07-29-2015, 04:44 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
الفارق بين [مثل ما] و[كما]
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه دعوة لدراسة قوله تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 146]
وقوله تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 20]
لماذا استخدم [كَمَا] ولم يستخدم [مثل ما]؟ وما هو الفارق في المعنى بين كل منهما؟
(بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ) [المؤمنون: 81]
(يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ) [النساء: 11]
(فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [القصص: 79]
فالكاف (ك) للتشبيه .. و(مثل) للتماثل .. والفارق بينهما أن المشابهة تفيد المشاركة في بعض الصفات والأوصاف .. بينما التماثل يفيد المشاركة في جميع الصفات والأوصاف .. لذلك في قوله تبارك وتعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: 11] نفى عن نفسه أن يكون له مثيل أو شبيه فجمع بين حرف الكاف (ك) وبين (مثل) في قوله (كَمِثْلِهِ)فلا شيء يشاركه في بعض صفاته .. ولا ند له مطابق له في كل صفاته.. فهو (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) وكلنا نسمع ونبصر ولكن لا نشاركه في صفاته مشاركة مطابقة لا في الكيف ولا في تمام الوصف ولا في المعنى
فبني إسرائيل وهم الذين آتاهم الله تعالى الكتاب يعرفون النبي عليه الصلاة والسلام (يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) أي كما يعرفون بني إسرائيل .. فكلمة (كَمَا) وقعت بين فعلين متماثلين (يَعْرِفُونَهُ) (يَعْرِفُونَ) أي أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يشترك مع (أَبْنَاءَهُمْ) أي بني إسرائيل في بعض صفاتهم .. فليس من البلاغة أن يقال هنا (مثل ما) بما يفيد المطابقة والمشاركة في جميع الصفات والأوصاف لتفرده عليه الصلاة والسلام (بصفات حميدة) تميزه عن سائر بني إسرائيل والتي بشرتهم رسلهم بها كما في قوله تعالى: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) [الصف: 6]
مما يؤكد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد من بني إسرائيل وأننسبه ممتد إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام .. ومع هذا إلا أن (فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أي يكتمون حقيقة امتداد نسبه إليهم وأنه النبي المبشر بصفاته الحميدة في كتبهم .. وهؤلاء (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)
|