عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-27-2015, 02:17 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي مكتبة دير ستراهوف Strahov Monastery Library

بسم الله الرحمن الرحيم



مكتبة ستراهوف Strahov Monastery Library

مكتبة دير ستراهوف في براغ - جمهورية التشيك Strahov monastery Library


إعداد- ليندا خضر
التاريخ: 14 نوفمبر 2014

تعد مكتبة ستراهوف، معلماً مهماً في براغ بتشيكيا. إذ إنها شاهد ومخزن للكثير من القصص والحكايا التي تمس هذا البلد، لا بل أوروبا والعالم. وهي عموما، تمثل جزءاً متكاملاً من المكتب الكنسي الملكي لـرهبان «بريمونتر» في مدينة ستراهوف في براغ. وتوجد داخل الدير الذي تأسس في عام 1143 من قبل مطران «أولومونك » وبدعم من رهبانية مدينة براغ.
وبالرغم من وجود عدة مخطوطات لاتينية تابعة لأقدم مجموعة مكتبية، إلا أنه لا يمكننا أن نقول إن المكتبة تنعمت بتطور مستمر وواع وبشكل مؤكد، بل من الممكن القول إن أصل مجموعة المكتبة يعود إلى تأسيس الدير. وهي تمثل في العموم، شاهدا على التاريخ وخزائن ومستودعاً للكتب التي تسرد حكاياته المتنوعة.

مصائب وقرون
عانى الدير، عبر القرون، من مصائب عديدة قاطعت تطوره السلس. ففي عام 1258 دُمرت الأبنية في حريق ضخم أتى على بنيان الدير الخشبي.. وبعد هذه الحادثة جرى استبدال الجدران الخشبية ببنيان حجري ينسجم مع النموذج المعماري السائد في مدينة براغ التشيكية. وما بين عامي 1278 و 1306 نُهب الدير من قبل جيوش أجنبية. وكذلك في عام 1420 من قبل الراديكاليين الهوسيين.

ثم أصبح مهجوراً خلال الحروب الهوسية ولاحقاً بعد 150 سنة. وبينما كان الدير يكافح للبقاء انتخب جان لوهيل، رئيساً جديداً للدير، ومنذ تسلمه لمنصبه عمل على إعادة بناء الدير واستعادة مستواه السابق في ما يتعلق بحقل التعليم، إلا أن جهود الدير لبناء مكتبة ومحاولاته النهوض والبروز كمركز حضاري، أعيقت بسبب اجتياح القوات السويدية في عام 1648 حيث أخذت معها معظم مجموعات الكتب إلى «اسكندنافيا».

تطوير
بعد عام 1679 مُنحت الكتب التي جمعت بعد صلح «ويستفاليا»، مكاناً محترماً للتخزين في قاعة المكتبة المبنية حديثاً، والمعروفة حالياً بـالقاعة اللاهوتية كما وجرى نشر أحكام المكتبة، في الفترة تلك تقريباً. بسبب الاقتناءات الواسعة في النصف الثاني من القرن السابع عشر..
وطوال القرن الثامن عشر، تطلبت المجموعات المتزايدة من كتب المكتبة قاعة أخرى، وهو ما استدعى بناء «القاعة الفلسفية»، وذلك قرابة نهاية القرن الثامن عشر. وفي هذا الوقت أصبح الدير مأوىً للصحوة القومية التشيكية.

إعدامات واستدراك
وفي النصف الآخير من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، فكانا مكرسين بشكل أساسي لفهرسة مجموعات كتب المكتبة وبعد عام 1950، وعندما وقع منع الأخويات والمحافل الرهبانية في «تشيكوسلوفاكيا»، صدرت أحكام بإعدام بعض أعضائها أو وضعهم تحت الإقامة الجبرية وسجنهم.

كما صودرت أملاكهم ودمجت مكتبة «ستراهوف» مع متحف الأدب القومي، بينما تبعثرت محتويات المكتبة، سواء : الأرشيفات الرهبانية، مجموعة الموسيقى، معرض الصور في مؤسسات أخرى في الولاية.

وبعد عام 1989، وخلال فترة انهيار الشيوعية في تشـــيكوسلوفاكيا، جرت إعادة المباني والأملاك المصادرة الأخرى، والتي تتضمن المكـــتبة، إلى رهبان بيرمونتر في ستراهــوف. وذلك ضمن برنامج لاستدراك بعض الظلم المادي المرتكب من قبل الشيوعيين في تلك الفترة.
تضم المكتبة حوالي مائتي ألف مجلد، معظمها من الفترة ما بين القرن السادس عشر والثامن عشر.. وحوالي 3000 مخطوطة و1500 نسخة أولى لأعمال هامة، تعود أيضا إلى القرن السادس عشر. كما تحتوي 260 ألف عمل فني، بالإضافة إلى كتب مخزنة في القاعتين، ومخازن مجاورة والعديد من الأعمال، التي هي مطبوعات قديمة. ونظراً لأهميتها تعمد المعنيون حفظها في خزائن خاصة تخضع للمراقبة من حيث شروط التخزين، وذلك خوفاً على تلك الكنوز من التلف بسبب الغبار والرطوبة.

القاعة اللاهوتية
بنيت القاعة اللاهوتية تحت إشراف المهندس المعماري، صاحب الأصول الإيطالية جيوفاني أورسي. وتبدو مدرسته الإيطالية فيها، واضحة من خلال خراطيش الجبس.

الطراز «البـــاروكي» للمكـــتبة يمكن أن يتضح من خلال الرفـوف، وبعكس نظام الخزينة «الرومـــانتيكـي»أو نظام المكتب «القوطي»، خزنت الكتب بشكل رأسي. وفـوق الرفـــوف هــنالك ديكورات مذهـــبة خشــبية ومنقـــوشة مع خـــراطـيش خشـــبية. وكانت هـــذه طريقة مكتبية بدائية للمساعدة على الوصول إلى المواد المخزنة بســـهولة، لأن الصور في الخراطيـــش الخشبية وعناوينها، كانت تحـدد نوع الأدب المخزن على الرفوف.

وفي عام 1672 جُمعت أحكام المكتبة من قبل رئاسة الدير، وبعد 50 سنة لاحقة جرى توسيع القاعة عدة أمتار، كذلك زخرفتها بلوحة جصية للرسام جيروم هيرنهــــايم، وفوق بوابات الحديد المطروق في الجانب الآخر من المكتبة، كتبت عبارة « بداية الحكمة هي مخافة الله».

مصادر وكرات
وفي الجهة اليمنى من القاعة، يوجد دولاب التجميع الذي أنشئ عام 1678، ويستخدم لتجميع النصوص والكتب التي تعود إلى مصادر متنوعة، فوق رفوف موجودة على محيط الدولاب، الذي يتحرك وفقاً لحركة ميكانيكية معينة، تضمن عدم وقوع الكتب عن هذه الرفوف عند التفافه.

كما يوجد عدد من الكرات الفلكية والأرضية التي تصطف على جانبي القاعة اللاهوتية،..بعضها يأتي من ورشة العائلة المؤسسة في «روتردام» والمدعوة «بلين»، التي تخصصت في صناعة الخرائط، والمصورات الجغرافية للعالم.. والكرات الجغرافية، عبر عدة أجيال، في القرنين السادس والسابع عشر.

نسخة تاريخية
ويوجد أكثر من 18 ألف مجلد مخزن في القاعة اللاهوتية، واسم القاعة يأتي من محتوى هذه المجلدات. فالحائط الشمالي لا يتضمن شيئاً إلا إصدارات مختلفة من الإنجيل أو أجزاء من الإنجيل بلغات عدة. وفي عامي 1993 و 1994 رمم الجزء الداخلي، فكت الرفوف كلياً، وعولج الخشب.

وفي نهاية الثمانينات من القرن الـ20، اكتشف الطلاء الأحمر الأصلي تحت الطلاء الرمادي المزرق، الذي كان يغطي أرجاء القاعة. وهذا الأحمر أُعيد استخدامه في الترميم كما استبدلت، في ما بعد، الأرضيات الخشبية التي وضعت في القرن العشرين، بنسخة تاريخية وجمالية من الأرضية «الباروكية» الأصلية.

القاعة الفلسفية
وفي الربع الأخير من القرن الثامن عشر وبسبب الزيادة الوافرة في محتويات المكتبة، قررت رئاسة الدير إضافة مساحة جديدة لاحتواء الفائض عن رفوف ووحدات تخزين القاعة اللاهوتية، وتلك الزيادة هي حالياً القاعة الفلسفية للمكتبة، التي صممها المهندس المعماري الإيطالي جان بالياردي. وتتمتع القاعة بمساحة مدهشة، حيث يبلغ طولها 32 متراً وعرضها 22 متراً، بارتفاع يصل إلى 14 متراً.

وهذه الضخامة تنسجم تماما مع اللوحة الجصية التذكارية الموجودة في السقف، والمصممة من قبل الرسام أنطون مولبيرتش، الذي أبدع في رسمها عام 1794، واستغرق إنجازها ستة أشهر بعون من مساعد واحد فقط. وتجسد هذه اللوحة الجصية «التقدم الذهني للبشرية». إذ تعرض وصفاً موجزاً للتطورات في العلم و الدين، وتأثيرهما المشترك في بعضهما البعض.. وتحكي قصص البحث عن المعرفة منذ قديم الزمان وحتى الوقت الذي بنيت فيه القاعة.

والطابور الأعلى من الكتب الموجودة في هذا القسم من المكتبة، يمكن الوصول إليه من الشرفة فقط. وهنالك سلالم حلزونية مخفية ومحجوبة بأغلفة كتب زائفة، تؤدي إلى زوايا الشرفة.

خبير وتمثال
ومقابل أبواب المدخل وفي الطرف الآخر للقاعة، يوجد تمثال نصفي لأمين المكتبة والأرشيف في ستراهوف، المدعو: بريور ستراكا، الذي قدم إسهاماً جوهرياً في عمليات الفهرسة وجعل المواد الأرشيفية والمكتبية، متوافرة للعامة. وذلك في الربع الأول من القرن العشرين. كما كان واحداً من الخبراء الأوائل في تغليف الكتب في التشيك.

وتحـــتوي هذه القاعة على 42 ألف مجلد، غالبــــيتها مواد متعلقة بعلم الفلسفة. كما يمكنـــنا أيضاً إيجاد أعمال من تخصصات أخـــرى، دُرست في الجامعات ضمن مجال صفوف الفلسفة، مثل: علم الفلك، الرياضيات، التاريخ، فقه اللغة.

شهرة واسعة
أصبحت المكتبة مشهورة، في نهاية القرن 18 وبداية الـ 19، في أوروبا، وامتلأ كتاب الزوار فيها، الذي يعود إلى العام 1792، بأسماء شخصيات مشهورة زارتها. واللافت أن المكتبة لم تكن تسمح سابقا للنساء، الدخول إليها، إلا بشكل متقطع، بسبب فرض العزلة الرهبانية.

ومن بين زائراتها عام 1800: الليدي ايما هاميلتون- زوجة عالم الآثار ورجل الدولة البريطاني وليام هاملتون، الأميرة النمساوية ماري لويس- زوجة نابليون بونابرت (في عام 1812 ).. وأرسلت في سنة زيارتها، نفسها، إلى المكتبة، المزيد من الكتب ومجموعة فيينا من الخزف.. وعملا من أربعة مجلدات عن متحف اللوفر الأول.


المصدر:
مكتبة « ستراهوف» في براغ.. خزائنه التاريخ - البيان





رد مع اقتباس