08-10-2015, 05:47 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
الكلام فيه مغالطات وسوء فهم واتباع للهوى .. ومثل هذا الكلام لا يخرج إلا من جاهل بلا رصيد من علم .. ففيه تلاعب بالأدلة
فكلمة [نفس] حولها مفاهيم كثيرة لم يثبت لدي فيها أي علم صحيح .. فأنا متوقف في أمرها ولا زالت خاضعة للبحث والدراسة .. فهل النفس هي الروح؟ أم كائنان مختلفان؟ أين مركز العقل المفكر في الروح أم النفس أم الجسد؟
لكن على كل الأحوال فكلمة [نفس] قد يراد بها كائن مخلوق غير منظور .. وقد يراد بها معنى [الذات] .. قال تعالى: (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) [المائدة: 116] ... وقد يراد بها [الروح]
فالموضع أكبر من أن يتصدى لها غير ذي حظ من علم وفقه .. وإلا دخل في الضلال وحاد عن الحق .. وهذا لا يعني أني لا أملك معلومات عن الروح والنفس كباحث متخصص .. بل لدي معلومات كثيرة بحمد الله .. ولكن المعلومات والمعرفة شيء .. والكلام العلمي الممنهج والمستند على أدلة واضحة أمر مختلف تماما
لذلك إن قمنا بمراجعة مفهوم النفس لدى الباحث وقارناه بالنصوص لما خرجنا بمفهوم علمي محدد وواضح .. فالأدلة متضاربة مع كلامه وتزيد المعنى غموضا وإبهاما
والجسد يحدد شكل الإنسان ذكر أو أنثى .. والنفس تحدد نوع الجنس ذكر أو أنثى .. لذلك من يعانون من اضطرابات هرمونية قد يكون شكل الجسد منتمي لجنس دون الآخر .. بينما إحساس الإنسان يميل اتجاه الجنس الآخر
أما مصطلح [حور عين] وهو أصل الموضوع المطروح فلا يوجد أي نص واحد يحدد لنا المراد منه .. وفي الواقع لم أبحث المسألة علميا .. إلا أن مسألة أن يتفرد الرجل بزوجات كثيرات في الجنة بغض النظر عن فكرة العدالة في التقسيم بين الرجل والمرأة .. فتعدد الزواجات في الجنة فكرة لا لزوم لها على الإطلاق فالعبرة بالكيف لا بالكم .. فلا يستقيم للرجل أن يتزوج مئات وآلاف النساء في الجنة يتمتع بهن بينما زوجته من الدنيا محرومة منه محبوسة داخل قصر في الجنة .. فهذا معناه أن المرأة المسلمة في الجنة لن تشبع رغبات الرجل وهذا وجه قصور لا يتفق مع مفهوم الجنة وكمال النعيم
أما من لم تحظى بخلقة حسناء في الدنيا وعانت المرار بسبب قباحة جسدها ودمامة وجهها فلم تتزوج .. ستعاني من الحرمان في الدنيا وفي الجنة بحسب المفهوم السائد .. وستظل محبوسة في قصرها لا تمتع بالرجال كاستمتاع الرجال بالنساء .. وهذا نوع من الحرمان من المتعة في الجنة .. ونفس الكلام سيعانيه صاحب الخلقة الدميمة ومن لم يتزوج في الدنيا .. بحسب هذا المفهوم فما لزوم الجنة إن كانت دار شقاء وحرمان؟
من العجيب أن تحمل دلالات النصوص على أن الجنة مجرد أكل وشرب ونساء للرجال وخضرة وقصور .. حقيقة لا يوجد في كل هذا إغراء على دخول الجنة من أجل الأكل والشرب والنساء فقط .. اللهم إلا على سبيل النجاة من النار .. فلم يخلق الإنسان للمتعة وإنما للعبادة .. فالعبادة مطلب فطري في الإنسان وهو الاحتياج الحقيقي الذي لا يستغني عنه الإنسان ولا يمكن أن ينقطع عنه .. أما الأكل والشرب والنساء فمطلب استهلاكي .. لذلك فأجمل ما في الجنة من نعيم [العبادة لله عز وجل] فمهما عبدنا الله تعالى في الدنيا فمتعة العبادة فيها لن ترتقي لمتعتها في الجنة وقد رأينا ربنا عز وجل فهي عبادة عن يقين
لو كانت الجنة بهذا المفهوم فهذا هو نعم النعيم .. أما أن تكون الجنة مجرد أكل وشرب ونساء فهذا مطلب شهواني استهلاكي مهما كان ممتعا فلا ولن يرتقي لمتعة عبادة الله عز وجل والتي حرمنا منها في الدنيا بسبب انشغال القلوب بمصارعتها الدنيا ومكابدة مشاقها .. أعتقد لو أننا أعدنا دراسة النصوص انطلاقا من هذا المفهوم فيقينا سنخرج بدلالات جديدة
|