08-01-2015, 09:23 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 31-07-2015
الدولة: القاهرة
العمر: 31
المشاركات: 2
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
عند النظر في قول الله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ)
قد يظن البعض أن تلك الآية جائت لإيجاب لبس الخمار فحسب، لكن عند البحث سنجد أنها لم تُسق لبيان لك.. بل سيقت لبيان كيفية لبس الخمار لأن نساء العرب في الجاهلية كن يلبسنه لكن ليست بالطريقة التي يريدها الشرع فقد قال مقاتل بن حيان في تفسير قوله تعالى: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} والتبرج: أنها تلقي الخمار على رأسها، ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها، ويبدو ذلك كله منها، وذلك التبرج .
فكانت نساء الجاهلية يلبسن الخمار لكن لا يشددنه على الجيوب فجائت تلك الآية لبيان كيفية لبس الخمار الشرعي كما جاء ذلك في تفسير الطبري في تفسير قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) أي: وليلقين خُمُرهنّ، وهي جمع خمار، على جيوبهنّ، ليسترن بذلك شعورهنّ وأعناقهن وقُرْطَهُنَّ.
وفي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن، فكشفن شعورهن ووجوههن. ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهنّ؛ لئلا يعرض لهن فاسق، إذا علم أنهن حرائر، بأذى من قول.
فالآية الأولى جائت لبيان كيفية لبس الخمار الشرعي ،والآية الثانية جائت لبيان ما المطلوب من النساء لبسه..
وهذا والله أعلم.
|