05-02-2015, 09:50 AM
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
أود أن أضيف مسألة غاية في الأهمية يجب مراعاتها وأن لا نغفلها بأي حال على الإطلاق؛
إنطلاقا من قوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) [البقرة: 286] .. وهذه سنة من سنن الله تبارك فلا يكلف بأمر على سبيل الوجوب إلا بما كان في سعة المخلوق
وإذا طبقنا هذه السنة في قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) سنجد أن كلمة (اقْرَأْ) فعل أمر يلزم الوجوب .. فكيف يأمر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام بالقراءة وهو لا يزال أمي عاجز عن الالتزام بالتكليف الموجه إليه بالقراءة؟
فإذا كانت الآيات تنفي أنه كان يتلو ويكتب حتى نزول هذه الآية إذن هذا يلزم منه أنه لحظة نزول قوله (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) صار قارئا لحظتها .. وهذا في حد ذاته آية له من الله عز وجل تجعله في حالة من الخوف مع الاستبشار بأن ما يأتيه من الله عز وجل وليس بفعل شيطان رجيم .. فبداهة الشيطان لن يقول له (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) .. وهذا ما جعله يفزع إلى خديجة عليها السلام والتي بادرت بأخذه إلى الصحابي الجليل ورقة بن نوفل رضي الله عنه وأرضاه .. لكي تجد عنده تفسيرا لما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. لأن ما حدث له لا يمكن أن يكون من الشيطان .. ولن تجد له تفسيرا إلا عند عالم من أهل الكتاب لا من الكهنة والعرافين
عن عائشةَ أمِّ المؤمنين أنها قالت : أولُ ما بُدىء به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من الوحيِ الرؤيا الصالحةُ في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثلَ فلَقِ الصبحِ، ثم حُبِّب إليه الخلاءُ، وكان يخلو بغارِ حِراءَ، فيتحنَّثُ فيه - وهو التعبدُ - الليالي ذواتِ العددِ قبل أن ينزعَ إلى أهله، ويتزوَّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجةَ فيتزوَّد لمثلها، حتى جاءه الحقُّ وهو في غارِ حراءَ، فجاءه الملكُ فقال : اقرأْ، قال : ما أنا بقارئٍ . قال : فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجَهدُ، ثم أرسلَني فقال : اقرأْ، قلتُ ما أنا بقارئٍ، فأخذني فغطّني الثانيةَ حتى بلغ مني الجهدُ، ثم أرسلَني فقال : اقرأْ، فقلتُ : ما أنا بقارئٍ، فأخذني فغطَّني الثالثةَ، ثم أرسلَني فقال : اقرأ باسمِ ربِّك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم .
فرجع بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يرجُف فؤادُه، فدخل على خديجةَ بنتِ خُويلِدٍ رضي الله عنها فقال : زمِّلوني زمِّلوني . فزمَّلوه حتى ذهب عنه الروعُ، فقال لخديجةَ وأخبرها الخبرَ : لقد خشيتُ على نفسي . فقالت خديجةُ : كلا واللهِ ما يخزيك اللهُ أبدًا، إنك لتصلُ الرحِمَ، وتحملُ الكلَّ، وتكسبُ المعدومَ، وتُقري الضيفَ، وتعينُ على نوائب الحقِّ .
فانطلقت به خديجةُ حتى أتت به ورقةَ بنِ نوفلِ بن أسدٍ بن عبدِ العُزى، ابنِ عمِّ خديجةَ، وكان امرءًا تنصَّر في الجاهليةِ، وكان يكتب الكتابَ العبرانيَّ، فيكتب من الإنجيلِ بالعبرانيةِ ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عميَ، فقالت له خديجةُ : يا بنَ عم!ِ، اسمعْ من ابنِ أخيك . فقال له ورقةُ : يا بن أخي ماذا ترى ؟ فأخبرهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خبرَ ما رأى، فقال له ورقةُ : هذا الناموسُ الذي نزل اللهُ به على موسى، يا ليتني فيها جذَعٌ، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومُك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : (أوَمُخرجِيَّ هم؟!) . قال : نعم، لم يأتِ رجل قطُّ بمثل ما جئتَ به إلا عودي، وإن يدركني يومُك أنصرْك نصرًا مؤَزَّرًا . ثم لم ينشب ورقةُ أن توفي، وفترُ الوحيُ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3 خلاصة حكم المحدث : [أورده في صحيحه] وقال : يونس ومعمر (بوادره)
|
السّلام عليك ورحمة الله .
ماذكرتموه احتمال وارد ..
لكن .. تخيّل أنّك كنت جالسا منفردا .. تتأمّل في ملكوت الله .. وبعدها يأتيك أحد .. ويقطع عليك خلوتك .. ويقول لك اقرأ (هذا ماذكر فقط في الرّوايات .. ولم يذكر عن الممّهدات التّي ربّما كانت قد قيلت قبل قول اقرأ .. ) ، فماذا سيكون ردّك ؟ ..ربّما سيكون : ماذا أقرأ ؟ تتساءل .. وهذا أمر طبيعي .. ويعيده عليك ثلاث مرّات .. وأنت تجيبه بنفس الجواب .. وبين كلّ المرّة والأخرى يأخذك ويغطّك (التّي معناها ربّما يحتضنك) .. حتّى يخبرك بما يريده منك أن تقرأه .
لنحاول تحليل الموقف :
عادّة .. الملائكة حين يتمثّلون للرّسل ..هل يتمّثلون بأشكالهم الحقيقية أم يتمثّلون بشرا ؟
هذا اللّقاء كان الأوّل بين جبريل عليه السّلام ومحمد عليه الصلاة والسلام .. هل تمثل له بصورته الحقيقية أم تمثّل له بصورة انسان .. فان كان تمثّل له بصورته الحقيقية فربّما كان النبيّ سيغمى عليه (لأنّه بشر.. فموسى حين كلّمه الله للمرّة الأولى فرّ فزعا ) فان كان تمثّل له بصورة انسان ، كيف يسمح النبيّ محمد لشخص غريب .. لم يره قط جاءه فجأة بأنّ يسأله هذه الأسئلة الغريبة .. وبأن يغطّه .. دون أن يحرّك ساكنا .. دفاعا عن نفسه ..
هناك احتمالان .. ربّما لم يكن هذا هو اللّقاء الأوّل .. أو ربّما أحداث المشهد الحقيقي .. كانت غير ذلك .
* أيضا .. بالنظر الى عبارة : " إنك لتصلُ الرحِمَ، وتحملُ الكلَّ، وتكسبُ المعدومَ، وتُقري الضيفَ، وتعينُ على نوائب الحقِّ ." .. أليس معناها أنّ محمدا كان رجلا جامعا لخصال الخير ..وهذا تعبير عن كلمة " الأُمَّة" .. وهي كلمة أشتقت منها كلمة "أميّ " .
هذا والله أعلم .
|