دراسة الآية:(وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِك)
السلام عليكم ورحمة الله .
قال الله تعالى: (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) [العنكبوت: 48]
استدّل الكثيرون بهذه الآية لتبيان أنّ النبيّ محمد (عليه الصلاة والسّلام) كان لا يعرف القراءة ( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ ) .. ولا الكتابة (وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ).
لكن .. ماذا لو نُظِر إلى هذه الآية الكريمة من زاوية أخرى ..
وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ .. معناها : ما كنت تقرأه من قبل هذا الكتاب (أظنّه القرآن) من كتب أخرى .
وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ .. معناها : ولا تكتبها بيدك .. أي لا تكتبها أنت .
بمعنى أنّ "ما " في مقدمة الآية لم تأت نافية .. كأن يقال لشخص ما مثلا : ما كنت تأكله من طعام ، ولا تحضرّه بيدك .. أي أنّه كان يأكل الطعام المعدّ من طرف أشخاص آخرين .
وبالتمعّن في المعنَيين .. يمكن أن يوصل الى فكرة أنّ النبيّ (عليه الصلاة والسّلام) كان يقرأ ويكتب .. ولكنّه ليس مؤلفا للكتب .. فلو كان مؤلفا .. ( إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ).. لشكّ فيه المشككّون في صدق نبوته .
والله أعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة صبح ; 04-29-2015 الساعة 10:57 PM
|