04-28-2015, 01:52 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 02-12-2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,262
معدل تقييم المستوى: 11
|
|
أولاﹰ: ملاحظات حول القصة التوراتية للخطيئة الأولى:
بالنظر في قصة التوراة السابقة فإنها تسجل عليها ملاحظات كثيرة من أهمها:
_ تحدثت الرواية عن الذات الإلهية بما لا يليق بذات اﷲ تعـالى وصـفاته، فـالفقرات الـسابقة وصفت المولى بالجهل ، تعالى اﷲ عن ذلك، فهو صاحب الكمال المطلق، قال الـسفر: (وسـمعا صوت الرب الإله ماشياﹰ في الجنّةﹾ عند هبوبﹺ رﹺيحﹺ النَّهارﹺ فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإِله في وسط ﹶشجرﹺ ﹾالجنَّة. 9ﹶ فنادى الرب الإله آدم:َ أين أنت ؟ فقال: سمعت صوتك في الجنة ﹶفخشيت
لأَنِّي عريان ﹶفاختبأتُﹸ)( تكوين3: 8 -10)، فالسؤال ليس تقريرياﹰ؛ بل استفهامي، يدل على جهـلا الإله بمكان آدم.
_ نسبت الرواية الإغواء إلى الحية، وهل الحيوان يكلف ويعاقب؟، وهل أرسل لـه رسـل مـن جنسه؟
_ يجعل السفر سبب إخراج آدم من الجنة الخوف من تسلط آدم على شجرة الحياة "والآن ﹶلعَّله يمد يده ويأخذ من ﹶشجرة الحياة َأيضاﹰ ويأكل ويحيا إلى اَلأبـد . فأخرجه الـرب الإله مـن جنَّة عدنﹴ"(تكوين3: 22، 23 ).
زعمت التوراة أن معصية آدم كانت في أكله من شجرة معرفـة الخيـر والـشر، والتي ترتب عليها معرفة آدم وحواء أنهما عريانان.
وكيف يعاقب آدم - حسب النص - على ذنب لم يدرك قبحه؟ ولم يعرف بعد الخير مـن الشر، بل كيف وقع آدم في الإثم وهو غير ميال للشر والخطيئة التي دخلت للإنسان بعده ؟
فخطيئة آدم لا ﹸتحتسب عليه؛ لأنه لم يكن حينئذ يميز بين الخير والشر _ حـسب نـص التوراة_ إلا بعد أكله من شجرة المعرفة، وذلك يعنى أنه وقع في تلك الخطيئة وهو لا يدري أنها خطيئة، إلا بعد وقوعه فيها، وهل يعقل أن يغفر ويعفو الإله للإنسان المتعمد فعـل الـشر، ولـم يستطع أن يعفو أو يغفر لآدم فعله للشر الذي وقع فيه دون أن يدري؟
والغريب أن الرب عاقب آدم؛ فأنزله إلى الأرض ؛ ليعمل فيها ويتعب، وفي نفس الوقت لُعنت الأرض، وهي بذلك خرجت من رحمة اﷲ، ثم زعم النصارى أن الإله غفر لآدم من خلال قصة الفداء والصلب المزعومتين، إذ بعد أن تجسد الإله نزل إلى الأرض ( في صورة المـسيح عيسى ابن مريم على زعمهم) أخذ يغفر جميع أنواع خطايا الناس ببساطة شديدة، فهل يحل الإلـه في أرض ملعونة ؟ تعالى اﷲ عن ذلك علواﹰ كبيراﹰ.
ثانياﹰ: العقوبات الواردة في النص:
بالنظر في العقوبة التي لحقت بآدم وحواء والحية؛ فإنها كانت كما يلي:
أ. عقوبة آدم :
بين النص السابق براءة آدم من غواية الحية وإدانة حواء بها، ففيه أن حواء أغوتها الحيـة
فأكلت( ﹶفأخذتﹾ من ﹶثمرﹺها وأكلت وأعطﹶتﹾ رجلَهَا َأيضاﹰ معها فأكل، ولما سئل آدم عن فعلته قال:" المرأةﹸ الَّتي جعلْتَهَا معي هي َأعطتني من الشَّجرة ﹶفأَكلْتُﹸ) .
ورغم محاولة آدم تبرئته لنفسه ، لحق به العقاب كما في نص سـفر التكـوين: (َلأنَّـك سَمِعْتَ لِقَولِ امرأتك وأَكَلْتَ من الَّشجرة التي َأَوصيتُكَ ﹶقائِلاﹰ : ﹶلا ﹶتأْكُلْ منها ملعونة اَلأرض بسببك . بالتَّعبﹺ تأكل منها ﹸكل َأَياﹺم حياتك.18 و شوكا وحسكاﹰ ﹸتُنْبِتُ ﹶلك وﹶتأْ ﹸكلُ عـﹾشب الحقل .19 بعرق وجهك تأكل ﹸخبزﹰا حتَّى ﹶتعود إِﹶلى اَلأ رضﹺ الَّتي أخذْتَ منها؛ َلأَّنك ﹸتراب وإِﹶلى ﹸترابﹴ ﹶتعود).
ب. عقوبة حواء:
كانت عقوبة حواء على النحو الآتي: (ﹶتكثيرا ﹾأﹶكثِّر َأَتْعابَ حَبَلك. بالوجع ﹶتلـدين َأَولاﹶداﹰ. وِإﹶلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك"، وبالنظر فإن عقوبة آدم وحواء تختلفان عن العقوبة التي ﹸذكرت بحق من يأكل من الشجرة "وأَما ﹶشجرةﹸ معرفة الخير و الشَّر ﹶفلاﹶ تأكل منها؛ َلأَنَّك يوم تأكل منها موتاﹰ ﹶتموتﹸ)، ولم يمت آدم وحواء يومها، بل عاشا فترةﹰ طويلةﹰ، وكانت عقوبتهما كمـاسبق، ولم يصبهما الموت الذي توعدهما به الرب .
ج. عقوبة الحية:
أما الحية فكانت عقوبتها: (ملعونة أنتِ من جميع البهائم ومن جميعﹺ وحوشﹺ البرية. على بطﹾنك ﹶتسعين وترابا تأكلين ﹸكلَّ َأيامﹺ حياتك . 15وأضع عداوةﹰ بينك وبين المرأة وبين ﹶنسلك ونسلها. هو يسحقﹸ رأْسك وأنت ﹶتسحقين عقبه).
والقارئ لهذا النص ليسأل كيف كانت الحية قبل ذلك ؟ هل كانت مستوية القامة حـسناء لا تأكل التراب؟ وهل تأكل الحيات اليوم التراب ؟ أم رفعت العقوبة عنها بعد صـلب المـسيح؟ فالحيات اليوم تأكل ما تأكل من الطيور و الحيوانات وغيرها.
بل جعلت التوراة الحية أصدق في قولها من اﷲ_ تعالى اﷲ عن ذلك_ إذ قـال اﷲ لآدم:
(ﹶفلاﹶ تأكل منها ، َلأنَّك يوم تأكل منها موتاﹰ ﹶتموتﹸ)، ولم يمت حين أكل منها، وصدقت الحية حـين قالت: (ﹶلن ﹶتموتا بلِ اﷲُ عالِم َأنَّه يوم ﹶتأْكلاﹶنﹺ منه تنفتح أعينكما وتكونانﹺ ﹶكـاﷲِ عـارﹺفَينِﹺ الخيرَ والشرَ)، وكان كما أخبرت، فهل يعقل ورود تلك هذه الخرافات والتناقضات في كتاب ينسب إلـى اﷲ العليم القدير؟
|