (فناداه أهل السماء : من هذا ؟ فقال : جبريل ،)!!!
ورغم أن الملائكة لم يروا جبريل عليه السلام من خلف الباب .. فلم يعرفوه حتى عرف نفسه لهم .. إلا أنهم رأوا أن معه رسول الله صلى الله عليه وسلم! (قالوا : ومن معك ؟ قال : معي محمد ،)
والأشد عجبا أن جبريل نزل بالوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا وتكرارا .. فصار معلوما لأهل السلام ببعثته وأنه أرسل .. إلا أننا نكتشف من هذا النص أن الملائكة لم يعرفوا ببعثته على الإطلاق (قال : وقد بعث ؟ قال : نعم ،) .. فكيف لم تعلم الملائكة ببعثته وهم يصلون عليه لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) [الأحزاب: 56]؟
ومن الملفت أن رواي هذا النص يضع المبرر عدم علم الملائكة ببعثته فيقول (لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم ،) أي لا يعلمون أن الله عز وجل بعثه بعد حتى علموا من جبريل عليه السلام .. كيف لم يعلموا ببعثته من قبل وجبريل عليه السلام يمر عليهم بالوحي وفي كل مرة يسألوه من أنت .. ومعلوم أنه مختص بتنزيل الوحي للأنبياء .. فإن كان النبي عليه الصلاة والسلام هو خاتم النبيين فمؤكد علموا أنه قد بعث من تنزل الروح القدس مرارا وتكرارا؟!!
|