عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-17-2015, 09:45 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

سرقة القرامطة للحجر الأسود بتوجيه من إبليس:
والمعروف عن القرامطة أنهم كانوا يجحدون شعائر الإسلام كلها خصوصًا شعائر الحج والتي قالوا عنه أنها شعائر جاهلية وثنية لذلك فلقد عملوا دائمًا على قطع طريق حجاج العراق، وفتكوا عدة مرات بركب الحجيج، وكانوا يخططون لهدف أعلى إلا وهو تحويل الناس من التوجه للكعبة بمكة إلى بيت بمدينة “هجر” بناه أبو سعيد الجنابي، ودعى الناس للحج إليه بدلاً من الكعبة، ولما رأى أن الناس لا يستجيبون لكفره وضلاله احتار في أمره فجاءه إبليس لعنه الله وتمثل له في صورة ناصح أمين وقال له: “إن الناس لن يأتوا إلى بيت هجر إلا إذا كان به “الحجر الأسود” الموجود بالكعبة، ولابد من سرقة هذا الحجر”. فشرع أبو عبيد في خطته ولكنه اصطدم بقوة أوضاع الخليفة العباسي وقتها، وظل هكذا حتى مات وجاء من بعده ولده أبو طاهر، وكان صاحب شخصية شريرة حاقدة في قمة الشجاعة والجراءة .
حدث أن وقع انقلاب على الخليفة العباسي المقتدر بالله عن طريق قائد جيشه ووزيره وعزلوه من منصبه وعينوا أخاه القاهر مكانه وحدثت اضطرابات شديدة بالأمصار الإسلامية، واستغل أبو طاهر هذا الفساد الواقع بين المسلمين لتنفيذ خطته الشريرة في سرقة الحجر الأسود . (1)
وقعت سنة 317 هـ حادثة القرامطة في المسجد الحرام، وهي حادثة مشهورة، والقرامطة تنسب إلى رجل من سواد الكوفة يقال له: (قرمط)، دعا إلى الزندقة والكفر الصريح، وهم الباطنية، وقتله المكتفي بالله العباسي سنة 293 هـ.
وكان من القرامطة عدو الله ملك البحرين أبو طاهر القرمطي سليمان ابن أبي سعيد الذي تولى العدوان على بيت الله الحرام، ففي سنة 317 هـ لم يشعر الناس يوم الاثنين يوم التروية ـ وقيل: يوم السابع من ذي الحجة ـ إلا وقد وافاهم عدو الله أبو طاهر القرمطي في تسعمائة من أصحابه، فدخلوا المسجد الحرام وأسرف هو وأصحابه في قتل الحجاج في الحرم، وردم بهم بئر زمزم، كما قتل غيرهم في سكك مكة وما حولها زهاء ثلاثين ألفًا، وفعل أفعالاً منكرة.
ثم جاء إلى الحجر الأسود، فضربه بدبوس فكسره، ثم قلعه بعد صلاة العصر من يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، وانصرف إلى بلده هجر (البحرين) وحمل معه الحجر، يريد أن يجعل الحج عنده، لكنه خاب وخسر كما خاب قبله أبرهة الأشرم. قيل إنه هلك في نقل الحجر الأسود تحته أربعون جملاً، فلما أعيد كان على قعود ضعيف فسمن.
وبقي موضع الحجر الأسود من الكعبة المعظمة خاليًا، يضع الناس فيه أيديهم للتبرك، إلى حين رد إلى موضعه من الكعبة المشرفة، وذلك يوم الثلاثاء يوم النحر من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وذلك بعد أن هلك أبو طاهر القرمطي سنة 332 هـ، فرده سنبر بن الحسن القرمطي، حيث وافى به مكة، فأظهره بفناء الكعبة، ومعه أمير مكة، وكان على الحجر ضبات فضة قد عملت عليه من طوله وعرضه، تضبط شقوقًا حدثت عليه بعد قلعه، وأحضر معه جصًا يشد به، فوضع سنبر القرمطي الحجر بيده، وشده الصانع بالجص، وقال سنبر لما رده: أخذناه بقدرة الله، ورددناه بمشيئة الله. ونظر الناس إلى الحجر، فتبينوه وقبلوه واستلموه، وحمدوا الله تعالى. وكان مدة كينونته عند القرمطي وأصحابه اثنتين وعشرين سنة إلا أربعة أيام. (2)
خرج ركب الحجاج من كل مكان فوصلوا إلى مكة سالمين واجتمعوا كلهم في يوم التروية وهم لا يدرون بما هو مقدور لهم، حيث كان القرمطي الكافر في انتظارهم فهجم عليهم في يوم 8 ذي الحجة سنة 317 هـ فانتهب أموالهم واستباح دماءهم وقتلوا في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الحرم والكعبة أكثر من ثلاثين ألفًا من المسلمين والمجرم الكافر أبو طاهر جالس على باب الكعبة والرقاب تتطاير من حوله في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم من أشرف الأيام يوم التروية والكافر ينشد :
أنا بالله وبالله أنا *** يخلق الخلق وأفنيهم أنا
والناس يفرون ويتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئًا بل يقتلون وهم كذلك . فلما قضى الكافر المجرم فعلته الشنيعة بالحجاج أمر بأن تدفن القتلى في بئر زمزم ودفن كثيرًا منهم في أماكنهم في المسجد الحرام، ويا حبذا تلك القتلة، وذلك المدفن والقبر، وهدم قبة زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها وشققها بين أصحابه، وأمر رجلاً أن يصعد على ميزاب الكعبة يقلعه فسقط على أم رأسه فمات في الحال، ثم أمر بعد ذلك بقلع الحجر الأسود فجاءه رجل فضربه بسلاحه، وهو يقول: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود، وأخذوه إلى بلادهم وخرجوا وهم يقولون :
فلو كان هذا البيت لله ربنا *** لصب علينا النار من فوقنا صبًا
لأنا حججنا حجة جاهلية *** محللة لم تبق شرقًا ولا غربًا
وإنا تركنا بين زمزم والصفا *** جنائز لا تبغي سوى ربها ربًا
حاول أمير مكة هو وأهل بيته وجنده أن يمنع القرامطة من أخذ الحجر الأسود وعرض عليه جميع ماله ليرد الحجر فأبى القرمطي اللعين فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته، ولم يستطع أحد أن يمنع تلك المجزرة البشعة ولا السرقة الشنيعة .
ظل الحجر الأسود موجودًا عند القرامطة بمدينة [هجر] طيلة اثني وعشرين سنة بعد أمر من الخليفة الفاطمي في مصر بذلك، وسبق أن عرضنا للعلاقة بين القرامطة والفاطميين وأن كلاهما باطني ملحد مجرم كافر، وكان الأمير التركي [بجكم] قد عرض عليهم خمسين ألف دينار ليردوا الحجر، ولكنهم رفضوا وقالوا [نحن أخذناه بأمر فلا نرده إلا بأمر من أخذناه بأمره [يقصد الخليفة الفاطمي] . (3)
هل تم تبديل الحجر الأسود؟:
سائد بكداش في كتابه “فضل الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام” يقول: (وقال المؤرخ محمد طاهر الكردي المتوفى سنة 1400 هـ رحمه الله تعالى: والذي يظهر من الحجر الأسود الآن في زماننا “منتصف القرن الرابع عشر الهجري” ونستلمه ونقبله: ثماني قطع صغار مختلفة الحجم، أكبرها بقدر التمرة الواحدة، كانت قد تساقطت منه حين الاعتداءات عليه من بعض الجهال والمعتدين في الأزمان السابقة. وقد كان عدد القطع الظاهرة منه خمس عشرة قطعة، وذلك منذ خمسين سنة، أي: أوائل القرن الرابع عشر للهجرة، ثم نقصت هذه القطع بسبب الإصلاحات التي تحدث في إطار الحجر الأسود، فما صغر ورق عجن بالشمع والمسك والعنبر، ووضع أيضا على الحجر الكريم نفسه.
وعلى هذا فما هو داخل الإطار الفضي للحجر السود الآن، غالبه ليس من الحجر الأسود، إنما الحجر هو بطول ذراع مغروس في بناء الكعبة المشرفة كما تقدم، ورأسه الأسود تفتت خلال هذه الأزمنة، فما بقي من رأسه وهي القطع الثمانية التي ذكرها المؤرخ الشيخ محمد طاهر الكردي رحمه الله، عجن لها معجون أسود، ووضعت هذه الثمانية قس وسط هذا المعجون داخل الإطار الفضي.
لذا فمن أراد تقبيل الحجر الأسود فليلحظ هذه القطع في وسط هذا المعجون، وهذا ما غاب عن كثير من الناس، حيث يظنون أن ما هو داخل الإطار الفضي كله من الحجر الأسود، وحقيقة الأمر ما تقدم). (4)
ومع هلاك سليمان القرمطي عام 331هـ وانقسام الحكم بين أبنائه، خفّت قوّة القرامطة وتهديدهم لدولة الإسلام، واقتصرت أعمالهم على قطع الطريق وبعض الهجمات الخفيفة لتأمين مصدرٍ لعيشهم. وقد كان الزمن كفيلاً بزيادة ضعفهم وحاجتهم إلى المال، فما أتى عام 339هـ حتّى استبدلوا الحجر الأسود بخمسين ألف دينار أعطاهم إيّاها الخليفة المطيع. (5)
وهذا كلام فيه نظر، لأن دفع مبلغ خمسين ألف دينار لدولة تشكو الفاقة، وتحتاج إلى المال لدعم اقتصادها، يعد مبلغا زهيدا جدا، خاصة وأن في يدها الحجر الأسود، وهو أثمن عند المسلمين من أنفسهم. فكان جديرا بالقرامطة أن يساوموا على الحجر الأسود في مقابل ما هو أكثر من هذا المبلغ الزهيد، على الأقل يطلبوا وزنه ذهبا، ولو باعوه لليهود لحصلوا يقينا على مبلغ أكثر بكثير جدا مما دفعه المسلمون. فقبولهم خمسين ألف درهم هو في حقيقته موقف تحوم حوله الشبهات، تنقطع لو أن المسلمون انتزعوا الحجر الأسود من أيدي القرامطة بالقوة على حين غرة.
فكيف تأكد المسلمون من أن الحجر المستلم هو نفسه الحجر المسروق بعد أكثر من إحدى وعشرين سنة؟ فمن رأوا الحجر قبل سرقته منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، فهل تتسع ذاكرتهم لحفظ تفاصيل الحجر؟ خاصة أن الأحجار كلها تتشابه مع بعضها البعض. هذه أسئلة بحاجة إلى تأصيل تاريخي. قال محمد بن نافع الخزاعي حين رد القرامطة الحجر الأسود سنة 339 هـ فعاينه قبل وضعه في محله وقال: تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع، فإذا السواد في رأسه فقط، وسائره أبيض، وطوره قدر ذراع. (6) لكنه لم يذكر إن تم التأكد من كونه الحجر المسروق أم لا.
ويقال أن القرامطة حاولوا غش المسلمين فيه، فجاءوا بحجر مماثل له، قال جلال السيوطي: يقال إنه لما اشترى المطيع لله الحجر الأسود من أبي طاهر القرمطي جاء عبد الله بن عُكيم المحدث وقال: إن لنا في حجرنا آيتين: إنه يطفو على الماء، ولا يحمو بالنار، فأتى بحجر مضمخ بالطيب مغشي بالديباج ليوهموه بذلك، فوضعوه في الماء فغرق، ثم جعلوه في النار فكاد أن يتشقق ، ثم أتي بحجر آخر ففعل به ما فعل بما قبله فوقع له ما وقع له، ثم أتي بالحجر الأسود فوضع في الماء فطفا، ووضع في النار فلم يحم، فقال عبد الله: هذا حجرنا، فعند ذلك عجب أبو طاهر القرمطي وقال: من أين لكم؟ فقال عبد الله: ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حجر الأسود يمين الله في أرضه يأتي يوم القيامة له لسان يشهد لمن قبَّله بحق أو باطل لا يغرق في الماء ولا يحمى بالنار) فقال أبو طاهر: هذا دين مضبوط بالنقل. (7)
إن صح ما نقله جلال السيوطي من قصة الكشف على الحجر الأسود فإن هذا الحديث الذي يقول: (لا يغرق في الماء ولا يحمى بالنار) لا أصل له في السنة. وإن كانت هاتين الآيتين متعارفا عليهما لكان من باب أولى أن يعرفها أبي طاهر القرمطي. وإن طفا الحجر على الماء، ولم يحمى بالنار، فمن الممكن للسحرة أن يفعلوا هذا بأي حجر شاءوا، خاصة وأن القرامطة ضليعين في السحر. وإن كان قوله (لا يغرق في الماء ولا يحمى بالنار) لا أصل له، فهذا يدل على احد أمرين: إما أن المسلمون هنا تعرضوا لخدعة بالفعل، فتم إقناعهم باسترداد الحجر الأسود، وإما أن قصة اختبار الحجر ملفقة بالكامل، ولا صحة لها.
من الممكن أن يسرق الحجر الأسود كما ثبت تاريخيا، لكن مسألة قبوله للكسر والتفتيت تثير الشكوك، خاصة أنه لم يبقى ظاهرا منه إلا مجرد ثمانية فصوص فقط، فهذا يتعارض وإرجاع جبريل عليه السلام له من حيث جاء به. فقد أخرج الأزرقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي لله عنهما قال: (نزل جبريل عليه السلام بهذا الحجر “الأسود” من الجنة، فتمتعوا بهن فإنكم لا تزالون بخير ما دام بين أظهركم، فإنه يوشك أن يأتي يوم فيرجع به من حيث جاء به). هذا كلام يلزم منه أن الحجر موجود بالكامل بدون نقصان، فلا يتفق النص مع بقاء ثمانية فصوص فقط، هذا بخلاف ما هو داخل جدار الكعبة.
الحجر الأسود الجزء الداخل منه في جدار الكعبة .. لاحظ التصدعات في الحجر
وعلى فرض إمكان تعرض الحجر للتفتيت، فكما أثبتنا بأثر يحتج به أن الكعبة ستنسف، فطالما أن الحجر تهشم وضاعت أجزاء منه، حتى أنه لم يبقى ظاهرا منه إلا ثمانية فصوص فقط، إذا فحتما سينسف الحجر تبعا لنسف الكعبة، وبالتالي فمن البديهي أن نفقد الثمانية فصوص، وما تبقى منه داخل جدار الكعبة. وهذا يعني كارثة لا معنى لها إلا فناء الحجر الأسود، وهذا يتعارض مع رجوع جبريل عليه السلام بالحجر إلى الجنة، أي أن الحجر غير قابل للكسر والتهشيم، ولا يمكن نسفه، وبالتالي فمن المستحيل أن يفنى الحجر الأسود. إذا فالسؤال الذي يفرض نفسه هل تم استبدال الحجر الأسود؟ وفي حوزة من كان طيلة القرون الماضية؟
الاعتداءات المتكررة على الحجر الأسود:
_ حادثة بفعل رجل نصراني من الروم سنة 363 هـ:
ذكر ابن فهد المكي في كتابه: (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) في حوادث سنة 363 هـ قال: بينما الناس في وقت القيلولة وشدة الحر، وما يطوف إلا رجل أو رجلان، فإذا رجل عليه طمران “ثوبان قديمان” مشتمل على رأسه ببرد “كساء” يسير رويدًا، حتى إذا دنا من الركن الأسود، ولا يعلم ما يريد، فأخذ معولاً وضرب الركن ضربة شديدة حتى خفته الخفتة التي فيه، ثم رفع يده ثانيًا يريد ضربه، فابتدره رجل من السكاسك من أهل اليمن، حين رآه وهو يطوف، فطعنه طعنة عظيمة بالخنجر حتى أسقطه، فأقبل الناس من نواحي المسجد فنظروه، فإذا هو رجل رومي جاء من أرض الروم، وقد جعل له مال كثير على ذهاب الركن، ومعه معول عظيم قد حدده، وذكر بالذكر ( أي صير فولاذًا صلبًا ـ، وقتل الذي أردا ذهاب الركن وكفى الله شره.
قال فأخرج من المسجد الحرام، وجمع حطب كثير فأحرق في النار).ا هـ
_ حادثة على يد ملحد استغواه الحاكم العبيدي في مصر سنة 413 هـ:
قال ابن فهد المكي رحمه الله في حوادث سمنة 413 هـ: (وفيها على ما قال الذهبي وابن الجوزي، وفي التي بعدها على ما قاله ابن الأثير، في يوم الجمعة يوم النفر الأول، ولم يكن رجع الناس بعد من منى، عمد بعض الملاحدة الذين استغواهم الحاكم العبيدي في مصر، وأفسد ديانتهم، وهو تام القامة جسيمًا طويلاً، وبإحدى يديه سيف مسلول، وبالأخرى دبوس، بعدما فرغ الإمام من الصلاة، فصد الحجر الأسود كأنه يستلمه، فضرب وجه الحجر ثلاث ضربات متوالية بالدبوس، فتنخش وجه الحجر في وسطه، وتقشر من تلك الضربات، وتساقط منه ثلاث شظايا، واحدة فوق الأخرى، فكأنه ثقب ثلاث ثقوب، ما تدخل الأنملة في كل ثقب، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وصارت فيه شقوق يمينًا وشمالاً، وخرج مكسره أسمر يضرب إلى صفرة. وقال إلى متى يعبد الحجر الأسود؟ ولا محمد ولا علي يمنعني عما افعله، فإني أريد ليوم أن أهدم البيت وأرفعه.
فاتقاه أكثر الحاضرين، وخافوه وتراجعوا عنه، وكاد أن يفلت، وكان على باب المسجد عشرة من الفرسان على أن ينصروه، فاحتسب رجل من أهل اليمن أو من مكة أو من غيرها، وثار به فوجأه بخنجر، واحتوشه الناس فقتلوه، ثم تكاثروا عليه فقطعوه وأحرقوه بالنار. وقتل جماعة ممن اتهم بمصاحبته ومعاونته على ذلك المنكر، وأحرقوهم بالنار، وكان الظاهر منهم أكثر من عشرين، غير ما اختفى منهم. وأقام الحجر الأسود على ذلك يومين، ثم إن بعض بني شيبة جمعوا ما وجدوا مما سقط منه، وعجنوه بالمسك واللك ـ صبغ أحمر ـ وحشيت الشقوق.
_حادثة على يد مجذوب عراقي أعجمي سنة 990 هـ:
ذكر الإمام ابن علان في كتابه (العلم المفرد في فضل الحجر الأسود: أنه في عشر التسعين وتسعمائة جاء رجل عراقي أعجمي، وكان منجذبًا، فضرب الحجر الأسود بدبوس في يده، وكان عند البيت الأمير ناصر جاوش حاضرًا، فوجأ ذلك الأعجمي بالخنجر فقتله. ا هـ.
_ حادثة على يد رجل فارسي من بلاد الأفغان سنة 1351 هـ:
قال الشيخ حسين باسلامة المتوفى سنة 1356 هـ رحمه الله تعالى: ومما هو جدير بالذكر ما وقع في عصرنا الحاضر في آخر شهر محرم سنة 1351 هـ، وذلك أنه جاء رجل فارسي من بلاد الأفغان، فاقتلع قطعة من الحجر الأسود، وسرق قطعة من ستارة الكعبة، وقطعة من فضة من مدرج الكعبة الذي هو بين بئر زمزم وباب بني شيبة، فشعر به حرس المسجد فاعتقلوه، ثم أعدم عقوبة له، كما أعدم من تجرأ قبله على الحجر الأسود بقلع أو تكسير أو سرقة). (8)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[2] بكداش: سائد/ فضل الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام/ ط: 6/ دار البشائر الإسلامية _ بيروت. (صفحة: 30، 32)
[4] فضل الحجر الأسود. (صفحة: 38، 39).
[6] فضل الحجر الأسود. (صفحة: 37).
[8] فضل الحجر الأسود. (صفحة: 32: 34).



رد مع اقتباس