08-07-2015, 06:30 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل بالله
جزاكم الله خيرا على هذا الشرح
{ يَاأُخْتَ هَارُونَ }: المقصود أُخوّة العبادة ، وقيل : إنّ هارون هنا أخٌ لمريم من أبيها ، وقيل : كان هارون رجلاً صالحًا في زمن مريم فنُسبت إليه .
|
وخيرا جزاكم الله وبارك فيكم
لو صح أن المعنى "أخوة العبادة" لكان أولى أن تنسب إلى موسى عليه السلام أو إلى أبيهم إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام لأنه مقدم في النبوة على هارون عليه السلام .. أو لنسبت إلى امرأة من الصالحين لتوافق الجنسين .. وكان من باب أولى إن نسبت إلى قدوتها وإسوتها بالبنوة وليس بالأخوة كأن يقال (يا ابنة هارون) كأب روحي لها .. كما أننا المسلمين أبناء إبراهيم عليه السلام نسبة إليه .. فالمعنى هنا مختل
ولو كان لمريم أخ لها من أبيها لما نذرت أمها ما في بطنها لله تعالى .. ولكان ولدها أولى بذلك النذر .. أي أن هذا الأخ ولد قبل مريم عليها السلام .. ولكن الاحتمال الأصوب أنه ولد بعد مريم عليها السلام فليس قبلها ولد .. والاختصاص بالفضل هنا منحصر في (آل عمران) وليس لمن هو من صلب غيره
فالناس هنا اندهشوا مما رأوا من حملها وليدها .. فذكروها بأن لها أخ هي أحرص من أن تلحق به العار بظنهم .. وذكروها بطهارة والديها وأن مثلها ما يجب أن تأتي بفاحشة .. وأن لها أخ معروف عنه التقى والصلاح حتى أنه ملقب (هارون) فهو لقب وليس اسم علم أعجمي كما يقول المحققون .. أي أن له اسم علم والأرجح لدي أنه (يحيى) عليه الصلاة والسلام .. فقد كان سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين لا يليق بمثلها أن تجلب له العار بظنهم (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 39] .. فمريم عليها السلام هي الطاهرة العفيفة الحصان أخت يحيى عليه السلام .. فهي على نفس طهره وعفافه فكان (حَصُورًا) أي طاهرا عفيفا عن الفحش لا يقرب النساء .. وأبوها نبي وأمها من الصالحات .. فمريم ويحيى عليهما السلام طاهران من الفحش متساويان في العفاف والحصانة
ولو كان هارون رجلا صالحا معاصرا لها فكان أولى أن تنسب لأمها ولعمران أو النبي زكريا عليه السلام
ولقد اصطفى الله عز وجل آل عمران على العالمين من ذرية إبراهيم .. أي أن النبوة والرسالة استقرت فيه وفي نسله من بعده .. فلا يكون نبي إلا من نسل آل عمران أي من نسل المسيح عليه السلام ومن صلبه .. فيكون بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسل عيسى عليه السلام ومن سلالة بني إسرائبل .. فحتى لو كان إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام وهذا لم يثبت .. فلا يمكن أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم من سلالة إسماعيل لأن الله اصطفى آل عمران على العالمين بنص صريح واضح يراد منه حصر النبوة في سلالته وذريته .. وبذلك يستبعد أن تكون النبوة والرسالة في غير ذريته من بعده
لكن رغم ما ذكرته من اجتهاد .. فإني لا أستبعد احتمال أن عمران وزكريا مختلفين .. إلا أني أرى بحسب وجهة النظر هذه أن عمران توفي وترك مريم عليها السلام طفلة يتيمة .. وأن زكريا عليه السلام تزوج بامرأة عمران بعد وفاته وكفل مريم .. لذلك كان يدخل عليها المحراب بصفتها صارت محرمة عليه بزواه من أمها .. وهنا رزق زكريا من امرأة عمران بيحيى عليه السلام فهو ليس من صلب عمران
والشاهد على يتم مريم عليها السلام اختصام الموالي من بني إسرائيل في كفالتها .. فلو كان زكريا والدها لما كان هذا الاختلاف فقال تعالى: (ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) [آل عمران: 44] .. فيبدو أن زكريا عليه السلام تكفل بتربيتها وقال تعالى: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا) [آل عمران: 37] فكان يدخل عليها المحراب وقتما شاء مما ترتب عليه أن يختلي بها مما دل على أنها حرمت عليه تحريما مؤبدا .. وهذا لا يكون إلا بزواجه من أمها (إمرأة عمران) .. فهي ربيبته تربت في حجره منذ كانت رضيعة
إلا أنه ما يجعلني أتوقف في صحة هذه النظرية هو أن الله اصطفى آل عمران بالنبوة فلا نبي إلا من ذرية عمران مريم وابنها عليهما السلام ومن يأتي من نسله وذريته .. لكن يحيى عليه السلام أتى من لقاء بين زكريا وامرأة عمران .. ومن وجهة نظريي أرى أن الحل لهذه المعضلة دخول امرأة عمران ضمن [آل عمران] فيدخل فيهم كل من جاء من نسلها ولو كان من صلب رجل آخر .. ومنهم يحيى عليه السلام .. فالحسن والحسين من نسل فاطمة وعلي عليهما السلام فهما من آل البيت رغم أنهما من رحم بنت رسول الله صلى اله عليه وسلم وليسا من صلبه إنما هما من صلب علي بن أبي طالب .. وهذا فيما أراه حل لمسألة أن يكون يحيى أخ لمريم عليهما السلام من أمها (والتي هي من آل عمران بصفتها أرملة وبنت عمومة لعمران) بزواجها من زكريا عليه السلام .. وبهذا يكون يحيى من ذرية آل عمران
والله أعلم
|