07-23-2015, 06:27 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
خطأ الصحابة فيما يسمعون ويبلغون وما يعملون
بسم الله الرحمن الرحيم
في قوله تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) [الدخان: 29] يفهم منه أن أهل السماء وأهل الأرض من المؤمنين لا يبكون على هلاك القوم الكافرين ومنه يؤخذ مشروعية البكاء على الأموات من المؤمنين والصالحين .. وبالتالي فيه نهي عن البكاء على الكافرين فهم لا يستحقون لأنهم مستراح منهم ومن شرهم
تُوِفِّيَتْ ابنةٌ لعثمانَ رضيَ اللهُ عنهُ بمكةَ ، وجئنا لنشهَدَهَا ، وحضرها ابنُ عمرَ وابنُ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهم ، وإنِّي لجالسٌ بينهما ، أو قال : جلستُ إلى أحدهما ، ثم جاء الآخَرُ فجلسَ إلى جَنْبِي ، فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما ، لعمرو بنُ عثمانَ : ألا تَنهى عن البكاءِ ؟ فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : (إنَّ الميتَ ليُعَذَّبُ ببكاءِ أهلِهِ عليهِ). فقال ابنُ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما : قد كان عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ يقولُ بعضُ ذلكَ ، ثم حدَّثَ قال : صَدَرْتُ مع عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ من مكةَ ، حتى إذا كُنَّا بالبيداءِ ، إذا هو برَكْبٍ تحتَ ظِلِّ سُمْرَةٍ ، فقال : اذهبْ فانظرْ مَنْ هؤلاءِ الرَّكْبِ ؟ قال : فنظرتُ ، فإذا صهيبٌ ، فأخبرْتُهُ ، فقال : ادعُهُ لي ، فرجعتُ إلى صهيبٍ فقلتُ : ارْتَحِلْ ، فالْحَقْ أميرَ المؤمنينَ ، فلمَّا أُصيبَ عمرُ ، دخل صهيبٌ يَبكي ، يقولُ : وا أخاهُ ، وا صاحباهُ ، فقال عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ : يا صهيبُ ، أَتَبْكي عليَّ ، وقد قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّ الميتَ ليُعَذَّبُ ببكاءِ أهلِهِ عليهِ . قال ابنُ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما : فلمَّا مات عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ ، ذكرتُ ذلكَ لعائشةَ رضيَ اللهُ عنها ، فقالت : رحمَ اللهُ عمرَ ، واللهِ ما حدَّثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ (إنَّ اللهَ ليُعَذِّبُ المؤمنَ ببكاءِ أهلِهِ عليهِ) ، ولكنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : (إنَّ اللهَ ليَزِيدُ الكافرَ عذابًا ببكاءِ أهلِهِ عليهِ). وقالت حَسْبُكُمُ القرآنُ : (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) . قال ابنُ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما عندَ ذلكَ : واللهُ هُوَ أَضْحَكُ وَأَبْكَى .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1286 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
فهنا تقسم عائشة بأن النبي عليه الصلاة والسلام ما قال النص كما سمعه عمر وكما تناقله الصحابة عنه .. ثم هي لم تطعن في الصحابة رضوان الله عليهم ولكن خطأت سمعهم
فقمتُ فدخلتُ علي عائشةَ . فحدَّثتُها بما قال ابنُ عمرَ . فقالت : لا . واللهِ ! ما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قط : " إنَّ الميتَ يُعذَّبُ ببكاءِ أحدٍ " . ولكنه قال " إنَّ الكافرَ يزيدُه اللهُ ببكاءِ أهلِه عذابًا وإنَّ اللهَ لهو أضحكُ وأبكى . ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى " . قال أيوبٌ : قال ابنُ أبي مليكةَ : حدَّثني القاسمُ بنُ محمدٍ قال : لما بلغ عائشةُ قولُ عمرَ وابنِ عمرَ قالت : إنكم لتُحدِّثوني عن غيرِ كاذبين ولا مكذبين . ولكن السمعَ يُخطئُ .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 929 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
بل وفي رواية أخرى ذكرت نصا مغايرا .. وتثبت فيه ان الصحابة يخطؤون وينسون
أنَّها سمِعَت عائشةَ ، وذُكِرَ لَها أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ عمرَ ، يَقولُ : (إنَّ الميِّتَ ليعذَّبُ ببُكاءِ الحيِّ) ، فقالَت عائشةُ: أما إنَّهُ لم يَكْذِبْ ، ولَكِنَّهُ أخطأَ أو نسيَ، إنَّما مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ على يَهوديَّةٍ وهي يبكي علَيها ، أهلُها فقالَ: (إنَّهم لَيبكونَ عليها ، وإنَّها لتعذَّبُ في قبرِها) الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الإمام الشافعي | المصدر : اختلاف الحديث
الصفحة أو الرقم: 10/217 | خلاصة حكم المحدث : أشبه أن يكون محفوظاً عنه صلى الله عليه وسلم
فلو كان الصحابة معصومون في الفهم والسمع لما تناقلوا ما سمعوه خطئا .. ولو كان فهمهم معصوما لراجعوا النبي عليه الصلاة والسلام فيما سمعوه خطئا لتصحيح سمعهم .. وإن كنا اكتشفنا نصا من هذه النصوص فمن الوارد أن هناك نصوصا كثيرة لا نعلم عنها شيئا .. وعليه فعملهم إن لم يكن عليه دليل وكان متعارضا مع كتاب الله تعالى فهو موضع شك في صحته
ولنتنبه لمسالة مهمة جدا .. أن الصحابة تداولوا الحديث الخاطئ وعملوا به فترة من الزمن مرورا بحكم أبي بكر وعمر ثم عثمان بن عفان حين توفيت ابنة له .. وطيلة هذا الزمن الطويل يعملون بنص خاطئ ولم ينتبه أي أحد من الصحابة لتعارضه مع نص كتاب الله تعالى إلى أن كشفته عائشة بعد حوال 13 سنة من وفاة النبي عليه الصلام .. فكيف لم تعلم بهذا النص ولم تسمع به وتوصبه قبل هذا؟
حكم أبو بكر الصديق سنتان وثلاثة أشهـر توفي في جمادى الآخرة سنة 13هـ عن 63عاما .. وحكم عمر بن الخطاب عشر سنوات وستة أشهـر .. توفي في ذي الحجة سنة 23هـ عن 63عاما .. وحكم عثمان بن عفان اثنتا عشر سنة .. توفي في ذي الحجة سنة 36هـ عن 82 عاما
|