05-01-2015, 10:26 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,836
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
لفت انتباهي الأخ المحتسب لله إلى مسألة هامة تغير من كلامي السابق وتجعلني أتراجع عما قلت مسبقا
قال تعالى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ) [النمل: 29] فتبين لنا أن كلمة (كِتَابٌ) نكرة تسري في حق كل ما هو مكتوب سواء كان مكتوبا في الكتاب المنزل أو في رسالة أو في قرطاس وغيره
وفي لسان العرب: "والكِتابُ ما كُتِبَ فيه."
(قيِّدُوا العِلمَ بالكِتابِ)
الراوي : عبدالله بن عمرو و أنس بن مالك المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 4434 خلاصة حكم المحدث : صحيح
وفي رواية قال لنا أنسٌ" (قيِّدوا العلمَ بالكتابةِ)
الراوي : ثمامة بن عبدالله بن أنس المحدث : الهيثمي
المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم: 1/157 خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
إذن فقول ملكة سبأ (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ) عائد على نص الرسالة وما بها من كلام وليس على الورقة ذاتها .. أي إني ألقي إلي بكلام كريم وهو نص الرسالة الموجهة إليها من سليمان عليه السلام (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) [النمل: 30، 31] فهي أجلت أسماء الله الحسنى (اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) فلم تجد في كلامه إلا كل قول كريم
إذن فكلمة (كِتَابٌ) تأتي بمعنى (كتابة) وعليه فقوله تعالى: (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ) أي ما كنت تقرأ من قبله من كتابة (وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) أي ولا تكتب كتابة بيمينك (إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) أي لارتاب من يدعون ببطلان القرآن الكريم باعتبار قولهم أنها (أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)
إلا أن قوله (مِن قَبْلِهِ) تحصر عدم إلمامه بالكتابة والقراءة إلى زمن قبل نزول الوحي عليه .. أي أنه تعلم القراءة والكتابة لحظة نزول الوحي عليه .. لأنه بنزول الوحي ملزم بتبليغ القرآن الكريم تلاوة وكتابته حتى ينقل رسم المصحف للمسلمين .. ومعنى أنه تعلم القراءة والكتابة لحظة نزول الوحي عليه أن هذا تم بآية له من الله عز وجل .. وأنه في أقل من طرفة عين محيت اميت تماما وصار قارئا وكاتبا
فمن الملفت أن يطلب منه ربه عز وجل أن يقرأ وهو يعلم أنه لا يقرأ ولا يكتب! .. إلا أنه ربه علمه القراءة والكتابة فصار قادرا على القراءة
فقال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 1؛ 5] فقوله هنا (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) دليل على أنه الله أكرم نبيه عليه الصلاة والسلام .. فقال (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) أي علم نبيه الكتابة بالقلم والقراءة .. وبهذا يكون (عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) وقوله (الْإِنسَانَ) وإن كان لفظ عام إلا أن المراد منه أنه علمك الكتابة والقراءة كما علم كل إنسان غيرك .. أي لم يكن يعلم الكتابة من قبل .. وهذه تعتبر أول آية من الله عز وجل لتأييد نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام
فالذي علمه الكتابة هو الله عز وجل في لحظة فقال له كن فكان
هذا والله أعلم
|