07-03-2015, 05:18 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل بالله
اذن يوجد رسل في عالم الجن بما أن الهدهد كان رسولا ؟؟
|
عن يقين قاطع يوجد رسل وأنبياء من الجن ليس عن اجتهاد أو استنباط وإنما عن صريح نص كلام الله تبارك وتعالى في قوله: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ) [الأنعام: 130] .. فالنص غاية في الصراحة والوضوح فالرسل أعم والأنبياء أخص .. وحين قال (رُسُلٌ) شمل اللفظ الأخص وهم الأنبياء الذين أنزلت عليهم الكتب
والرسول هو كل من يبلغ عمن أرسله .. وهذه كانت مهمة رسل الله تبارك وتعالى (يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا) .. لكن الهدهد في الآية الكريمة لم يكن مرسل من الله عز وجل إلى ملكة سبأ .. وإنما أرسله سليمان عليه السلام .. فهو رسول سليمان عليه السلام وليس رسول الله تبارك وتعالى .. والشاهد هو قول سليمان عليه السلام للهدهد من قول تعالى: (اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) [النمل: 28]
فالهدهد كان يتنقل جيئة وذهابا عدة مرات بين مملكة سليمان عليه السلام وبين ممكلة سبأ .. وهذا مستبعد أن يتم إن كانت المسافة كبيرة بين المملكتين .. إلا أن يكون الهدهد من الجن بل ومملكة سبأ المذكورة في القرآن هي مملكة من ممالك الجن .. فحينها يمكن للجني التنقل بين الممالك في لمح البصر .. فالجن غير خاضعين لنفس القوانين الفيزيائية والطبيعية الخاضع لها البشر
وإلا لو كانت مملكة سبأ من ممالك البشر لاستغرقت الأحداث سنوات حتى تتم .. لكن طلب سليمان عليه السلام بأن يأتيه عرشها قبل أن يأتوه مسلمين دليل على أن الأحداث كانت سريعة جدا وهذا ما أبهر الملكة ودفعها للإسلام فقال تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) [النمل: 38] .. وسر تعجله بالإتيان بعرشها قبل أن يأتوه مسلمين هو سرعة انتقالهم إليهم مما قبل أن يترد إليه طرفه فيريد أن يسبقهم .. لذلك كان أو المتطوعين عفريت من الجن فما أسهل لجني أن ينقل شيئا من عالم الجن لقوله تعالى: (قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) [النمل: 39]
لكن كان هناك من الجن من لديهم علم مقارنة بقوة العفريت فغلب العلم القوة لقوله تعالى: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 80] .. فهذا الذي لديه علم من الكتاب هو من صالحي الجن وفي منزلة الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم فلا يمكن أن يكون (عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ) دون أن يكون مؤهلا لهذه المنزلة وهي منزلة الملائكة عليهم السلام
كل ما سبق ذكره يشير ضمنا أن القصة كلها دارات بين عالم الجن والإنس .. وأن الهدهد والملكة وقومها كلهم كانوا من الجن .. فلا يمكن أن يكونوا بشرا بحسب الأساطير والإسرائيليات التي تذخر بها كتب التفسير ولا تستند لا لكتاب الله ولا للسنة النبوية
|