07-02-2015, 06:05 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
وقال تعالى: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) [لقمان: 19] فقال صوت الحمير ولم يقل كلام الحمير .. وهنا شبه صوت البشر الذين يرفعون أصواتهم بالكلام بأصوات الحمير الصاخبة .. أي شبه منطق البشر بمنطق الحمير .. كلام البشر الصاخب في مقابل نهيق الحمير الصاخب
والأصنام حجارة صماء لا تنطق .. قال تعالى: (قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ) [الأنبياء: 63؛ 65]
وقال تعالى: (فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ * فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ) [الصافات: 91؛ 93]
والجلود رفم أنها صماء لا تنطق إلا أنها ستنطق وتشهد على الكافرين لقوله تعالى: (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) [فصلت: 21]
فالبشر ينطقون ومنطقهم الكلام فقال تعالى: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) [الذاريات: 23]
وقوله تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ) [النجم: 3، 4] أعمق دلالة وبلاغة من لو قال " وما يتكلم عن الهوى" فأي صوت يصدر من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون عن هوى إنما منطقه أي صوته وهو أي حرف من كلامه (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ) من الله عز وجل
كما في قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * هَٰذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ) [المرسلات: 35] أي يوم لا يصدر منهم صوت
فصوت البشر هو منطقهم وهو الكلام .. ومفرده كلمة وهي إما اسم أو فعل وأدناه الحرف ..
ففي لسان العرب: "الجوهري: الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير، والكَلِمُ لا يكون أقل من ثلاث كلمات لأَنه جمع كلمة مثل نَبِقة ونَبِق، ولهذا قال سيبويه: هذا باب علم ما الكلِمُ من العربية، ولم يقل ما الكلام لأنه أَراد نفس ثلاثة أَشياء: الاسم والفِعْل والحَرف، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة،...." ا. هـ
|