08-10-2015, 02:40 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 02-12-2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,262
معدل تقييم المستوى: 11
|
|
الجنّة ..تلك الجائزة الكبرى التي وعد الله سبحانه بها البشر من لدن آدم الى آخر ذرّيته
كيف سيكون وضعها وكيف سيكون وضع بني آدم فيها؟ ..هل هي بالشكل الذي تتوارثه الأديان؟ هل هي تحوي ما تقول عنه الروايات؟ هل الجنة كما نتصور أم أنها أكبر وأعمق؟
الحور العين ..من هؤلاء؟ كيف هم؟ كيف سيكون شكلهم؟ هل هم بشر؟ هل هم ملائكة؟ أم هم شيء آخر؟
لماذا وضع الرجال للحور العين تصورات وتصورات ونسوا أنّ النساء من أهل الجنّة أيضا ؟
هل الصورة مختلفة عما نتصور؟ أم أن الأمر كبير !
الفكرة الأولى: كلنا تربينا على موروث أنّنا كرجال في الجنة ان شاء الله سيكون لنا نصيب عظيم من الأكل والشرب وجنات وأنهار وثياب وفرش وذهب وفضة وياقوت..الخ والأهم بعد كل هذا "الحور العين" التي تعني نساء يتزوجهن الرجال فقط أما النساء فليس لهن ذلك..انّما يكتفين ببقية خيرات الجنّة .
وهذا يعتبر ضربا للدين ولمفهوم الآخرة التي هي اصلا رمز للعدالة والحكم بالقسط والعدل .
كل واحد فينا يحسب أنه سيكون في الآخرة كما هو في الدنيا ..مثلا أنت رجل وهي أنثى..أنت تحسب أنك في الآخرة ذكر وهي أنثى وهذا غير صحيح
أنت عبارة عن "نفس" و"جسد" ..الجسم هو عبارة عن ذكر أو أنثى لكنّ النفس ليس لها جنس ..يعني نحن في عالم الانفس لسنا ذكورا ولا اناثا ..كلنا من نفس واحدة قال الله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) الأعراف (189)
فالنفس لما توضع في جسد ذكر تأخذ طبيعة معيّنة..ولما توضع في جسد انثى تأخذ طبيعة أخرى
قال الله تعالى ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ) النجم (45-46)
اذن فكرة خلق الذكر والأنثى جاءت من نطفة ..يعني الشيطان ليس ذكر ولا أنثى..الملائكة ليسوا ذكورا ولا اناثا
موضوع الذكر والانثى ليس موجودا الا في عالم الاجساد المادية الموجودة في الارض ..مثلا القلم ليس ذكرا ولا انثى ..ساعة اليد ليست ذكرا ولا انثى ..وهكذا
الله خلق الكون على مبدأ الزوجية لكن ليس كل زوجين هم ذكر وانثى.. مثلا انت عبارة عن نفس وجسد وكلاهما يمثلان زوجين لبعض لكن ليس احدهما ذكرا والاخر انثى
اذن في الآخرة الرجل لن يكون ذكرا والمرأة لن تكون أنثى ..ستكون لهم اجساد جديدة قال الله تعالى (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) ق (15)
في الاخرة سيكون لنا أجساد لكن بلا أعضاء تناسلية قال الله تعالى (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) التكوير (7)
النفس حين تدخل الجسد تسمى "تركيب" قال الله تعالى (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ) الإنفطار (8)...يعني الجسم الدنيوي تركيب
قال الله تعالى (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) التكوير (7)....يعني الجسم الاخروي تزويج
كل نفس سوف تجد زوجا لها..يعني الجسم الاخروي زوج للنفس ومن صفاته الحور العين .. قال الله تعالى( كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ) الدخان (54)
زوجة الرجل في الدنيا ستكون زوجته في الاخرة لكن بدون صفات ذكر وانثى ..فعندما نعود الى قصة آدم عليه السلام عندما كان هو وزوجه في الجنة بمجرد أكلهما من الشجرة ظهرت سوآتهما قال الله تعالى (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ) طه (121)
هذا يعني ان جسم الانسان في الأصل كان بدون سوأة كذلك الجسم في الآخرة لن يكون بحاجة الى اعضاء تناسلية وعلاقة جنسية التي هي من مقتضيات الدنيا
جسمنا الحالي الدنيوي يحتاج الى قيمتين قيمة السكن وقيمة اللباس فخلق له الجسد ليحقق له هاتين القيمتين أما في الآخرة فلا حاجة لقيمة السكن ولا لقيمة اللباس فهناك قيم أعلى وأرقى
لاحظوا ان كلمة "زوجة" لم تُذكر في القرآن الكريم والأصح أن نقول كلمة "زوج" لكلى الجنسين
قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ) الأحزاب (28)
قال الله تعالى (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الحجر (88)
جاء لفظ زوج وليس زوجة لأنه يخاطب النفس وليس الجسد قال الله تعالى (وخلق منها زوجها)
|