07-04-2015, 11:30 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
صور وتفاصيل الكنز الضخم الذي وجد في البحر قرب قيساريا
اكبر ثروة من عملات الذهب حتى الآن في إسرائيل عثر عليها في قاع ميناء قيسارية الأثري. مجموعة من الغطاسين الذين يمارسون الغطس في نادي قيسارية، هم الذين عثرو على الكنز الضائع. وفقا لأقوالهم، أعتقدوا في البدية ان العملات ليست حقيقية بل هي لعبة . فقط بعد ان تأكدو بان الكنز حقيقيا، أخذو البعض من العملات الى الشاطئ لتبليغ مدير نادي الغطس، الذي قام بدوره بتبليغ الوحدة للآثار البحرية في سلطة الآثار. بعد إستعدادات سريعة خرج غطاسو سلطة الآثار الى الموقع حيث عثروا بمساعدة جاهز كاشف للمعادن، عن 2000 عملة نقدية من قيمة الدينار، نصف وربع الدينار، في أحجام وأوزان مختلفة.
يقول يعقوب شرفيط، مدير الوحدة للآثار البحرية في سلطة الآثار، ما عثر عليه هنا هو دليل مميز ونادر جدا عن الحياة في العصور القديمة، والتي كشفت عنها العاصفة البحرية. "العثور على ثروة كبيرة من النقود التي كانت لها قية اقتصادية عالية، تشير الى وجود اكثر من احتمال لوجوده في قاع البحر: من المحتمل انها سفينة غارقة بالموقع، التي حملت معها اوال الضرائب الى السلطة المركزية في مصر، ومن المحتمل أيضا انها كانت العملات لدفع أجور جنود الجيش الفاطمي الذين كانوا في قيسارية للدفاع عن المدينة وحراستها. إحتمال آخر ان تلك النقود تابعة لخزينة سفينة تجارية التي عملت مع مدن الشاطئ في البحر المتوسط وغرقت في هذه المنطقة. الوحدة للآثار البحرية في سلطة الآثار سوف تباشر الحفريات في الموقع على أمل ان تفك رموز الأحجية وتنال الإجابات على تلك الأسئلة.
وفقا لأقوال "روبرت كوول"، خبير العملات النقدية في سلطة الآثار، "العملات الذهبية التي عثر عليها في حالة ممتازة من الصيانة، حيث أنها تقريبا لم تكن بحاجة للتنظيف والصيانة في المختبر. ذلك، ن الذهب معدن أصيل، وهو لا يتأثر من الهواء او الماء. العملات التي عثر عليها كانت في الإستعمال أيضا خلال الأحتلال الصليبي خاصة في مدن الشاطئ والموانئ التي كانت فيها التجارة الدولية. على البعض من العملات كانت علامات العض بالأسنان، من المحتملها ان أسنان التجار الذين حاولو التأكد من أن الذهب حقيقي. البعض الآخر من العملات كانت عليها علامات الأستعمال المستمر بينما كان هنالك جزأ بحالة ممتازة كما ولو أنه صنع في هذه الأيام.
اما عن الغطاسين الذين عثروا على الثروة وأبلغوا سلطة الآثار (تسفيكا بيير، كوبي طوينة، أفيفيت فيشلر، شاي ميلنر، يؤاف لافي، يوئيل ميلر) فقد قال يعقوب شرفيط، "هذا مثال للمواطنة الصالحة للذين عثروا على الذهب وبالحقيقة قلبهم من ذهب، وهم يحبون بلادهم وتراثها العريق". وأضاف شرفيط: "ينص قانون الآثار على أن التحف الأثرية هي ملك الدولة، ومن لا يعلن عن التحف التي يعثر عليها او يخرجها من موقعها بشكل غير قانوني ويتاجرفيها، فهي مخالفة للقانون عقوبتها تصل حتى 5 سنوات من السجن الفعلي. في هذه الحالة، أبلغ الغواسون عن المكتشف الأثري، إلا أن هنالك العديد من الحالات حيث يأخذ الغطس التحف الى بيته الخاص وبهذا الشكل يضيع من يدينا جزأ هاما من المعلومات الأثرية والتي لا يمكننا ان نستردها. من هنا علينا ان نطر المنطق كموقع سياحي للغطس مفتوحا للجمهور حيث يمكن لمن شاء أن يغطس بالموقع بمرافقة مفتشي سلطة الآثار او مدير مدير مركز الغطس في قيسارية".
الشركة لتطوير قيسارية وسلطة الحدائق الوطنية أثنت على الأكتشاف. وفقا لأقوالهم، "دون شك بأن العثور على تل القروة تبرز أهمية قيسارية وميزاتها الخاصة كميناء قديم لها تاريخها وحضارتها الكبيرة. لا زالت وبعد مرور ألفي عام على بنائها، تضفي من طابع سحرها على الزائر وتستمر بالتجديد من المفاجئات في كل مرة نكشف جزأ من خفاياها في البر والبحر على حد سواء".
شرح موسع ومعلومات تاريخية:
أقدم عملة موجودة في الثروة هي من قيمة الربع دينار ضربت في مدينة بالرمو في صقليا، خلال النصف الثاني من القرن التاسع ميلادي. الأكثرية من العملات تابعة للخليفة الحكيم (بين السنوات 996 – 1021 ميلادي) وأبنه الظاهر (1021 – 1036 ميلادي)، وقد صقت في مصر وشمال أفريقيا. لم نجد بين العملات تلك التابعة للعائلات الإسلامية الشرقية ومن هنا يمكننا ان نحددبشكل أكيد أن الثروة فاطمية.
قيمة الثروة الكبيرة تضح من خلال المصادر التاريخية مثل الرحالة أبن جُبير الذي يروي على أن سكان المستوطنات الإسلامية فرض عليهم دفع 50% من المحصول الزراعي أثناء الحصاد، ضريبة للدولة الفاطمية وإضافة الى ذلك، فرضت عليهم ضريبة الجمجمة او الرأس التي كانت قيمتها دينار وخمسة قيراط للشخص (الدينار آنذاك كان يعادل 24 قيرات، من هنا طريقة قياس الذهب نسبة الى القيراط).
نصوص أخرى نجدها في وثائق "المخبئات من القاهرة" من القرن 11 و 12 ميلادي، التي تروي على دفع الفدية للأسرى اليهود الذين تم القبض عليهم في عسقلان ونقلهم الى مصر. وفقا لما ورد في تلك الكصادر، فإن الطائفة اليهودية دفعت 500 دينار من الذهب لفك أسرهم وارجاعهم الى البلاد وبقي عليهم دين قدره 200 دينار. بينما تم دفع مبالغ أكبر لأطلاق سبيل شخصيات من مناصب مرموقة.على سبيل المثال يذكر في إحدى الأحيان دفع فدية 80 دينار لإطلاق سبيل شخص واحد. نتعلم من تلك المعلومات على الحفاظ في المحفظة الشخصية على مبلغ قدره 100 دينار ذهب ولكن ليس أكثر من ذلك.
المملكة الفاطمية كانت غنية جدا وثروتها كبيرة جدا. تقرير المالية في تلك الأيام تحدث عن قرابة 12 مليون دينار ذهب، اتي كانت في خزينة الدولة في القاهرة (فسطاط الأثرية). تولي العائلة الفاطمية الحكم خلال القرن العاشر، الى جانب خططها السياسية والأقتصادية أدت الى إزدهار الملاحة والتجارة البحرية في حوض البحر المتوسط. الفاطميين، اصلهم من شمال أفريقيا، جلبو لى مصر أساليب تجارية التي كانت مميزة لغربي حوض البحر المتوسط. تحت حكمهم تم تطوير قيسارية ومدن الساحل، بنيت حولها الأسوار، وكان مكان الحاكم الذي خضع الى الحكم في مصر وكان تحت تصرفه قوة عسكرية التي حرست المدينة من هجمات الأعداء. إحدى مميزات تلك الفترة هو اتساع التجارة العالمية: في شرقي البحر المتوسط أبحرت السفن التجارية الى جانب السفن الحربية. هذه التجارة بين الإسلام والصليبيين لم تنثطع حتى في خالات الحرب بل اظدهرت اطثر خلال الفترات السلمية.
خلال تلك الفترة اظدهرت قيسارية ومنها ازدهرت التجارة مع موانئ عديدة، كل ذلك على الرغم من وضع الميناء المزري، الذي بني بيد الملك هيرودوس خلال الفترة الرومانية. الرحالة المقدسي، يصف قيسارية في كتابه الذي وضعه عام 958 ميلادي، وهي فترة التي كانت خلالها العديد من الحروبات للفاطميين في البلاد وسوريا، فوصف قيسارية: "لا توجد مدينة أجمل منها ....اراضيها خصبة وفاكهتها ممتازة، كما انها مشهورة بحليب الجاموس والخبز الأبيض. سور المدينة محصنة جدا ولا يمكن اختراقها وهي تدافع عن الأحياء المكتظة بالسكان، مياه الشرب فيها مخزنة بالآبار". مثل تلك المقطوعات نجدها عند الرحالة الإسباني "ناصر خوصرو" الذي وصل الى قيسارية عام 1074 ميلادي. "مدينة جيدة مليئة بالتمر، البرتقال، الليمون والمياه الجارية فيها. اسوارها منيعة ولها مدخل من حديد فيها نوافير المياه ويمكن المشاهدة من ساحة الجامع يوم الجمعة المياه المتدفقة".
كانت قيسارية محصنة بسور منيعة، لم يستطع الصليبيون اختراقها عام 1099 حين كانوا في طريقهم الى القدس. وفقط بعد أن حاصروها لمدة اسبوعان استطاعوا احتلالها في تاريخ 17 أيار 1101.
الصور 1-2: قرابة 2000 عملة عثر عليها في قاع البحر. تصوير: يعقوب شرفيط
3-7: الثروة النادرة. تصوير: كلارا عاميت بلطف من سلطة الآثار.
المصدر:
موقع المرج - مرج ابن عامر - صور وتفاصيل الكنز الضخم الذي وجد في البحر قرب قيساريا
|