استهداف الحجر الأسود من قبل السحرة:
فمن يمعن النظر في الأحداث التاريخية، سيجد أن السحرة تمكنوا من توجيه ضربات لا يستهان بتأثيرها وردود فعلها، خاصة إذا طالت تلك الضربات أقدس مقدسات المسلمين، فاليهود وهم سحرة قتلوا الأنبياء، واتبعوا ما تتلوا الشياطين من سحر على ملك سليمان عليه السلام، وسحروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا يجعلنا نتوقع من السحرة ضربات لها وقعها وأثيرها، فالسحر فتنة للساحر ولغير الساحر، إلا من ثبته الله تعالى والتثبيت يكون بالعلم المتخصص، بهدف كشف السحر على حقيقته، حتى نستطيع أن نميز بين السحر والمعجزة.
ففي فترة الخلافة العباسية أوائل القرن الرابع الهجري، ورغم وجود خليفة للمسلمين، ورغم قرب عهدهم بالقرون الثلاثة الأولى، إلا أن هذا كله لم يمنع الشيعة (بصفتهم سحرة) من الاعتداء على الحرم المكي بمن فيه من الحجيج، وتم هذا من خلال من أطلق عليهم القرامطة، حتى طالت أيديهم (الحجر الأسود)، فانتزعوه من مكانه، وأخذوه في حوزتهم ما يزيد عن 21 عاما.
أهم ما يعنينا في هذه الجزئية من البحث هو جوانب قوة القرامطة من حيث معتقداتهم الباطنية المرتبطة بالسحر، وكذلك أصولهم المجوسية، باعتبار أن المجوس اليوم في صورة شيعة إيران هم حليف متضامن مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي تسعى لجمع السحرة من كل أنحاء العالم، وهذا لا يحتاج منا إلى إثبات، ففضيحة إيران جيت تكشف مجموعة وثائقها عن صفقات أسلحة سرية بين طهران وتل أبيب إبان حرب الخليج الأولى ضد العراق. فبأي منطق يكون هناك تعاون تسليحي بين يهودي ومسلم، إلا أن هناك مصالح عسكرية مشتركة، وموالاة بلغت القاع من المستنقع، وبكل بد يتم هذا التعاون بمباركة أمريكية وبريطانية.
فضيحة إيران جيت Iran Gate:
الوثيقة الأولى: هي تلكس يطلب إذنا بالسماح لطائرة من شركة “ميد لاند” البريطانية للقيام برحلة نقل أسلحة أمريكية بين تل أبيب وطهران في الرابع من حزيران (يونيو) 1981م. ومن هذه الوثيقة يثبت أن الأسلحة الإسرائيلية بدأت بالوصول إلى طهران منذ بداية الحرب الإيرانية-العراقية.
الوثيقة الثانية: تقع في ثمان صفحات وهي عبارة عن عقد بين الإسرائيلي يعقوب نمرودي والكولونيل ك.دنغام وقد وقع هذا العقد في يوليو 1981م. و يتضمن بيع أسلحة إسرائيلية بقيمة 135,848,000 دولار. و يحمل العقد توقيع كل من شركة (( اي.دي.اي)) التي تقع في شارع كفرول في تل أبيب ووزارة الدفاع الوطني الإسلامي يمثلها نائب وزير الدفاع الإيراني.
الوثيقة الثالثة: هي رسالة سرية جدا من يعقوب نمرودي إلى نائب وزير الدفاع الإيراني . وفي الرسالة يشرح نمرودي أن السفن التي تحمل صناديق الأسلحة من أمستردام يجب أن تكون جاهزة عند وصول السفن الإسرائيلية إلى ميناء أمستردام.
الوثيقة الرابعة: في هذه الوثيقة هي يطلب نائب وزير الدفاع الإيراني العقيد إيماني من مجلس الدفاع تأجيل الهجوم إلى حين وصول الأسلحة الإسرائيلية.
الوثيقة الخامسة: رسالة جوابية من مجلس الدفاع الإيراني حول الشروط الإيرانية لوقف النار مع العراق وضرورة اجتماع كل من العقيد دنغام والعقيد إيماني. وفي هذا يتضح أن أي هجوم إيراني ضد العراق لم يتحقق إلا بعد وصول شحنة من الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران.
الوثيقة السادسة: رسالة سرية عاجلة تفيد بأن العراق سيقترح وقف إطلاق النار خلال شهر محرم, وان العقيد إيماني يوصي بألا يرفض الإيرانيون فورا هذا الاقتراح لاستغلال الوقت حتى وصول الأسلحة الإسرائيلية.
الوثيقة السابعة: طلب رئيس الوزراء الإيراني من وزارة الدفاع و ضع تقرير حول شراء أسلحة إسرائيلية.
الوثيقة الثامنة: وفيها يشرح العقيد إيماني في البداية المشاكل الاقتصادية والسياسية وطرق حلها , ثم يشرح بأن السلاح سيجري نقلة من إسرائيل إلى نوتردام ثم إلى بندر عباس حيث سيصل في بداية إبريل 1982م.
الوثيقة التاسعة: هي صورة لتأشيرة الدخول الإسرائيلية التي دمغت على جواز سفر صادق طبطبائي قريب آية الله الخميني, الذي قام بزيارة لإسرائيل للاجتماع مع كبار المسئولين الإسرائيليين ونقل رسائل لهم من القادة الإيرانيين.
الوثيقة العاشرة: رسالة وجهها رئيس الوزراء الإيراني في ذلك الوقت حسين موسوي في يوليو 1983م يحث فيها جميع الدوائر الحكومية الإيرانية لبذل أقصى جهودها للحصول على أسلحة أمريكية من أي مكان في العالم, ويضيف أنه على جميع الوزارات والمسئولين أن يضعوا شهريا كشفا بهذه المحاولات.
الوثيقة الحادي عشرة: تلكس إلى مطار فرانكفورت هو رحلة الأربعاء التي تقوم بها طائرات إسرائيلية. وفي الوثيقة تفصيل لأرقام الطائرات التي تهبط في مطار فرانكفورت في الجزء ب5 وقرب البوابة 42 و20 وهنا تبدأ عمليات نقل صناديق الأسلحة مباشرة إلى طائرة إيرانية تنتظر في نفس المكان.
الوثيقة الثانية عشرة: أمر سري من نائب القيادة اللوجستية في الجمهورية الإيرانية يطلب إزالة الإشارات الإسرائيلية عن كل الأسلحة الواردة .
الوثيقة الثالثة عشرة: طلب صرف مليار و 781 مليون ريال إيراني لشراء معدات عسكرية إسرائيلية عبر بريطانيا. (1)
قد يكون ليس من السهل توثيق وجود عناصر مجوسية داخل مراكز الأبحاث السحرية، لسبب هام وهو أهمية دور الشيعة المجوس في منطقة الشرق الأوسط، وقربهم من مقدسات المسلمين، وتمكنهم من الوصول إليها بدون إثارة أدنى ريبة فيهم، وأي كشف لشخصياتهم هو في حقيقته تسريب لمخططاتهم السرية، هذا بخلاف وجود عناصر شيوعية او نصرانية أو يهودية. وحقيقة فمن غير المستبعد احتمال أن يكون الخوميني نفسه كان له مشاركات سرية في تلك الأبحاث السحرية، وأنه تم إعداده كساحر قبل استيلائه على الحكم في إيران. خاصة أنه كان عميلا لوكالة المخابرات المركزية.
آية الله الخوميني
وعلى كل الأحوال، فسياسة إيران الحالية هي امتداد لسياسة الخوميني التي وضعتها أمريكا له مسبقا قبل قيامه بالثورة، لتحد من نشاط الشاه المتجه صوب جارتهم روسيا، بهدف دعمها بالسلاح، حيث كانت إيران في الترتيب من حيث القوة العسكرية إلى السادسة في العالم، مما يهدد المصالح البترولية لأمريكا في جنوب إيران، فكانت الثورة الدينية ضد المد الشيوعي بقيادة الخوميني.
التحالف الأمريكي الشيعي ضد المنطقة:
أما عن المخطط الحالي، فتحت عنوان “سيناريو الحرب مع إسرائيل وحزب الله كان معدا مسبقا” نشرت مجلة البلاغ في عددها 1708 الصادر في رجب 1427هـ الموافق أغسطس 2006م، كتبه يوسف أبو راس قال فيه:
قام ضابط استخبارات بريطاني أشار إلى اسمه بـ”استيفن”!! بتسريب معلومات استخباراتية خطيرة جدًا ومفاجئة للغاية إلى جهة إعلامية بريطانية, وقد تم نشرها في بعض الصحف البريطانية المحلية، ونحن هنا قد اجتهدنا لترجمتها قدر الاستطاعة وحسبما تم ذكره من قِبل ذلك الاستخباري البريطاني..
يقول استيفن: (هناك تقرير استخباري خطير للغاية يوضح خفايا ما جرى ويجري في منطقة الشرق الأوسط، ويذكر التقرير أنه عقب حادثة هجوم 11 سبتمبر، حصلت اتصالات بين الجهات العليا في إيران والولايات المتحدة الأمريكية, حيث قام وفد إيراني حكومي بمقابلة الرئيس الأمريكي وتعزيته على الحادث “الإرهابي” الذي حصل في نيويورك, وقام الإيرانيون بطرح عرض تحالف وتبادل مصالح في منطقة الشرق الأوسط مع أمريكا، وخاصة أن الشيعة مضطهدون ومهددون هناك من قبل “الإرهابيين” السنة، وأن الشيعة لا يؤمنون بالجهاد أبدًا كما في عقيدتهم إلا بخروج المهدي، فمثلاً في أفغانستان تم دحر الشيعة إلى الشمال وتهميشهم، وهناك تهديد من قبل طالبان السنية “الإرهابية” لإيران, وخاصة أن طالبان والمجاهدين قد أصبحوا يمثلون دولة سنية “إرهابية” كبرى، وبالنسبة للعراق فإن الشيعة أيضًا مضطهدون ومحاربون من قبل صدام حسين وحكومته السنية, ولا يزال يمثل تهديدا لإيران, وخاصة أن إيران تعتقد أن نظام صدام يأوي عناصر تنظيم القاعدة، وكذلك الحال في لبنان فإن الشيعة مهمشون وليس لهم حقوق هناك وإلا ما طالبوا إسرائيل بمزارع شبعا التي لا تكاد تذكر، وكذلك الحال في سوريا وفي السعودية وفي البحرين.
وقد اشترطت إيران في ذلك التحالف عدة شروط على أمريكا؛ ومن ضمن تلك الشروط أن تمكنها أمريكا من الحكم في أفغانستان والعراق ولبنان وسوريا والبحرين، وأيضا اشترطوا ألا تتعرض أمريكا للمنظمات الشيعية حول العالم، وعدم اتهامها بالإرهاب وعدم تجميد أرصدتها, ومن ضمن تلك المنظمات حزب الله في لبنان، وهذا ما تحقق؛ حيث تم تجميد أرصدة جميع المنظمات الإسلامية السنية وشطبها من الوجود عبر التعاون الدولي مع الدول المستضيفة لتلك المنظمات، وبقيت فقط المنظمات الشيعية ومن ضمنها حزب الله رغم قوته وتهديده المعلن دوما للحليف الاستراتيجي لأمريكا “إسرائيل”، حتى إن حزب الله استطاع أن يفتتح قناة خاصة به وبموافقة أمريكية وبوساطة إيرانية، وبعد هذا كله فإن إيران نبهت أمريكا إلى نقطة مهمة جدا في قوة تأثيرها في هذا التحالف, وهي أن الشيعة في أي مكان وأي أرض لهم ولاء وطاعة عمياء للأئمة والمراجع الشيعية في إيران وينفذون أوامرهم وتوصياتهم دون أي تردد وذلك من منطلق ديني عقدي شيعي، ويستفاد من ذلك أن أمريكا إذا قررت غزو أي أرض يوجد بها شيعة فإنه سيسهل لأمريكا تلك المهمة عبر توجيهات إيران لأتباعها المطيعين من الشيعة في أفغانستان أو العراق أو لبنان أو سوريا أو البحرين أو السعودية.
وعند رغبة أمريكا في غزو أفغانستان فإن التنسيق سيتم مع شيعة أفغانستان في الشمال, ولن يذعن الشيعة هناك لأمريكا إلا بتوجيه من مرجعياتهم في إيران, وهذا ما حصل بالفعل, وقد تابع العالم تلك الأحداث بكل وضوح, ورأى كيف تولى حزب الشمال الشيعي القتال نيابة عن الأمريكان، وقد قام الأمريكان بمدهم بالسلاح والمال وتغطيتهم بالضربات الجوية لصفوف الطالبان.
وكذلك الحال في العراق؛ فإن الشيعة هناك لهم تعداد كبير للغاية ولن يذعنوا لأمريكا إلا بتوجيه من مرجعياتهم في إيران، وهذا ما حصل والذي تسبب في انهيار سريع للجيش العراقي بسبب خيانة الشيعة للحكومة وتحالفهم مع الأمريكان في ضرب الجيش من الخلف ونشر الإشاعات والمعلومات المغلوطة في أوساط الجيش, والذي سهل وعجل بالاحتلال الأمريكي، وقد أوفت أمريكا لإيران ومكنت الشيعة من الإمساك بالحكم هناك كما فعلت في أفغانستان أيضا, وقد اشترط الأمريكان أن يكون هناك إشراف أمريكي مباشر لضمان عدم الغدر, وهذا قائم أيضًا في أفغانستان والعراق حاليًا.
وبعد ذلك تأتي الخطة الأمريكية الإيرانية الجديدة لإخراج سوريا من لبنان وافتعال المشاكل معه وذلك بتنسيق إيراني أيضًا، حيث تم اغتيال رفيق الحريري عبر عملاء من جهاز الاستخبارات الشيعي الإيراني, وبذلك تحقق طرد سوريا من لبنان, وأيضًا وجد سبب لإثارة المشاكل والتهديدات لسوريا عبر اتهامها باغتيال الحريري.
وبعد ذلك تم رسم خطة لحرب لبنان ومحاولة احتلاله عبر إسرائيل بالتنسيق الإيراني الأمريكي مع حزب الله الفرع الإيراني في لبنان، حيث يبدأ السيناريو باختطاف جنود إسرائيليين من قبل حزب الله ليكون هناك ذريعة لغزو لبنان والبدء بالخطة، بعد ذلك تحتل إسرائيل لبنان ويتم مطالبة إسرائيل بالانسحاب من قبل المجتمع الدولي واستبدالها بالقوات الدولية الذي سيمهد لأمريكا تمكين الشيعة فيما بعد من حكم لبنان حسب الاتفاق الأمريكي الإيراني، وبذلك يضمن اليهود سلاما لحدودهم؛ حيث إن الشيعة لا يعترفون بالجهاد ولا يدعون إليه كما هو حال أهل السنة, وهذا ما يدور حاليا هذه الأيام.
وقد تم رسم سيناريو الحرب مع إسرائيل وحزب الله مسبقًا عبر خبراء حرب ومنتجي الخيال الحربي, وقد اشترطت إسرائيل على أمريكا أن يلتزم حزب الله بإطلاق الصواريخ حسب المواقع المحددة له مسبقا في الخريطة الحربية المرسومة, وتلتزم إسرائيل بعدم التعرض لقوات حزب الله، ولكنها ستتعرض فقط للمناطق التي تؤوي السنة تحديدا حسب توصيات السيناريو الإيراني الأمريكي ومن ضمنها مواقع منظمة فجر السنية والمقاومة الإسلامية السنية في جنوب لبنان وحسب الخرائط التي زودها بها حزب الله والتي تبين مواقع تلك المنظمات.
وبعد ذلك يأتي الدور السوري بعد لبنان, وهناك ترتيبات إيرانية قائمة حاليًا مع أتباعها الشيعة السوريين للاستعداد لتلك المرحلة القادمة، والتي ستمكن الشيعة أيضًا حسب الاتفاق الأمريكي الإيراني من الحكم والسيطرة على سوريا.
وعند ذلك تتحقق نظرية “فكي الكماشة” وهي إيران أفغانستان العراق لبنان سوريا وبذلك يمكن أن تأكل الكماشة ما بين فكيها وهي “دول البترول الخليجي”, وهنا يقف المد الإيراني الشيعي حسب الاتفاق الأمريكي ما عدا منطقة واحدة صغيرة ستقوم أمريكا بمنحها هدية لحليفتها إيران في منطقة الخليج وهي دولة البحرين، حيث سيتم القيام بثورة شيعية كبرى ويتم تنحية ملك البحرين بمباركة أمريكية، وأما بالنسبة لما تبقى من دول الخليج واليمن فسيتم صياغة الأوضاع والحكم فيها حسب إستراتيجية أمريكية سرية لا يمكن الإفصاح عنها في ذلك الاتفاق التحالفي.
هذا, وقد خافت حكومة إيران من انكشاف دورها فيما يجري من أحداث وانكشاف سر تحالفها مع أمريكا، فطالبت حليفتها أمريكا بإثارة زوبعة موضوع التسلح النووي الإيراني لكسب تعاطف العرب مع إيران وإبعاد الشك عنها وتصويرها كعدو قوي للأمريكان في المنطقة, ولكن بشرط عدم الضغط الأمريكي المفرط على إيران، حيث إن المصالح أصبحت مشتركة، وهذا ما تم بالفعل, وقد تم أداء المشهد التمثيلي ببراعة وإتقان, واستطاع أحمدي نجاد إيهام الرأي العام العالمي بأنه العدو الأول لأمريكا عبر تهديداته الشمشونية والتي لم يجرؤ أن يهدد بمثلها تشابيث فنزويلا. هذا, وقد أعطت الحكومة الأمريكية مؤخرًا الضوء الأخضر لوزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس بالتصريح للعالم عقب البدء بحرب لبنان أنه قد حان الآن الوقت لوجود شرق أوسط جديد، وذلك لتهيئة الجميع لما تبقى من سيناريو سيتم تنفيذه). (2)
موقف الشيعة من السحر:
والذي يعزز من هذا الافتراض أن من يتتبع الفتاوى الصادرة عن الخوميني والمتعلقة بالسحر يجد أنه يرى وجوب تعلم السحر بمبررات توافق مصالحه الشيعية. فيقول في (تحرير الوسيلة) ضمن كتاب الحدود: (ولو تعلم السحر لإبطال مدعي النبوة فلا بأس به, بل ربما يجب). ويقول أيضا: (يحرم تعليم وتعلم السحر, إلا إذا كان لغرض عقلائي مشروع، وكان بالطرق المحللة شرعا)، ويقصد بالطرق المحللة أي ما هي حلال من قبل الشرائع الشيعي، لا المحرمة من الكتاب والسنة. وكتبهم تفيض بالسحر، بما يقوم به الدليل على كونهم سحرة، ودرءا للفتن فلسنا بحاجة لنشر نماذج من سحرهم، فشبكة المعلومات تحوي صورا وفيرة تفضح محتوى كتبهم، وتثبت ضلوعهم في السحر، فهذه مسألة محسومة نهائيا.
ففقهاء الشيعة لم يحددوا ماهية السحر المحرم، لكن مدوناتهم هي في حد ذاتها نوع من أنواع السحر، والمنتشر بين أيدي الصوفية في شكل أوراد مخصوصة لأغراض محدودة، مثل كتاب “شمس المعارف الكبرى”، و”منبع أصول الحكمة” للساحر أحمد البوني، وقد حذر العلماء جميعهم من مؤلفاته وكتبه. فهم يقولون: (من أجل دفع كيد سحر السحرة ودفع إغواء الناس يجوز تعلم السحر لإبطال سحر السحرة, بل يرتفع الجواز أحيانا إلى حد الوجوب الكفائي لإحباط كيد الكائدين والحيلولة دون نزول الأذى بالناس من قبل المحتالين. وعلى كل حال, يدل على جوازه ما ورد في قصة هاروت وماروت في القرآن الكريم). (3) واستشهادهم بقصة هاروت وماروت باطل، لأنهما كانا يعلمان الجن علما شرعيا منزل عليهما من الله تبارك وتعالى، يفوق علم السحر قوة، ولكن السحرة خلطوه بعلوم السحر، فصاروا يستخدمون العلم الحلال في أمور محرمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ